خطاب نصر الله، حمل الكثير من الدلالات والأبعاد والأهداف، ويمكن ذكرها وفق سلسلة من النقاط المترابطة:
أولاً- جاء الخطاب بعد ثلاثة بيانات نشرها الإعلام الحربي التابع للمقاومة اللبنانية، تضمنت في تفاصيلها، إعلان بدء الرد، والقواعد المستهدفة شمال فلسطين والجولان المحتل، نوعية الأسلحة المستخدمة، وترك المجال لغرفة العمليات المقاومة للأمين العام، للحديث عن تفاصيل الرد، لكونه عملاً نوعياً مركباً، تضمن إشغال المنصات الدفاعية "الإسرائيلية" ولاسيما بطاريات "الباتريوت"، وتشتيت انتباه العدو عن الهدف المركزي من خلال استهداف 11 قاعدة وثكنة متوزعة في شمال فلسطين والجولان المحتل، لتتمكن الطائرات المسيرة من الوصول لهدفها النوعي، المتمثل في إحدى النقطتين الأهم والأخطر، واللتين كان لهما دور في التخطيط والتنفيذ لجريمة اغتيال الشهيد فؤاد شكر وغيره من شهداء محور المقاومة، وهما القاعدة الأساسية لشعبة المخابرات العسكرية "الإسرائيلية" والمعروفة باسم "أمان" والوحدة 8200 المسؤولة عن رصد المعلومات لتنفذ الاغتيالات، أو القاعدة الجوية عين شيمير التي استخدمها سلاج الجو "الإسرائيلي" لارتكاب جرائم الاغتيال.
ثانياً- الشفافية والمصداقية التي تضمنها الخطاب، سواء كان ذلك، في تقديم الأسباب والمسوغات لتأخر الرد العسكري للمقاومة، أم في البحث عن خيارات الرد ضمن محور المقاومة أو بشكل فردي، أو حتى في شرحه تفاصيل عملية الرد من حيث عدد الصواريخ المقرر إطلاقها والبالغة 300 صاروخ ومن ثم سبب زيادة عددها، وكذلك عدم إخفاء الخسائر بعد تنفيذ عملية الرد في العدة والعتاد للمقاومة، والأهم من ذلك مصداقية المقاومة في ترك المجال مفتوحاً للكيان المغتصب للاعتراف بخسائره في ظل عدم إيقان المقاومة من حجم تلك الخسائر من استهداف منطقة غليلوت.
ثالثاً- إبراز المقدرات النوعية للمقاومة الإسلامية في جبهات القتال، وإدارة الحرب النفسية مع الكيان الصهيوني، وهو ما برز في نوعية الأسلحة التقليدية التي استخدمها الحزب بعملية الرد، والتي لم تخرج عن نطاق نوعية الأسلحة التي استخدمتها قوات حزب اللـه على مدى الأشهر السابقة سواء كانت تلك الأسلحة تتعلق بصواريخ الكاتيوشا أم بطائرات المسيرة، ونشر مقطع فيديو "عماد4" كان هدفه رسالة نفسية تستهدف الوعي الجمعي للمستوطنين وتزيد من رعبهم من ناحية، ومن ناحية أخرى توظيف استعراض ما تضمنه المقطع من إمكانات جزئية يمتلكها الحزب لردع الكيان عن القيام برد مضاد أو توسيع عدوانه باتجاه لبنان.
رابعاً- عملية الرد بحد ذاتها، عكست مدى امتلاك حزب اللـه لبنك أهداف كبير داخل الكيان "الإسرائيلي"، إذ في ظل تعدد التقديرات "الإسرائيلية" على مدى 25 يوماً منذ اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية، كانت تتراوح بين إمكانية إقدام الحزب بالرد ضمن بنك الأهداف التي تضمنها "هدهد1، 2، 3"، إضافة إلى مواقع عسكرية أو أهداف حيوية داخل تل أبيب، دون تقدير إمكانية أن يتمكن الحزب من الكشف عن هدف جديد يصنف وفق الإعلام العبري، بأكثر المناطق الأمنية سرية، كما أن عملية الرد تمثل تمسك توجه الحزب في تعزيز الردع، وخاصة أن منطقة "غليلوت" تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، ذات المسافة التي اغتيل بها الشهيد شكر والبالغة 110كم، وتعد إحدى ضواحي تل أبيب.
