وتُعد أهم هذه التغيرات التي أصابت المحيطات هي زيادة حرارتها، وزيادة مستوى حموضتها، ثم فقدانها الأوكسجين، وكل هذا يشير إلى نتائج غير مبشرة في المستقبل.
وحسب ما تشير إليه النتائج، فإن التأثيرات هذه تستمر فترات أطول بـ 3 مرات، وتكون أشد بـ 3 مرات، مقارنة بما كانت عليه في أوائل ستينيات القرن الماضي.
وحسب تقرير نشرته "لجنة الأمم المتحدة" حول التغير المناخي، وعلاقته بالمحيط، يُشير إلى أن المحيطات تحملت لفترة طويلة وطأة تأثيرات الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن الأنشطة البشرية.
وباعتباره أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون على كوكب الأرض، تمتص المحيطات الحرارة الزائدة والطاقة المنبعثة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي المحاصرة في نظام الأرض.
وفي الوقت الحالي، امتصت محيطات العالم حوالي 90% من الحرارة الناتجة عن الانبعاثات المتزايدة.
ويقول التقرير: مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب الحرارة والطاقة المفرطة، يؤدي التغير في درجة الحرارة إلى تأثيرات متتالية غير مسبوقة، بما في ذلك ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر وموجات الحر البحرية وتحمض المحيطات، مضيفاً: تؤدي هذه التغييرات في نهاية المطاف إلى تأثير دائم على التنوع البيولوجي البحري، والحياة بالنسبة للأماكن السياحية وسبل العيش فيها.. إذ إن حوالي 680 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية المنخفضة، ونحو ملياري شخص يعيشون في نصف المدن الكبرى في العالم الساحلية، ونحو نصف سكان العالم (3.3 مليارات) الذين يعتمدون على الأسماك للحصول على البروتين، ونحو 60 مليون شخص يعملون في مصايد الأسماك وقطاع تربية الأحياء المائية في جميع أنحاء العالم.
ويشير التقرير إلى أن تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر في العقود الأخيرة بسبب زيادة فقدان الجليد في المناطق القطبية في العالم، إذ تظهر أحدث البيانات الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن متوسط مستوى سطح البحر العالمي وصل إلى مستوى قياسي جديد في عام 2021، حيث ارتفع بمعدل 4.5 مليمترات سنوياً خلال الفترة من 2013 إلى 2021.
في السياق، يقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة: إن كل الشعاب المرجانية في العالم يمكن أن تبيض بحلول نهاية القرن إذا استمرت درجة حرارة الماء في الارتفاع، إذ يهدد ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية بتدمير %70 إلى %90 من الشعاب المرجانية، وزيادة درجتين مئويتين تعني خسارة تقترب من %100، وهي التي يمكن وصفها على أنها نقطة اللاعودة.
ويحدث تبييض المرجان عندما تفقد الشعاب المرجانية الطحالب المجهرية التي تدعم حياتها عندما تكون تحت الضغط.
وفي وقتنا الحالي، تمت ملاحظة تغيرات واسعة النطاق، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية وأشجار المانغروف التي تدعم الحياة في محيطات العالم، وهجرة الأنواع المختلفة من الكائنات البحرية إلى خطوط العرض والارتفاعات الأعلى حيث يمكن أن تكون المياه أكثر برودة.