وحسب نموذج جديد طوره مجموعة من العلماء في كلية (ييل) للبيئة في ولاية كونيتيكت بالولايات المتحدة الأميركية، فإن قطيعاً يضم 170 فقط من حيوان البيسون يمكنه تخزين كمية من ثاني أكسيد الكربون تعادل إخراج نحو مليوني سيارة لمدة عام ما يسهم بشكل كبير في التخفيف من آثار أزمة المناخ.
ووجد العلماء أن قطيع البيسون الأوروبي، الذي يرعى في منطقة تبلغ مساحتها نحو 50 كيلومتراً مربعاً من الأراضي العشبية داخل جبال "ساركو" الأوسع، يحتمل أن يجذب مليوني طن إضافية من الكربون سنوياً، وهذا يتوافق مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية التي تنتجها 1.88 مليون سيارة بنزين في المتوسط في الولايات المتحدة.
من جانبه، قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور أوزوالد شميتز من كلية ييل للبيئة: يؤثر البيسون في النظم البيئية للغابات والأراضي العشبية، من خلال قدرته على تخزين كميات مهولة من ثاني أكسيد الكربون في جسده، وذلك عن طريق رعي حيوان البيسون في الأراضي العشبية بالتساوي، وإعادة تدوير العناصر الغذائية لتخصيب التربة وكل أشكال الحياة فيها، ونثر البذور لإثراء النظام البيئي، وضغط التربة لمنع إطلاق الكربون المخزن.
وأضاف شميتز: تطورت هذه المخلوقات على مدى ملايين السنين مع النظم البيئية للأراضي العشبية والغابات، وأدت إزالتها، خاصة عندما يتم حرث الأراضي العشبية، إلى إطلاق كميات هائلة من الكربون، مؤكداً أن استعادة هذه النظم البيئية يمكن أن تعيد التوازن، وثيران البيسون المعادة إلى الحياة البرية هي بعض عوامل المناخ التي يمكنها المساعدة في تحقيق ذلك.
يشار إلى أن البيسون أو البيزون Bison حيوان من الفصيلة البقرية family Bovidae يتميز بحجمه الكبير، ولا سيما الجزء الأمامي منه. وعاش منذ العصور الجليدية في أوروبا وأميركا وكندا بأعداد بلغت الملايين، وأدت قطعانه دوراً مهماً في حياة الشعوب الهندية قبل مجيء المهاجرين البيض إلى أميركا، الذين قاموا بصيدها بلا هوادة حتى كادت تنقرض في القرن التاسع عشر، وتعيش اليوم أعداد قليلة منها في المحميات والمتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.
واختفى البيسون الأوروبي قبل أكثر من 200 عام، لكن منظمة إعادة الحياة البرية في أوروبا والصندوق العالمي للطبيعة في رومانيا أعادا إدخال هذا النوع إلى جبال الكاربات الجنوبية في عام 2014، ومنذ ذلك الحين تم منح أكثر من 100 بيسون موطناً جديداً في جبال ساركو، وتزايد عددها إلى أكثر من 170.
المصدر: صحيفة "ذي الغارديان" البريطانية