خامساً- الخطاب كشف عن حجم الإخفاقات التي ظهرت داخل الكيان، والتي ظهرت مع تنفيذ عملية يوم الأربعين وما بعدها، هذه الإخفاقات تتمثل على ثلاثة مستويات:
الأول، يكمن في الإخفاق الاستخباراتي لقوات الاحتلال، وهذا ما ظهر في السرديات الهوليودية، التي انبرى كل من رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" والمتحدث الرسمي لقوات الاحتلال لتقديمها على وسائل الإعلام، تمثلت في تناقض التصريحات المتضمنة "عدد منصات الصواريخ والصواريخ التي زعم الاحتلال بتدميرها"، و"كذلك نوعيتها والادعاء بأنها صواريخ بالستية ونوعية، كانت تستعد لاستهداف تل أبيب"، وكذلك الرواية التي ادعى "نتنياه"و من خلالها حماية تل أبيب، والتي أسقطها خطاب الأمين العام بحديثه عن الهدف المستهدف، وتقديم أدق التفاصيل عن شعبة أمان ووحدة 8200، بقوله: "عن اليسار الشارع، تبعد عن لبنان 110كم، تبعد عن تل أبيب 1500" والمزيد من المعلومات الحساسة لمنطقة غليلات التي لا يعرفها حتى الكثير الكثير من المستوطنين "الإسرائيليين".
الثاني، تمثل في سقوط رواية العمل العسكري الاستباقي التي زعم قيادة ما يسمى الجيش "الإسرائيلي" القيام بها، قبل تنفيذ عملية يوم الأربعين بنصف ساعة، حيث بيّن الأمين العام أن العملية تم تنفيذها بدقة ووصلت الصواريخ والطائرات المسيرة لأهدافها وفقاً لما مخطط له، في ظل التأهب الأمني والاستخباراتي والعسكري المنسق بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، وما قامت به قوات الاحتلال من اعتداءات تجلت بـ 200 غارة نفذتها 100 طائرة، لم تكن إلا بسبب قيام عناصر المقاومة بإجراء مناورة وإشغال ميداني، لتتمكن الجبهات والمناطق التي تتضمن منصات الصواريخ ومرابط الطائرات المسيرة من تحقيق أهدافها في الإطلاق والعبور والوصول للأماكن المحددة، وما يعزز هذا الإخفاق ويكشف زيف الادعاء "الإسرائيلي" هو بيان البيت الأبيض الذي اعتبر هذا الرد بأنه الأكبر والمفاجئ.
الثالث، كشفه الأمين العام لحزب الله، ويتمثل بما أطلق عليه الإخفاق "بالوزن النوعي"، الذي نجحت المقاومة في فرضه بميدان الاشتباك مع قوات الاحتلال للمرة الثانية، حيث يعود مصطلح خطة "الوزن النوعي" إلى صباح الجمعة 14 تموز 2006، عندما نفذ سلاح الجو التابع لقوات الاحتلال، عدواناً خطط له لمدة سبع سنوات، ونفذه بـ 34 دقيقة، استهدف من خلاله 44 هدفاً، ادعت قوات الاحتلال حينها أنها تتضمن 75 بالمئة من قوى حزب اللـه الصاروخية، وتتضمن نوعيات مختلفة يصل مداها لما بعد حيفا وهي من الصواريخ المحملة برؤوس تفجيرية كبيرة، أبرزها: "فجر3" و"فجر5" و"زلزال"، وأعلن حينها رئيس هيئة الأركان دان حالوتس أمام الحكومة "الإسرائيلية" التي كان يترأسها إيهود أولمرت بأنه بإمكان "إسرائيل" احتلال لبنان بعد تدمير القدرات الصاروخية للحزب، إلا أن القراءة الإستراتيجية والأمنية للشهيد القائد عماد مغنية من خلال اتباع إستراتيجية نشر المجسمات بهدف التمويه، حولت ما أطلق عليه الكيان، إنجاز "الوزن النوعي" إلى إخفاق "الوهم النوعي" إذ بعد ساعات قليلة استفاق الكيان من وهمه عندما حصل على معلومات بأن كل ما كان قد دمره لم تكن سوى مجسمات، هذا الإخفاق هو ذاته الذي تعرضت له قوات الاحتلال للمرة الثانية، إذ تمكنت المقاومة من إيقاع حكومة الاحتلال بالخطأ والخديعة الإستراتيجية نفسها، وفق ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله، نتيجة دور الشهيد الشكر في تغيير أماكن هذه الصواريخ نحو أماكن أكثر تحصيناً واستبدالها بمجسمات وهمية، ادعى الكيان أنه قام باستهدافها، مع بدء عملية "طوفان الأقصى" وتزايد احتمالات توسع الحرب باتجاه لبنان، هذه القراءة الإستراتيجية والأمنية تدفعنا لإدراك مكانة وفكر وقدرة الشهيدين القائدين عماد مغنية وفؤاد شكر في بناء قدرات المقاومة والسعي لحمايتها، وتجعل الكيان "الإسرائيلي" أمام حقيقة مفادها أن كل عملية اغتيال لقادة المقاومة ستوجع الكيان أكثر، وكل شهيد من المقاومة قيادة وعناصر، سيتحولون لحالة رعب في استشهادهم كما في حياتهم، ولعل تفاصيل ما تضمنه البيان "رقم 4" خير دليل على ذلك.
