هذه الصور بدت واضحة فيما كتبه الشاعر مازن عز الدين من قصائد تحيي وتمجد المقاومة وأبطالها، آخذاً مقدمة دوحة شعره رثاءً لسيد المقاومة الشهيد حسن نصر اللـه، الذي استشهد على يد الصهاينة فقال:
بنصر الله قد حزنا الفلاحا
فأحيينا البنادق والسلاحا
أبا الهادي أنرت الحق فينا
كبرق سحابة في الأفق لاحا
بنيت عقيدة في الحرب ظلت
على الأيام تستهدي النجاحا
نصرت القدس بعد سني يأس
فأنقذت العروبة والملاحا
فديتك قائداً حياً وميتاً
شهيداً خالداً بالمسك فاحا
نضال ومقاومة تجلت بأبطال ضحوا بأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن الوطن والعروبة، معلنين المضي بدرب ونهج المقاومة للأبد:
سيف العروبة واسمه البتار
يمضي ووهج الحق في أنصاله
يرمي الطغاة إذا عتوا أو جاروا
يمسح جبين العز فخراً وعزاً
وهو الذي لا يشق له غبارا
كتب قصائد في مواقف ومناسبات عديدة منها ملحمة جباليا التي تحدث فيها عن بطولة ومقاومة أبناء فلسطين ضد العدو الغاصب المحتل الغاشم.
هو الشاعر ومعلم في مادة اللغة العربية لطلاب الشهادتين الثانوية العامة والثالث الإعدادي التعليم الأساسي ضمن مدارس ومعاهد دمشق، مازن محمد سعيد عز الدين، إلى جانب تقديمه برامج تعليمية في التلفزيون العربي السوري، وهو من مواليد دمشق، له اهتمام كبير في الشعر.
اجبل تراب الأرض بالأجساد
وأذق عدوك رعشة الأكباد
وامسح جبين العز فخراً إنها
أصوات نصر جاء في الميعاد
اسقِ العروبة شربة في مائها
صحوٌ يذكرها بماضٍ غادي
امحق بني صهيون تحت نعالنا
فقد استحالت أرضنا لرماد
وفي قصيدة أخرى بعنوان وطن العزة والفخار قال:
وطني زرعت النور في أكنافه
ورشفت شهد العطر من ساحاته
مالي سواك يفيض نهراً بالهوى
لتنير بحر العشق في ألوانه
افرش عبير الحب صرفاً بيننا
فبدونه أضغاث حلمي تنتهي
زدني من الخلان صفواً إنني
سأظل رمزاً في حنين تولهي
وتابع الشاعر كل ما يجري في غزة من إجرام صهيوني وهاله ما عرض على شاشات التلفزة من هول هذه الجريمة ومن صمود شعبنا في غزة وتصدي المقاومة الفلسطينية لعنجهية وصلف هذا العدو الغادر فكتب شعراً عن معركة "طوفان الأقصى" في فلسطين الأبية ومقاوميها الأبطال الأشاوس فقال:
قم ناج غزة إن العرب قد ناموا
واشهد لنصر جلا فازدانت الشام
وانسخ بسفر الخلد أمجاد الألى
أصوات نصل حرابهم إقدام
مزقت تاريخ الغزاة بغزة
أسفي على ما خط في تاريخي
وبكيت أجدادي لأحيا مثلهم
طفلاً بغزة لا على المريخ
لقد تناول عز الدين في شعره موضوعات كثيرة كان منها بعض مما اخترناه.
وتنوع في ألوانه وأطيافه ومجالاته المختلفة فكان منها: الوطني والقومي والاجتماعي في مواقف ومناسبات مختلفة ضمنها أعذب الوصف والصور البيانية والبلاغية.
إلّا أنه إلى الآن لم يصدر له أي ديوان شعري يحمل اسمه ويضم أعماله الشعرية، وكل ما كتبه خلال مسيرته الطويلة مع الشعر وفنونه وألوانه وهو كما يقول: إنّ قصائده الشعرية دوحته وظله الذي لا يفارقه نبضاً وروحاً والمقاومة رياحينها.
المصدر: صحيفة تشرين