أما عن نسبة تأثر سورية بشكل مباشر، بين أبو الجدايل أنه يعود كون التصادم بين الكتل الباردة الهابطة من القطب الشمالي مع التيارات الحارة الإفريقية وحرارة مياه البحر المتوسط، سيكون فوق حوض البحر المتوسط.
مبيناً أن التأثيرات والظواهر ستظهر على شكل هطولات مطرية غزيرة مع سقوط حبات البرد الكبيرة، كما أننا سنشهد سرعات للرياح لم نعتد عليها سابقاً، إلى جانب ارتفاع في الأمواج متناسب وسرعة الرياح.
وهنا يبرز السؤال الأهم.. ما هو السبب وراء هذا التبدل المناخي!!
ليبين أبو الجدايل الأسباب الكامنة خلف تصنيف هذا الشتاء بالمميز لناحية هذه الظواهر، بأن التطرف المناخي هو النتيجة الحتمية لجشع الإنسان في استنزاف الموارد الطبيعية من الوقود الأحفوري من غاز، نفط، وفحم حجري، بالإضافة إلى تراكم استهلاكي لأكثر من 150 عاماً.
مرجعاً الأمر إلى البشر بوصفهم العنصر الأساسي في حدوث التطرف المناخي ورفع درجة حرارة الأرض.
لكن ما علاقة الزلازل بالتطرف المناخي؟
بالطبع لا علاقة للزلازل بالتطرف المناخي، ولكن قد يكون هناك صلة ما بين ارتفاع حرارة الأرض وزيادة النشاط التكتوني للصفائح.
كما علّق "أبو الجدايل" على الإعصار الحاصل في ولاية "فلوريدا" الأمريكية، قائلاً، إن "أعاصير المحيط الأطلسي إثبات حقيقي على الاحتباس الحراري وحدوث التطرف المناخي، خاصةً حدوث إعصارين بفارق أسبوعين بلغا أربع وخمس درجات".
مبيناً أن منطقة المتوسط ستشهد أعاصير، لا يمكن مقارنتها بأعاصير المحيط الأطلسي لا من حيث الحجم ولا القوة، لكنها ستكون مقلقة لحوض المتوسط الذي لم يعتد على ارتفاع في وتيرة العواصف والأمطار.
إذاً ما الإجراءات التي يجب اتخاذها؟َ!
"تفعيل أجهزة الإنذار المبكر لسكان السواحل والمزارعين أصحاب البيوت البلاستيكية، واعتماد المزارعين بيوت زجاجية بدلاً من البلاستيكية، لمقاومة عوامل الطقس من أمطار شديدة وتساقط لحبات البَرَد وسرعة الرياح القوية"، هي أبرز الاحتياطات التي دفع بها أبو الجدايل لمواجهة هذا الخطر.
مع الإشارة إلى ضرورة تفقد السدود والمجاري المائية والطرقات المشقوقة بشكلٍ شبه عامودي، إذ تشكّل الانجرافات الترابية والصخرية خطراً على حياة الناس في حال كانت الهطولات المطرية عالية أو في حال حدوث هزات أرضية.
تأتي هذه التحذيرات، على خلفية تعرض ولاية "فلوريدا" الأمريكية وعدة ولايات أُخرى، إلى الإعصار "هيلين"، منذ أسبوعين، والذي أسفر عن مقتل 230 شخصاً على الأقل، ومئات المفقودين، ثم تعرضّت الولاية إلى إعصار "ميلتون" الذي بلغت سرعته أكثر من 150 ميلاً في الساعة، ما أدّى إلى تدمير العديد من المدن والبنى التحتية الحيوية.
يُذكر أن الخبير في الأرصاد الجوية لدى هيئة "ميتيو فرنس" للأرصاد الجوية، روماريك سينوتي، كان قد حذّر خلال آب الفائت من أن “البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة سيشهد خللاً في درجات الحرارة، الأمر الذي يُعدّ مؤشراً إلى التغيّر المناخي، وما قد ينجم عنه من عواقب خطرة.
المصدر: تلفزيون الخبر