كاتب سوري
خطاب نصر الله، حمل الكثير من الدلالات والأبعاد والأهداف، ويمكن ذكرها وفق سلسلة من النقاط المترابطة:
أولاً- جاء الخطاب بعد ثلاثة بيانات نشرها الإعلام الحربي التابع للمقاومة اللبنانية، تضمنت في تفاصيلها، إعلان بدء الرد، والقواعد المستهدفة شمال فلسطين والجولان المحتل، نوعية الأسلحة المستخدمة، وترك المجال لغرفة العمليات المقاومة للأمين العام، للحديث عن تفاصيل الرد، لكونه عملاً نوعياً مركباً، تضمن إشغال المنصات الدفاعية الإسرائيلية ولاسيما بطاريات الباتريوت، وتشتيت انتباه العدو عن الهدف المركزي من خلال استهداف 11 قاعدة وثكنة متوزعة في شمال فلسطين والجولان المحتل، لتتمكن الطائرات المسيرة من الوصول لهدفها النوعي، المتمثل في إحدى النقطتين الأهم والأخطر، واللتين كان لهما دور في التخطيط والتنفيذ لجريمة اغتيال الشهيد فؤاد شكر وغيره من شهداء محور المقاومة، وهما القاعدة الأساسية لشعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية والمعروفة باسم «أمان» والوحدة 8200 المسؤولة عن رصد المعلومات لتنفذ الاغتيالات، أو القاعدة الجوية عين شيمير التي استخدمها سلاج الجو الإسرائيلي لارتكاب جرائم الاغتيال.
ثانياً- الشفافية والمصداقية التي تضمنها الخطاب، سواء كان ذلك، في تقديم الأسباب والمسوغات لتأخر الرد العسكري للمقاومة، أم في البحث عن خيارات الرد ضمن محور المقاومة أو بشكل فردي، أو حتى في شرحه تفاصيل عملية الرد من حيث عدد الصواريخ المقرر إطلاقها والبالغة 300 صاروخ ومن ثم سبب زيادة عددها، وكذلك عدم إخفاء الخسائر بعد تنفيذ عملية الرد في العدة والعتاد للمقاومة، والأهم من ذلك مصداقية المقاومة في ترك المجال مفتوحاً للكيان المغتصب للاعتراف بخسائره في ظل عدم إيقان المقاومة من حجم تلك الخسائر من استهداف منطقة غليلوت.
ثالثاً- إبراز المقدرات النوعية للمقاومة الإسلامية في جبهات القتال، وإدارة الحرب النفسية مع الكيان الصهيوني، وهو ما برز في نوعية الأسلحة التقليدية التي استخدمها الحزب بعملية الرد، والتي لم تخرج عن نطاق نوعية الأسلحة التي استخدمتها قوات حزب اللـه على مدى الأشهر السابقة سواء كانت تلك الأسلحة تتعلق بصواريخ الكاتيوشا أم بطائرات المسيرة، ونشر مقطع فيديو «عماد4» كان هدفه رسالة نفسية تستهدف الوعي الجمعي للمستوطنين وتزيد من رعبهم من ناحية، ومن ناحية أخرى توظيف استعراض ما تضمنه المقطع من إمكانات جزئية يمتلكها الحزب لردع الكيان عن القيام برد مضاد أو توسيع عدوانه باتجاه لبنان.
رابعاً- عملية الرد بحد ذاتها، عكست مدى امتلاك حزب اللـه لبنك أهداف كبير داخل الكيان الإسرائيلي، إذ في ظل تعدد التقديرات الإسرائيلية على مدى 25 يوماً منذ اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية، كانت تتراوح بين إمكانية إقدام الحزب بالرد ضمن بنك الأهداف التي تضمنها «هدهد1، 2، 3»، إضافة إلى مواقع عسكرية أو أهداف حيوية داخل تل أبيب، دون تقدير إمكانية أن يتمكن الحزب من الكشف عن هدف جديد يصنف وفق الإعلام العبري، بأكثر المناطق الأمنية سرية، كما أن عملية الرد تمثل تمسك توجه الحزب في تعزيز الردع، وخاصة أن منطقة غليلوت تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، ذات المسافة التي اغتيل بها الشهيد شكر والبالغة 110كم، وتعد إحدى ضواحي تل أبيب.
