وبالرغم من تعمد وزارة الثقافة مع بدايات عمل مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، عقد معرض للكتاب العربي، ومن ثم تحوله لمعرض دولي، تشارك فيه دول عربية وأجنبية، ومؤسسات وجامعات عالمية، كان معرض الكتاب مع بدايات الحرب على سورية أكثر المتضررين في الجوانب الثقافية، ليعود مجدداً قبل سنوات، واليوم تتحضر الوزارة لإقامته من جديد، فماذا عنه؟
خدمات ثقافية
يقدم المعرض خدمات جليلة للكتاب والناشر والقارئ على حد سواء، بدءاً من الفهارس بتوزيعها مجاناً، ومن ثم رمزية السعر، وكان المهتمون يحددون كتبهم ودورهم من خلال الفهارس، لنجد طلاب العلم العادي والشرعي، والباحثين والمهتمين يحملون أكوام الكتب على دراجاتهم الهوائية، كما كانت بعض الدور تبيع كل ما لديها خلال الأيام الأولى من المعرض، بينما كان الإقبال على الكتاب الحداثي ضعيفاً نوعاً ما قياساً إلى الكتاب التراثي، وطرحت الحلول، ولكن الآليات بقيت بعيدة عن التطبيق والتنفيذ، ولم تدرس الظاهرة كما يجب، ولم يشعر القائمون بما تمثله من أزمة في الفكر والمجتمع.
فرصة مهمة
إضافة إلى الدور العربية والعالمية، شكل معرض دمشق فرصة لدور النشر السورية ومن المحافظات كافة، التي لم تتمكن من المشاركة في معارض خارجية، وليس لها منافذ للتواصل مع القارئ في دمشق والمناطق السورية، وكانت درة الكتاب السوري تتمثل في مطبوعات وزارة الثقافة واتحاد الكتاب ومجمع اللغة العربية، والوزارة كانت متنوعة الإصدارات، فعندها الكتاب التراثي المحقق بكثرة وتميز، وعندها الكتاب النقدي والكتاب الفكري والكتاب الأدبي والكتاب المترجم وكتاب الطفل، وكذلك كان غنى اتحاد الكتاب الذي كان يومها منافساً في كل ميدان من ميادين الكتاب، وأهم الكتب المؤثرة صدرت عن هاتين المؤسستين، أما مجمع اللغة حين كان فاعلاً فكان يقدم الكتاب، وهذه الكتب موجودة لدى المتابعين، وتمثل اليوم ثروة من كتب اللغة إلى كتب الأدب..
قد تكون وزارة الثقافة اليوم هي الأكثر نشاطاً مع أنه غاب عنها ما بدأته منذ سنوات بعيدة من جمع لآثار الأدباء الراحلين، سواء كانت مطبوعة من قبل، أم تم جمعها بمبادرة من لجان الوزارة لطباعتها.. وصارت هذه السلسلة أقل ظهوراً، وبين مدة وأخرى يصدر عمل من هذا القبيل..!
ننتظر أن يعود معرض الكتاب العربي في دمشق، وربما معرض الكتاب الدولي، وليس هناك من مدينة جديرة بثقافتها وتاريخها مثل دمشق، وحتى يكون المعرض فاعلاً ومؤثراً لابد أن تكون عودته قوية .
المصدر: الوطن