سيد المقاومة، وشرف العروبة، وصاحب الحق، ونصير المستضعفين، هكذا كان وما يزال سماحة السيد حسن نصر اللـه، الذي حمل لواء حرية ونصر كل عربي ومضى بها لعقود كسنديانة شامخة لا تهزها ريح الحروب والفتن العاتية التي لطالما حاولت النيل منه، لكنه بقي صمام أمان العروبة وجدارها المنيع في وجه أطماع الصهاينة ووحشيتهم.
طالته يد الغدر فتباركت السماء بنوره وعاد إلى جوار الصديقين في جنان الخلد وحقق الشهادة التي لطالما حلم بها، بكاه الكبير والصغير، الرجال والنساء.
غادرنا جسداً لكنه حي بفكره ونهجه ورسالته التي سيكملها من بعده شباب تجرعوا منه النخوة والشرف والعروبة.
ولما احتضن السيد المجاهد حسن نصر اللـه مسيرة المقاومة في قيادة حزب اللـه الذي حقق الكثير من الانتصارات المشرفة في عدة جبهات، تغنى به الشعراء وحفلت القصائد العربية باسمه وإنجازاته،
إلا أنت
في عام 1996 كتب الشاعر نزار قباني قصيدة تحية إلى جنوب لبنان وإلى أمين عام حزب اللـه السيد حسن نصر اللـه بعد عملية عناقيد الغضب، وقال فيها:
يا من يصلي الفجر في حقل من الألغام
لا تنتظر من عرب اليوم سوى الكلام
لا تنتظر منهم سوى رسائل الغرام
لا تلتفت إلى الوراء يا سيدنا الإمام.. فليس في الوراء غير الجهل والظلام..
يا أيها المسافر القديم فوق الشوك والآلام
يا أيها المضيء كالنجمة والساطع كالحسام
اسمح لنا أن نبوس السيف في يديك
اسمح لنا أن نجمع الغبار عن نعليك
لو تجيء يا سيدنا الإمام كنا أمام القائد العبري مذبوحين كالأغنام
سيذكر التاريخ يوماً قرية صغيرة بين قرى الجنوب تدعى معركة
قد دافعت بصدرها عن شرف الأرض وعن كرامة العروبة
وحولها قبائل جبانة وأمة مفككة
من بحر صيدا يبدأ السؤال
من بحرها يخرج آل البيت كل ليلة كأنهم أشجار برتقال
من بحر صور يطلع الخنجر والوردة والموال ويطلع الأبطال…
يا أيها السيف الذي يلمع بين التبغ والقصب
يا أيها المهر الذي يصهل في برية الغضب..
لم يبق إلا أنت في زمن السقوط والدمار..
لم يبق إلا أنت تسير فوق الشوك والزجاج
والإخوة الكرام نائمون فوق البيض كالدجاج
وفي زمان الحرب يهربون كالنعاج
يا سيدي في مدن الملح التي يسكنها الطاعون والغبار
في مدن الموت التي تخاف أن تزورها الأمطار
لم يبق إلا أنت تزرع في حياتنا النخيل والأعناب والأقمار
لم يبق إلا أنت، إلا أنت، إلا أنت فافتح لنا بوابة النهار
قررت أن تحيا بطل
وأهداه الشاعر السوري عمر الفرا قصيدة «قررت أن تحيا بطل» وقال فيها:
قررت أن تحيا بطل
ما مات من يحيا بطل
نعم الفتى العربي أنت
فلك الخلود، لك الوجود، لك الصعود، لك القبل
لك ما لنا وعليك حتماً ما علينا
فانتظرني إنني آت إليك
فأنا السند وأنا المدد
وغداً سأمشي في طريقك ثائراً ومقاتلاً ستكون لي نعم المثل
أنت آثرت الجهاد مبكراً
لتكون أولنا وتكون أكملنا وأجملنا
آثرت أن تسمو كما تسمو النجوم تلألأً وتألقاً
آثرت أن تحيا بطل
لا فرق عندك أن تجيء الموت عمداً أو أتى الموت إليك
لله درك أي مقدرة لديك
أي قلب مدهش في جانبيك
أي إشراقة عز لمعت في مقلتيك
أسرجت خيلك في الجنوب لأجل عزك في الحياة
وعدوت فيها مشرقاً ومغرباً فإليك تنتسب الجهات
أيقظتنا من نومنا فقد كان يقتلنا السبات
ووعدتنا وصدقت حين وعدتنا إذ قلت: إن النصر آت
حققت لي نصراً مؤزر وأعدت لي أملاً تكسر
فعلمت أن عدونا وهم كما علمتني، واهن كبيت العنكبوت، سهل علينا أن يموت
علمتنا فن الحروب وكيف تنتصر الشعوب
بندائها اللـه أكبر.. اللـه أكبر.. اللـه أكبر
يا سيدي حسن
وقال عن سماحة السيد حسن نصر اللـه الشاعر العراقي مظفر النواب:
يا سيدي حسن
في جنبك الخوف أمان
يتلفع نصر اللـه إذا جاء بآيات القرآن
هذا الفتح من اللـه ومن مارون الراس
لا من عند الأميركان
فسبح بحمد ربك واستغفره
لمن سيهدى الانتصار؟
وتحدث الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن انتصارات سيد المقاومة في قصيدة «نصر به شهد العداة»:
وتساءل الرجل المريض بعقله عن سيدي ولمن سيهدى الانتصار
سأجيبه فيما يليق بشخصه من غير تكريم له بل باحتقار
النصر يهدى للكريمة نفسه والطيب الأفعال في كل اعتبار
في نصرِ نصر اللـه رفعة أمتي وسموها وبلوغها مجد الفخار
الجهات الأربع
ورأى الشاعر أحمد مطر أن ظهور المقاومة في جنوب لبنان بقيادة السيد حسن نصر اللـه شكل تحولاً كبيراً، فقد كان لبنان بشكل عام والجنوب اللبناني بشكل خاص مسرحاً لعمليات عسكرية تقوم بها القوات المسلحة الصهيونية ولا يردعها رادع، وكانت سماء لبنان مباحةً للطيران الصهيوني، وكانت يد الصهاينة تمتد إلى أي بقعة من البلاد العربية والإسلامية تعبث بها وتسيء إلى شعبها، حتى كانت المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، فيقول الشاعر:
الجهات الأربع اليوم جنوب
كل وقتٍ
ما عدا لحظة ميلادك فينا
هو ظل لنفايات الزمان
كل أرضٍ
ما عدا الأرض التي تمشي عليها
هي سقط من غبار اللامكان
كل كونٍ
قبل أن تلبسه كان رماداً
كل لونٍ
قبل أن تلبسه كان سواداً
كل معنى
قبل أن تنفخ في معناه نار العنفوان
كان خيطاً من دخان
لم يكن قبلك للعزة قلب
لم يكن قبلك للسؤدد وجه
كل شيء حسن ما كان شيئاً
يا جنوبي ولما كنت كان
بشائر النصر
بشائر النصر لاحت في سما الوطن هدية اللـه أهداها مع الحسن
على يديه تعالى الصوت منتشياً اللـه أكبر عادة دورة الزمن
يا سيد النصر أن المستغاث به أنت المبشر في نصر بلا منن
فصاحب الحق سلطان بقدرته وقدرة اللـه تعلو قدرة السفن