خامساً- الخطاب كشف عن حجم الإخفاقات التي ظهرت داخل الكيان، والتي ظهرت مع تنفيذ عملية يوم الأربعين وما بعدها، هذه الإخفاقات تتمثل على ثلاثة مستويات:
الأول، يكمن في الإخفاق الاستخباراتي لقوات الاحتلال، وهذا ما ظهر في السرديات الهوليودية، التي انبرى كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والمتحدث الرسمي لقوات الاحتلال لتقديمها على وسائل الإعلام، تمثلت في تناقض التصريحات المتضمنة «عدد منصات الصواريخ والصواريخ التي زعم الاحتلال بتدميرها»، و«كذلك نوعيتها والادعاء بأنها صواريخ بالستية ونوعية، كانت تستعد لاستهداف تل أبيب»، وكذلك الرواية التي ادعى نتنياهو من خلالها حماية تل أبيب، والتي أسقطها خطاب الأمين العام بحديثه عن الهدف المستهدف، وتقديم أدق التفاصيل عن شعبة أمان ووحدة 8200، بقوله: «عن اليسار الشارع، تبعد عن لبنان 110كم، تبعد عن تل أبيب 1500» والمزيد من المعلومات الحساسة لمنطقة غليلات التي لا يعرفها حتى الكثير الكثير من المستوطنين الإسرائيليين.
الثاني، تمثل في سقوط رواية العمل العسكري الاستباقي التي زعم قيادة ما يسمى الجيش الإسرائيلي القيام بها، قبل تنفيذ عملية يوم الأربعين بنصف ساعة، حيث بيّن الأمين العام أن العملية تم تنفيذها بدقة ووصلت الصواريخ والطائرات المسيرة لأهدافها وفقاً لما مخطط له، في ظل التأهب الأمني والاستخباراتي والعسكري المنسق بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، وما قامت به قوات الاحتلال من اعتداءات تجلت بـ200 غارة نفذتها 100 طائرة، لم تكن إلا بسبب قيام عناصر المقاومة بإجراء مناورة وإشغال ميداني، لتتمكن الجبهات والمناطق التي تتضمن منصات الصواريخ ومرابط الطائرات المسيرة من تحقيق أهدافها في الإطلاق والعبور والوصول للأماكن المحددة، وما يعزز هذا الإخفاق ويكشف زيف الادعاء الإسرائيلي هو بيان البيت الأبيض الذي اعتبر هذا الرد بأنه الأكبر والمفاجئ.
الثالث، كشفه الأمين العام لحزب الله، ويتمثل بما أطلق عليه الإخفاق «بالوزن النوعي»، الذي نجحت المقاومة في فرضه بميدان الاشتباك مع قوات الاحتلال للمرة الثانية، حيث يعود مصطلح خطة «الوزن النوعي» إلى صباح الجمعة 14 تموز 2006، عندما نفذ سلاح الجو التابع لقوات الاحتلال، عدواناً خطط له لمدة سبع سنوات، ونفذه بـ34 دقيقة، استهدف من خلاله 44 هدفاً، ادعت قوات الاحتلال حينها أنها تتضمن 75 بالمئة من قوى حزب اللـه الصاروخية، وتتضمن نوعيات مختلفة يصل مداها لما بعد حيفا وهي من الصواريخ المحملة برؤوس تفجيرية كبيرة، أبرزها: «فجر3» و«فجر5» و«زلزال»، وأعلن حينها رئيس هيئة الأركان دان حالوتس أمام الحكومة الإسرائيلية التي كان يترأسها إيهود أولمرت بأنه بإمكان إسرائيل احتلال لبنان بعد تدمير القدرات الصاروخية للحزب، إلا أن القراءة الإستراتيجية والأمنية للشهيد القائد عماد مغنية من خلال اتباع إستراتيجية نشر المجسمات بهدف التمويه، حولت ما أطلق عليه الكيان، إنجاز «الوزن النوعي» إلى إخفاق «الوهم النوعي» إذ بعد ساعات قليلة استفاق الكيان من وهمه عندما حصل على معلومات بأن كل ما كان قد دمره لم تكن سوى مجسمات، هذا الإخفاق هو ذاته الذي تعرضت له قوات الاحتلال للمرة الثانية، إذ تمكنت المقاومة من إيقاع حكومة الاحتلال بالخطأ والخديعة الإستراتيجية نفسها، وفق ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله، نتيجة دور الشهيد الشكر في تغيير أماكن هذه الصواريخ نحو أماكن أكثر تحصيناً واستبدالها بمجسمات وهمية، ادعى الكيان أنه قام باستهدافها، مع بدء عملية طوفان الأقصى وتزايد احتمالات توسع الحرب باتجاه لبنان، هذه القراءة الإستراتيجية والأمنية تدفعنا لإدراك مكانة وفكر وقدرة الشهيدين القائدين عماد مغنية وفؤاد شكر في بناء قدرات المقاومة والسعي لحمايتها، وتجعل الكيان الإسرائيلي أمام حقيقة مفادها أن كل عملية اغتيال لقادة المقاومة ستوجع الكيان أكثر، وكل شهيد من المقاومة قيادة وعناصر، سيتحولون لحالة رعب في استشهادهم كما في حياتهم، ولعل تفاصيل ما تضمنه البيان «رقم 4» خير دليل على ذلك.
