المشهد التشكيلي السوري يرثي أبرز أعمدته الفنانة الدكتورة بُثينة علي

السبت 19 أكتوبر 2024 - 10:00 بتوقيت غرينتش
المشهد التشكيلي السوري يرثي أبرز أعمدته الفنانة الدكتورة بُثينة علي

"تبكي مراسم كلية الفنون الجميلة، خيمة البدوي، فضاء الرواق العربي، آلاف الحمامات البيضاء في حارات دمشق القديمة، وساحة الحطب في حلب، أطلال حديقة الأطفال في المخيم، مرسم القيمرية، شرفة البريد، حديقة المتحف.. حيث لا تزال روحك المبدعة تُحلّق فيها.. تبكيك عيوننا جميعاً، أهل وأصدقاء وزملاء وطلاب.."

بكلمات الوداع المؤثرة نعى الناقد التشكيلي سعد القاسم الفنانة التشكيلية الدكتورة بُثينة علي (1974-2024) التي غادرت يوم أمس، بوصفه عناوين وأمكنة لمعارض الفنانة بُثينة، التي استطاعت من خلالها أن حجز المكان اللائق لها، مسجلة بذلك علامتها الفارقة في المشهد التشكيلي السوري الذي وزعتّه في منحيين اثنين: التدريس في كلية الفنون الجميلة، وتسجيل بصمتها الفنية التي فارقت فيها ليس المحترف السوري التشكيلي بشكلٍ عام، وإنما حتى اختصاصها الذي كان في (التصوير)، حيث اتجهت صوب الفن المفاهيمي، الذي لا يتعدى المشتغلون فيه عدد أصابع اليد الواحدة في سورية، وربما هي الوحيدة التي لم تشتغل إلا من خلاله، وفي فضاءاته..
 

ولدت الفنانة الراحلة في دمشق ،1974 كما حصلت على دبلوم المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة "قسم التصوير" من فرنسا، ودبلوم دراسات معمقة في تاريخ الفن الإسلامي ودبلوم دراسات عليا في الفنون الجميلة “قسم التصوير” من جامعة دمشق.

شاركت بالعديد من المعارض الفردية والجماعية في دمشق ودبي وباريس وبرلين ولندن وايندهوفن واسطنبول والقاهرة وعمان، وأقامت العديد من المحاضرات وورشات عمل في سورية وخارجها، كما أن في أرشيفها مطبوعات متنوعة.

إلى جانب ذلك، أسست الراحلة بثينة علي مؤسسة (مدد) الثقافية، التي تعنى بالفنون ودعم الشباب السوري في هذا المجال، وكان لها العديد من المشاريع المهمة في دمشق القديمة وساحة الحطب بحلب، وآخرها معرض ذاكرة ماء في حديقة المتحف الوطني بدمشق الذي يقام حالياً ضمن أيام الفن التشكيلي السوري السابع.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019