كما ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب عام 1969، ثم بدأ في كتابة الأخبار الصغيرة يليها مقالات في الصحف المحلية بسورية، ثم تطورت كتاباته لتشمل القصص القصيرة.
أثرت مدينة اللاذقية التي ولد فيها الأديب الراحل "حنا مينة" بمجمل أعماله، آخذاً من البحر مصدر إلهام دائم له، فغدت معظم أعماله مبللة بمياه موجه الصاخب، على حد تعبيره.
بينما أمضى طفولته في لواء اسكندرون السليب قبل أن يقطن في اللاذقية، وتوقفت مسيرته الدراسية عند نهاية المرحلة الابتدائية عام 1936، ولم يكمل تعليمه بعدها.
مارس مهناً عديدة في بداية حياته، بدءاً بالحلاقة والعتالة في ميناء اللاذقية، ليعمل بعدها بحاراً على السفن والمراكب، إلى جانب شغله مهناً كثيرة أخرى كمصلّح دراجات، ومربّي أطفال في بيت سيد غني، وعاملاً في صيدلية.
وصف مينه نفسه بـ "كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين، فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذته القصوى، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحيوات الآخرين، الذين قد لا تعرف لبعضهم وجهاً، لكنك تؤمن في أعماقك، أن إنقاذهم من براثن الخوف والمرض والجوع والذل، جدير بأن يضحى في سبيلهم".
وبعد أن غيّب الموت الأديب والروائي السوري حنا مينة، صباح الثلاثاء 21 آب 2018 عن عمر يناهز الـ 94 عاماً، إثر معاناة طويلة مع المرض، رحل تاركاً خلفه ما يقارب الأربعين مؤلفاً، ومن أهم أعماله "الشراع والعاصفة" (1966) و"الياطر"(1975) و"نهاية رجل شجاع"(1998)، وتناول في الكثير منها، البحر وأهواءه وكذلك البحارة.
تم تحويل العديد من رواياته إلى مسلسلات تلفزيونية لاقت نجاحاً عبر القنوات العربية، أهمها "نهاية رجل شجاع"، "المصابيح الزرق"، كما حولت روايته الأشهر "الشراع والعاصفة" إلى فيلم سينمائي في 2012.
حاز على جوائز أدبية عدة من بينها "جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي" من اتحاد كتاب مصر العام 2006، وتخصص وزارة الثقافة السورية جائزة سنوية تحمل اسم حنا مينه.
بقي "حنا مينة" حتى لحظات حياته الأخيرة يبهر السوريين بأدبه وكلماته المليئة بالعاطفة الصادقة، كما كتب في وصيته "لقد كنت سعيداً جداً في حياتي، فمنذ أبصرت عيناي النور، وأنا منذور للشقاء، وفي قلب الشقاء حاربت الشقاء، وانتصرت عليه، وهذه نعمة الله، ومكافأة السماء، وإني لمن الشاكرين".
المصدر: تلفزيون الخبر