كاتب سوري
خطاب نصر الله، حمل الكثير من الدلالات والأبعاد والأهداف، ويمكن ذكرها وفق سلسلة من النقاط المترابطة:
أولاً- جاء الخطاب بعد ثلاثة بيانات نشرها الإعلام الحربي التابع للمقاومة اللبنانية، تضمنت في تفاصيلها، إعلان بدء الرد، والقواعد المستهدفة شمال فلسطين والجولان المحتل، نوعية الأسلحة المستخدمة، وترك المجال لغرفة العمليات المقاومة للأمين العام، للحديث عن تفاصيل الرد، لكونه عملاً نوعياً مركباً، تضمن إشغال المنصات الدفاعية الإسرائيلية ولاسيما بطاريات الباتريوت، وتشتيت انتباه العدو عن الهدف المركزي من خلال استهداف 11 قاعدة وثكنة متوزعة في شمال فلسطين والجولان المحتل، لتتمكن الطائرات المسيرة من الوصول لهدفها النوعي، المتمثل في إحدى النقطتين الأهم والأخطر، واللتين كان لهما دور في التخطيط والتنفيذ لجريمة اغتيال الشهيد فؤاد شكر وغيره من شهداء محور المقاومة، وهما القاعدة الأساسية لشعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية والمعروفة باسم «أمان» والوحدة 8200 المسؤولة عن رصد المعلومات لتنفذ الاغتيالات، أو القاعدة الجوية عين شيمير التي استخدمها سلاج الجو الإسرائيلي لارتكاب جرائم الاغتيال.
ثانياً- الشفافية والمصداقية التي تضمنها الخطاب، سواء كان ذلك، في تقديم الأسباب والمسوغات لتأخر الرد العسكري للمقاومة، أم في البحث عن خيارات الرد ضمن محور المقاومة أو بشكل فردي، أو حتى في شرحه تفاصيل عملية الرد من حيث عدد الصواريخ المقرر إطلاقها والبالغة 300 صاروخ ومن ثم سبب زيادة عددها، وكذلك عدم إخفاء الخسائر بعد تنفيذ عملية الرد في العدة والعتاد للمقاومة، والأهم من ذلك مصداقية المقاومة في ترك المجال مفتوحاً للكيان المغتصب للاعتراف بخسائره في ظل عدم إيقان المقاومة من حجم تلك الخسائر من استهداف منطقة غليلوت.
ثالثاً- إبراز المقدرات النوعية للمقاومة الإسلامية في جبهات القتال، وإدارة الحرب النفسية مع الكيان الصهيوني، وهو ما برز في نوعية الأسلحة التقليدية التي استخدمها الحزب بعملية الرد، والتي لم تخرج عن نطاق نوعية الأسلحة التي استخدمتها قوات حزب اللـه على مدى الأشهر السابقة سواء كانت تلك الأسلحة تتعلق بصواريخ الكاتيوشا أم بطائرات المسيرة، ونشر مقطع فيديو «عماد4» كان هدفه رسالة نفسية تستهدف الوعي الجمعي للمستوطنين وتزيد من رعبهم من ناحية، ومن ناحية أخرى توظيف استعراض ما تضمنه المقطع من إمكانات جزئية يمتلكها الحزب لردع الكيان عن القيام برد مضاد أو توسيع عدوانه باتجاه لبنان.
رابعاً- عملية الرد بحد ذاتها، عكست مدى امتلاك حزب اللـه لبنك أهداف كبير داخل الكيان الإسرائيلي، إذ في ظل تعدد التقديرات الإسرائيلية على مدى 25 يوماً منذ اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية، كانت تتراوح بين إمكانية إقدام الحزب بالرد ضمن بنك الأهداف التي تضمنها «هدهد1، 2، 3»، إضافة إلى مواقع عسكرية أو أهداف حيوية داخل تل أبيب، دون تقدير إمكانية أن يتمكن الحزب من الكشف عن هدف جديد يصنف وفق الإعلام العبري، بأكثر المناطق الأمنية سرية، كما أن عملية الرد تمثل تمسك توجه الحزب في تعزيز الردع، وخاصة أن منطقة غليلوت تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، ذات المسافة التي اغتيل بها الشهيد شكر والبالغة 110كم، وتعد إحدى ضواحي تل أبيب.
