على الصعيد الدرامي
لعبت الدراما السورية دوراً كبيراً في تناول القضايا العربية بأعمال سكنت الوجدان، فكانت الحامل الأول للوائها والأكثر دفاعاً عنها، لتأخذ على عاتقها إنتاج أعمال تحاكي هذه القضايا.
إضاءات درامية سورية جسدت حكايات القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية المركزية، دائمة الحضور في أذهان الكتّاب.
يعد من أوائل الأعمال السورية التي تناولت القضية الفلسطينية، ويعود إلى عام 1980، هو "عز الدين القسام" من فئة الدراما الوطنية التاريخية يصور حياة ونضالات المجاهد السوري الشهيد عز الدين القسام الذي غادر مدينة جبلة وتوجه إلى فلسطين، للمشاركة في النضال ضد الاحتلال الإنكليزي وضد تهويد الأرض الفلسطينية.
يليه مسلسل بعنوان "نهارات الدفلي" من تأليف فواز عيد وإخراج محمد زاهر سليمان، الذي أنتج عام 1995، وهو عمل تاريخي سياسي، يعرض تاريخ القضية الفلسطينية حتى قيام الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين عام 1948.
وفي عام 2004 تم إنتاج أحد أبرز الأعمال "التغريبة الفلسطينية"، والعمل من تأليف وليد سيف وإخراج حاتم علي، ويلقي الضوء على القضية الفلسطينية من خلال قصة أسرة ريفية فلسطينية في الثلاثينيات من القرن الماضي، مروراً بالعديد من الأحداث المهمة، حتى نكسة حزيران عام 1967، وكيفية صمود أفراد الأسرة على الرغم مما واجهوه من أخطار الحرب في توثيق حقيقي لمعاناة الشعب الفلسطيني.
إلى جانب عمل بارز ومهم، عن قصة غسان كنفاني وإخراج باسل الخطيب، عرف باسم "عائد إلى حيفا" أرّخ العمل يوميات سقوط حيفا عام 1948 من خلال رصده لمصير عائلة فلسطينية، حيث تشتتت وعانت التهجير والنزوح والتشريد في المخيمات.
كما أنجز المخرج باسل الخطيب عام 2005 أيضاً مسلسل "عياش" من تأليف ديانا جبور، يحكي العمل قصة الشهيد الفلسطيني يحيى عياش، أثناء جهاده السري في الأراضي المحتلة.
فيما برزت الممارسات الإرهابية للعدو الصهيوني بقوة في عمل "الاجتياح" عام 2007 وهو من تأليف رياض سيف وإخراج شوقي الماجري، تناول الإرهاب الذي مارسه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
وفي عام 2009، قدّم المخرج نجدة أنزور والكاتب فايز بشير مسلسل "رجال الحسم" الذي تدور أحداثه عن نكسة حزيران وجرائم الكيان الصهيوني.
وفي العام نفسه أي 2009 تم إنتاج مسلسل "سفر الحجارة" من تأليف هاني السعدي وإخراج يوسف رزق، وقد تناول القضية الفلسطينية بكل جوانبها وأبعادها الإنسانية، إضافة إلى محور مهم ورئيس هو انتفاضة الأقصى، والعدوان الصهيوني على غزة.
خلال عام 2010 عُرض مسلسل "أنا القدس" من تأليف تليد وباسل الخطيب وإخراج باسل الخطيب، وتدور أحداث المسلسل حول رحلة زمنية عمرها 50 عاماً، من المقاومة الفلسطينية في تاريخ القدس من سنة 1917 إلى سنة 1967، كما يروي المسلسل حياة المقدسيين وتفاعلهم مع التغيرات السياسية والاجتماعية في ظل الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني، ويسلط الضوء على الجانب الحضاري والتاريخي لمدينة القدس العربية، ببعديه الفكري والثقافي.
وتضم أحداث المسلسل أحداث الثورة الفلسطينية، والانتفاضة الكبرى من خلال رصد درامي لحياة المجاهدين عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام.
فيما مثل مسلسل "حارس القدس" النمط الدرامي آخر الأعمال، الذي تم إنتاجه العام الماضي كان آخر الأعمال التي لامست القضية الفلسطينية من خلال رصد حياة المطران هيلاريون كابوجي رجل الدين والمناضل الاستثنائي الذي كان شاهداً ومشاركاً في أهم الأحداث التي عصفت بالمنطقة، بدءاً من نكبة فلسطين عام 1948 وانتهاءً بالحرب على سورية.
المقاومة اللبنانية
ولأن ما يجمع الجغرافيا هو قضية الدم العرض وحماية الأرض، شكلت أعمال المقاومة اللبنانية جزءاً لا يتجزأ من الدراما السورية، كان أبرزها مسلسل "رسائل الحب والحرب" تأليف أمل حنا وإخراج باسل الخطيب، حيث كشف العمل قسوة رسائل الحرب من الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان عام 1982 وحصار بيروت ووحشية مجازر "صبرا" و"شاتيلا" وسقوط الضحايا الأبرياء، وصولاً للعدوان الصهيوني في تموز عام 2006.
ليأتي "البقعة السوداء" عام 2010 وهو من تأليف خلدون قتلان وإخراج رضوان المحاميد، وتطرق العمل للحياة الاجتماعية في دمشق في أثناء الحرب في لبنان عام 1982 ومساعدة الجيش العربي السوري للبنانيين في الدفاع عنهم.
المصدر: الوطن