"يوم الحب" يسمم أميركا!‌.. كتب د. فؤاد شربجي

الأربعاء 23 أكتوبر 2024 - 11:41 بتوقيت غرينتش
"يوم الحب" يسمم أميركا!‌.. كتب د. فؤاد شربجي

اليوم الذي هاجم فيه أتباعه من ‌‏الغوغاء مبنى الكونغرس، يصفه بـ "يوم الحب"، مع أن معظم الأميركيين يعتبرونه أسوأ يوم ‌‏في تاريخ أميركا، رغم هذا فهو يصفه بيوم الحب، هذا اليوم الذي اعتبر لدى الدوائر الرسمية ‏الأميركية من ‏أعمال "الإرهاب المحلي"، نعم هكذا سماه البيت الأبيض "إرهاب محلي"، أي ‏إرهاب أميركي ‏داخلي، ونكاية بهذه الجهات الرسمية يسميه ترامب يوم الحب، وبرأيه هو يوم ‏حب، لأن الشعب ‏هجم على الكونغرس ليؤدب الذين يسرقون الحكم ويسكتون على سرقة ‏الانتخابات منه.. إنها ‏أميركا "الإرهاب" المحلي المعمم على العالم.‏

لا تستغربوا أن يهاجم ترامب المؤسسات الدستورية الأميركية، وأن يشتم النخبة الحاكمة في ‌‏واشنطن، ألم يقل في خطاب تنصيبه العام 2016 وهو يهتف بالناس: "لقد استعدنا الحكم، استعاد ‌‏الشعب الحكم"، قالها كأنه قد أنجز انقلاباً على النظام، والآن هو يعد في حال فوزه بمحاسبة ‌‏كل هذه المؤسسات، ومعاقبة كل من سكت على سرقة الانتخابات منه، كما يعد بإلغاء وزارة ‌‏التعليم، وتهذيب الصحافة التي يعدّها خائنة، وتطهير الجيش، ألم يسخر من الجنود الذين ‏قضوا ‏في الحرب "ماذا استفادوا من تضحياتهم؟"، بربكم ألا ينذر هذا الفكر اليميني بسقوط ‌‏الديمقراطية، وتهافت القيم التي صدعوا بها رؤوسنا؟

في عام 2016 عندما فاز ترامب بالانتخابات دعا قسم التاريخ في جامعة هارفرد أساتذته ‏وطلاب الدراسات العليا إلى ورشة عمل، لبحث مدى تأثير انتخاب سمسار عقارات مثل ترامب ‌‏في الديمقراطية الأميركية، كما أن هناك من دعا الكونغرس والمعاهد الدستورية إلى دراسة قانون ‌‏الانتخابات واكتشاف الثغرات التي يستطيع أن ينفذ منها أمثال ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن ‌‏حركة الأمور أقوى من هذه الدراسات، وها هو ترامب يعود ويرشح نفسه، وليدق على باب ‌‏فضيحة النظام الرأسمالي، وليدفع المؤسسات الأميركية بعيداً عن الدستور وبما يسمم ‏الديمقراطية، ‏وربما ليضع أميركا في خطر الحرب الأهلية أو السقوط في الدكتاتورية العارية.. ‏فعلاً هو يوم ‏حب أميركي؟!‏

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019