خامساً- الخطاب كشف عن حجم الإخفاقات التي ظهرت داخل الكيان، والتي ظهرت مع تنفيذ عملية يوم الأربعين وما بعدها، هذه الإخفاقات تتمثل على ثلاثة مستويات:
الأول، يكمن في الإخفاق الاستخباراتي لقوات الاحتلال، وهذا ما ظهر في السرديات الهوليودية، التي انبرى كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والمتحدث الرسمي لقوات الاحتلال لتقديمها على وسائل الإعلام، تمثلت في تناقض التصريحات المتضمنة «عدد منصات الصواريخ والصواريخ التي زعم الاحتلال بتدميرها»، و«كذلك نوعيتها والادعاء بأنها صواريخ بالستية ونوعية، كانت تستعد لاستهداف تل أبيب»، وكذلك الرواية التي ادعى نتنياهو من خلالها حماية تل أبيب، والتي أسقطها خطاب الأمين العام بحديثه عن الهدف المستهدف، وتقديم أدق التفاصيل عن شعبة أمان ووحدة 8200، بقوله: «عن اليسار الشارع، تبعد عن لبنان 110كم، تبعد عن تل أبيب 1500» والمزيد من المعلومات الحساسة لمنطقة غليلات التي لا يعرفها حتى الكثير الكثير من المستوطنين الإسرائيليين.
الثاني، تمثل في سقوط رواية العمل العسكري الاستباقي التي زعم قيادة ما يسمى الجيش الإسرائيلي القيام بها، قبل تنفيذ عملية يوم الأربعين بنصف ساعة، حيث بيّن الأمين العام أن العملية تم تنفيذها بدقة ووصلت الصواريخ والطائرات المسيرة لأهدافها وفقاً لما مخطط له، في ظل التأهب الأمني والاستخباراتي والعسكري المنسق بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، وما قامت به قوات الاحتلال من اعتداءات تجلت بـ200 غارة نفذتها 100 طائرة، لم تكن إلا بسبب قيام عناصر المقاومة بإجراء مناورة وإشغال ميداني، لتتمكن الجبهات والمناطق التي تتضمن منصات الصواريخ ومرابط الطائرات المسيرة من تحقيق أهدافها في الإطلاق والعبور والوصول للأماكن المحددة، وما يعزز هذا الإخفاق ويكشف زيف الادعاء الإسرائيلي هو بيان البيت الأبيض الذي اعتبر هذا الرد بأنه الأكبر والمفاجئ.
الثالث، كشفه الأمين العام لحزب الله، ويتمثل بما أطلق عليه الإخفاق «بالوزن النوعي»، الذي نجحت المقاومة في فرضه بميدان الاشتباك مع قوات الاحتلال للمرة الثانية، حيث يعود مصطلح خطة «الوزن النوعي» إلى صباح الجمعة 14 تموز 2006، عندما نفذ سلاح الجو التابع لقوات الاحتلال، عدواناً خطط له لمدة سبع سنوات، ونفذه بـ34 دقيقة، استهدف من خلاله 44 هدفاً، ادعت قوات الاحتلال حينها أنها تتضمن 75 بالمئة من قوى حزب اللـه الصاروخية، وتتضمن نوعيات مختلفة يصل مداها لما بعد حيفا وهي من الصواريخ المحملة برؤوس تفجيرية كبيرة، أبرزها: «فجر3» و«فجر5» و«زلزال»، وأعلن حينها رئيس هيئة الأركان دان حالوتس أمام الحكومة الإسرائيلية التي كان يترأسها إيهود أولمرت بأنه بإمكان إسرائيل احتلال لبنان بعد تدمير القدرات الصاروخية للحزب، إلا أن القراءة الإستراتيجية والأمنية للشهيد القائد عماد مغنية من خلال اتباع إستراتيجية نشر المجسمات بهدف التمويه، حولت ما أطلق عليه الكيان، إنجاز «الوزن النوعي» إلى إخفاق «الوهم النوعي» إذ بعد ساعات قليلة استفاق الكيان من وهمه عندما حصل على معلومات بأن كل ما كان قد دمره لم تكن سوى مجسمات، هذا الإخفاق هو ذاته الذي تعرضت له قوات الاحتلال للمرة الثانية، إذ تمكنت المقاومة من إيقاع حكومة الاحتلال بالخطأ والخديعة الإستراتيجية نفسها، وفق ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله، نتيجة دور الشهيد الشكر في تغيير أماكن هذه الصواريخ نحو أماكن أكثر تحصيناً واستبدالها بمجسمات وهمية، ادعى الكيان أنه قام باستهدافها، مع بدء عملية طوفان الأقصى وتزايد احتمالات توسع الحرب باتجاه لبنان، هذه القراءة الإستراتيجية والأمنية تدفعنا لإدراك مكانة وفكر وقدرة الشهيدين القائدين عماد مغنية وفؤاد شكر في بناء قدرات المقاومة والسعي لحمايتها، وتجعل الكيان الإسرائيلي أمام حقيقة مفادها أن كل عملية اغتيال لقادة المقاومة ستوجع الكيان أكثر، وكل شهيد من المقاومة قيادة وعناصر، سيتحولون لحالة رعب في استشهادهم كما في حياتهم، ولعل تفاصيل ما تضمنه البيان «رقم 4» خير دليل على ذلك.
