وضمن هذا الإطار، قدم الباحث الدكتور إبراهيم عبد الكريم كتاباً، تناول فيه بعض أشكال هذا الاستغلال عبر فصوله الثلاثة، تحت عنوان "الاستغلال الصهيوني لمنطقة الجولان المحتلة"، مُستعرضاً صور الاستغلال في الفصل الأول، ضمن نموذج المستوطنات الحالية في الجولان.
الخطط والمستوطنات
ركز عبد الكريم ضمن هذا الفصل، على عدد المستوطنات وتوزعها الجغرافي وتواريخ تأسيسها ومراحل تطورها والقاعدة الاقتصادية التي تنتمي لها، إلى جانب الأنشطة التي تقوم بها وتنظيماتها، تلا ذلك، الخطط الاستيطانية الجديدة، عبر استعراضه خطط ما بعد تصريح دونالد ترامب 2019 حول سيادة الاحتلال على منطقة الجولان، ومن ثم تسليط الضوء على الجولان 2022 -2025 وتفصيلاتها وتقديم عينات من الآراء المؤيدة لهذه الخطة.
كما تناول الفصل الثاني من الكتاب، نوعاً جديداً من الاستغلال الاقتصادي الصهيوني للجولان، من خلال التحدث عن تصنيفات سلطات الاحتلال لأراضي هذه المنطقة وتهجير أهلها والسيطرة على ممتلكاتهم، والتركيز على صور استغلاله للمياه والثروة الحيوانية ولجميع أشكال الصناعة والسياحة وكلك التنقيب عن الثروات الباطنية.
ليأتي الاستغلال العسكري والأمني الصهيوني للجولان المحتل ضمن فصله الثالث، بالوقوف عند أهم الخصائص الجغرافية للمنطقة، وتقديم بعض النماذج من الذرائع الصهيونية، لرفض الانسحاب منها، وما يرتبط به من خرائط ومقاطع لتمرير الدعاوى الصهيونية، إضافة إلى ذكر بعض الأعمال العسكرية والحرائق التي أحدثها الاحتلال.
مراجع دقيقة
وفي النظر لمصادر معلومات الكاتب، التي أكدت له حقائق بالأرقام والأدلة والبيانات التفصيلية، لا بد وأن تتساءل عن الأصل في ذلك!! ليبدو الأمر أنه مستند إلى مصادر صهيونية مكشوفة، منها ما هو صحفي ومنها ما هو بحثي، لاسيما أن هذين المصدرين يقدمان معلومات دقيقة ومدروسة .
أما عن الهدف من استخدام الباحث كلمة مستوطنة، فهي للدلالة على حالة السلب الصهيونية لهذا المكان، أضافة لتشديده على أن استخدامه لبعض الكلمات من اللغة العبرية التي وصفها بالمنتحلة من اللغات السورية القديمة آرامية كانت أم أشورية أم فينيقية أم كنعانية، وهو ما أجاز استخدامها كما في وسائل إعلام إقليمية.
من هنا، يمكننا القول إن هذا المؤلف الذي بين يدينا يعد مرجعاً بحثياً مختصاً بالشؤون الصهيونية وما يتعلق بها من قضايا الصراع العربي الصهيوني، وربما يقدم من خلال معلوماته مادة موثقة تشجع على متابعة البحث والتقصي، تماشياً مع ما يمكنه مستقبلاً تحرير هذه المنطقة وترسيخاً للحقيقة التي تؤكد أنها جزء من الجغرافيا السورية.
المصدر: الوطن