كاتب سوري
خطاب نصر الله، حمل الكثير من الدلالات والأبعاد والأهداف، ويمكن ذكرها وفق سلسلة من النقاط المترابطة:
أولاً- جاء الخطاب بعد ثلاثة بيانات نشرها الإعلام الحربي التابع للمقاومة اللبنانية، تضمنت في تفاصيلها، إعلان بدء الرد، والقواعد المستهدفة شمال فلسطين والجولان المحتل، نوعية الأسلحة المستخدمة، وترك المجال لغرفة العمليات المقاومة للأمين العام، للحديث عن تفاصيل الرد، لكونه عملاً نوعياً مركباً، تضمن إشغال المنصات الدفاعية الإسرائيلية ولاسيما بطاريات الباتريوت، وتشتيت انتباه العدو عن الهدف المركزي من خلال استهداف 11 قاعدة وثكنة متوزعة في شمال فلسطين والجولان المحتل، لتتمكن الطائرات المسيرة من الوصول لهدفها النوعي، المتمثل في إحدى النقطتين الأهم والأخطر، واللتين كان لهما دور في التخطيط والتنفيذ لجريمة اغتيال الشهيد فؤاد شكر وغيره من شهداء محور المقاومة، وهما القاعدة الأساسية لشعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية والمعروفة باسم «أمان» والوحدة 8200 المسؤولة عن رصد المعلومات لتنفذ الاغتيالات، أو القاعدة الجوية عين شيمير التي استخدمها سلاج الجو الإسرائيلي لارتكاب جرائم الاغتيال.
ثانياً- الشفافية والمصداقية التي تضمنها الخطاب، سواء كان ذلك، في تقديم الأسباب والمسوغات لتأخر الرد العسكري للمقاومة، أم في البحث عن خيارات الرد ضمن محور المقاومة أو بشكل فردي، أو حتى في شرحه تفاصيل عملية الرد من حيث عدد الصواريخ المقرر إطلاقها والبالغة 300 صاروخ ومن ثم سبب زيادة عددها، وكذلك عدم إخفاء الخسائر بعد تنفيذ عملية الرد في العدة والعتاد للمقاومة، والأهم من ذلك مصداقية المقاومة في ترك المجال مفتوحاً للكيان المغتصب للاعتراف بخسائره في ظل عدم إيقان المقاومة من حجم تلك الخسائر من استهداف منطقة غليلوت.
ثالثاً- إبراز المقدرات النوعية للمقاومة الإسلامية في جبهات القتال، وإدارة الحرب النفسية مع الكيان الصهيوني، وهو ما برز في نوعية الأسلحة التقليدية التي استخدمها الحزب بعملية الرد، والتي لم تخرج عن نطاق نوعية الأسلحة التي استخدمتها قوات حزب اللـه على مدى الأشهر السابقة سواء كانت تلك الأسلحة تتعلق بصواريخ الكاتيوشا أم بطائرات المسيرة، ونشر مقطع فيديو «عماد4» كان هدفه رسالة نفسية تستهدف الوعي الجمعي للمستوطنين وتزيد من رعبهم من ناحية، ومن ناحية أخرى توظيف استعراض ما تضمنه المقطع من إمكانات جزئية يمتلكها الحزب لردع الكيان عن القيام برد مضاد أو توسيع عدوانه باتجاه لبنان.
رابعاً- عملية الرد بحد ذاتها، عكست مدى امتلاك حزب اللـه لبنك أهداف كبير داخل الكيان الإسرائيلي، إذ في ظل تعدد التقديرات الإسرائيلية على مدى 25 يوماً منذ اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية، كانت تتراوح بين إمكانية إقدام الحزب بالرد ضمن بنك الأهداف التي تضمنها «هدهد1، 2، 3»، إضافة إلى مواقع عسكرية أو أهداف حيوية داخل تل أبيب، دون تقدير إمكانية أن يتمكن الحزب من الكشف عن هدف جديد يصنف وفق الإعلام العبري، بأكثر المناطق الأمنية سرية، كما أن عملية الرد تمثل تمسك توجه الحزب في تعزيز الردع، وخاصة أن منطقة غليلوت تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، ذات المسافة التي اغتيل بها الشهيد شكر والبالغة 110كم، وتعد إحدى ضواحي تل أبيب.
خامساً- الخطاب كشف عن حجم الإخفاقات التي ظهرت داخل الكيان، والتي ظهرت مع تنفيذ عملية يوم الأربعين وما بعدها، هذه الإخفاقات تتمثل على ثلاثة مستويات:
الأول، يكمن في الإخفاق الاستخباراتي لقوات الاحتلال، وهذا ما ظهر في السرديات الهوليودية، التي انبرى كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والمتحدث الرسمي لقوات الاحتلال لتقديمها على وسائل الإعلام، تمثلت في تناقض التصريحات المتضمنة «عدد منصات الصواريخ والصواريخ التي زعم الاحتلال بتدميرها»، و«كذلك نوعيتها والادعاء بأنها صواريخ بالستية ونوعية، كانت تستعد لاستهداف تل أبيب»، وكذلك الرواية التي ادعى نتنياهو من خلالها حماية تل أبيب، والتي أسقطها خطاب الأمين العام بحديثه عن الهدف المستهدف، وتقديم أدق التفاصيل عن شعبة أمان ووحدة 8200، بقوله: «عن اليسار الشارع، تبعد عن لبنان 110كم، تبعد عن تل أبيب 1500» والمزيد من المعلومات الحساسة لمنطقة غليلات التي لا يعرفها حتى الكثير الكثير من المستوطنين الإسرائيليين.
الثاني، تمثل في سقوط رواية العمل العسكري الاستباقي التي زعم قيادة ما يسمى الجيش الإسرائيلي القيام بها، قبل تنفيذ عملية يوم الأربعين بنصف ساعة، حيث بيّن الأمين العام أن العملية تم تنفيذها بدقة ووصلت الصواريخ والطائرات المسيرة لأهدافها وفقاً لما مخطط له، في ظل التأهب الأمني والاستخباراتي والعسكري المنسق بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، وما قامت به قوات الاحتلال من اعتداءات تجلت بـ200 غارة نفذتها 100 طائرة، لم تكن إلا بسبب قيام عناصر المقاومة بإجراء مناورة وإشغال ميداني، لتتمكن الجبهات والمناطق التي تتضمن منصات الصواريخ ومرابط الطائرات المسيرة من تحقيق أهدافها في الإطلاق والعبور والوصول للأماكن المحددة، وما يعزز هذا الإخفاق ويكشف زيف الادعاء الإسرائيلي هو بيان البيت الأبيض الذي اعتبر هذا الرد بأنه الأكبر والمفاجئ.
الثالث، كشفه الأمين العام لحزب الله، ويتمثل بما أطلق عليه الإخفاق «بالوزن النوعي»، الذي نجحت المقاومة في فرضه بميدان الاشتباك مع قوات الاحتلال للمرة الثانية، حيث يعود مصطلح خطة «الوزن النوعي» إلى صباح الجمعة 14 تموز 2006، عندما نفذ سلاح الجو التابع لقوات الاحتلال، عدواناً خطط له لمدة سبع سنوات، ونفذه بـ34 دقيقة، استهدف من خلاله 44 هدفاً، ادعت قوات الاحتلال حينها أنها تتضمن 75 بالمئة من قوى حزب اللـه الصاروخية، وتتضمن نوعيات مختلفة يصل مداها لما بعد حيفا وهي من الصواريخ المحملة برؤوس تفجيرية كبيرة، أبرزها: «فجر3» و«فجر5» و«زلزال»، وأعلن حينها رئيس هيئة الأركان دان حالوتس أمام الحكومة الإسرائيلية التي كان يترأسها إيهود أولمرت بأنه بإمكان إسرائيل احتلال لبنان بعد تدمير القدرات الصاروخية للحزب، إلا أن القراءة الإستراتيجية والأمنية للشهيد القائد عماد مغنية من خلال اتباع إستراتيجية نشر المجسمات بهدف التمويه، حولت ما أطلق عليه الكيان، إنجاز «الوزن النوعي» إلى إخفاق «الوهم النوعي» إذ بعد ساعات قليلة استفاق الكيان من وهمه عندما حصل على معلومات بأن كل ما كان قد دمره لم تكن سوى مجسمات، هذا الإخفاق هو ذاته الذي تعرضت له قوات الاحتلال للمرة الثانية، إذ تمكنت المقاومة من إيقاع حكومة الاحتلال بالخطأ والخديعة الإستراتيجية نفسها، وفق ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله، نتيجة دور الشهيد الشكر في تغيير أماكن هذه الصواريخ نحو أماكن أكثر تحصيناً واستبدالها بمجسمات وهمية، ادعى الكيان أنه قام باستهدافها، مع بدء عملية طوفان الأقصى وتزايد احتمالات توسع الحرب باتجاه لبنان، هذه القراءة الإستراتيجية والأمنية تدفعنا لإدراك مكانة وفكر وقدرة الشهيدين القائدين عماد مغنية وفؤاد شكر في بناء قدرات المقاومة والسعي لحمايتها، وتجعل الكيان الإسرائيلي أمام حقيقة مفادها أن كل عملية اغتيال لقادة المقاومة ستوجع الكيان أكثر، وكل شهيد من المقاومة قيادة وعناصر، سيتحولون لحالة رعب في استشهادهم كما في حياتهم، ولعل تفاصيل ما تضمنه البيان «رقم 4» خير دليل على ذلك.
كاتب سوري
المصدر: الوطن