وفي هذا الخصوص بين مدير زراعة حمص عبد الهادي درويش أن عمليات المراقبة والتبريد مستمرة لمدة 48 ساعة، بعد السيطرة على الحريق الذي اندلع في الأراضي الزراعية في وادي النضارة الممتد بين قريتي "حب نمرة" و"مرمريتا".
مع الإشارة إلى قيام لجان مديرية الزراعة بتقدير مساحة الحريق والأضرار المادية الناجمة عنه ضمن الأراضي الزراعية.
فيما لحدوث الحرائق بمنطقة جبلية وعرة، تكثر فيها الأعشاب اليابسة والأشجار الحراجية المنتشرة بين أشجار الزيتون، الدور الأكبر في اشتداد قوة الحريق بوادي النضارة بريف حمص الغربي، وفق ما صرح به مدير الدفاع المدني بحمص العميد الركن مهذب، إلى جانب قوة الرياح الجافة والمتقلبة، التي لعبت دوراً أساسياً في سرعة انتشاره إلى الأراضي الزراعية لعدد من القرى المحيطة.
لافتاً إلى أن صعوبة التضاريس واتساع رقعة الحريق شكلا إعاقة كبيرة لعمل فرق الإطفاء، مما استدعى طلب تعزيزات من عناصر الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي وسيارات إطفاء من المحافظات، التي قامت بالتعاون مع الأهالي بفتح طرق زراعية جديدة، إضافة إلى تدخل حوامات الجيش العربي السوري، للتمكن من السيطرة على الحريق وإخماده بشكل كامل بعد 72 ساعة من العمل المتواصل على مدار الساعة.
وعن مسار الحريق، أشار قائد فوج إطفاء حمص الرائد إياد محمد إلى أن بدايته كانت من بلدة "حب نمرة" بريف حمص الغربي، لتمتد بعدها النيران بفعل الرياح القوية إلى الأراضي الزراعية لقرى عين الباردة ومرمريتا و "تنوربن" وعدد من القرى الأخرى، مصنفاً الحريق بأنه حريق زراعي حراجي، وبأن النيران التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية أغلبيتها العظمى مزروعة بأشجار الزيتون.
رئيس بلدية "حب نمرة" نزار شبشول بين أن النيران التهمت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية لقرى "حب نمرة" وتنورين ومرمريتا وعين الباردة على مدار يومين وامتدت النيران لتلامس الأراضي الزراعية في قرى الزعفرانة وقلعة النمرة بريف محافظة طرطوس.
في وقت أن نسبة 90 بالمئة من الأراضي المحروقة مزروعة بالزيتون و10 بالمئة مزروعة بأشجار مثمرة "تين وكرمة"، إضافة لوجود بعض شجيرات السنديان، لافتاً إلى ما لحق بأهالي هذه القرى من ضرر كبير جداً، لاسيما وأن نسبة 75 بالمئة منهم، لم يجنوا بعد محصول الزيتون من أراضيهم.
مشدداً على أهمية توعية الأهالي بضرورة تهذيب الأراضي الزراعية وإزالة الأعشاب اليابسة منها والاتفاق مع الجهات المعنية للسماح لها بشق طرق زراعية وخطوط نار ضمن أراضيهم لتسهيل عمل فرق الإطفاء في حال نشوب أي حريق مستقبلاً.
بالأرقام..
خسائر كبيرة ضمن المناطق والقرى التي لحق بها الحريق، كانت ضمن حديث رئيس بلدية المرانة محمد حمادي، الذي قدر المساحة المحروقة في قرية "بحور" بنحو 1700 دونم، منها 1000 دونم مزروعة بأشجار الزيتون والتفاح و700 دونم أراضي سليخ.
كما لفت رئيس بلدية المزينة مازن أسد في حديثه إلى أن تقديرات إجمالي المساحة المحروقة وبشكل أولي هي بنحو 300 دونم منها 200 دونم في قرية بحور ونحو 30 دونماً في قرية عين الغارة و70 دونماً تقريباً في قرية المزينة وهذه الأراضي مزروعة بنسبة 90 بالمئة بأشجار الزيتون.
مؤكداً على ضرورة تعاون الأهالي مع الجهات المعنية والتنازل عن جزء من أراضيهم لشق طرق زراعية جديدة، بما يسهل عمل فرق الإطفاء وتخديم الأراضي بشكل أفضل.
لافتاً بالوقت ذاته إلى الدور الكبير الذي قام به المجتمع الأهلي والكنيسة الأرثوذكسية بمؤازرة فرق الإطفاء من جميع المحافظات وعناصر الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي للسيطرة على الحريق وإخماده.
بالمُقابل، بين رئيس بلدية قرب علي ناصر حسن التهام النيران ما يقرب من 40 دونماً من الأراضي الزراعية للبلدة، منها 15 دونماً مزروعة بأشجار التفاح.
وشدد حسن على ضرورة فتح طرق نار في الأراضي الزراعية للبلدة خلال فصل الصيف، مما يسهل عمل فرق الإطفاء في حال نشوب أي حريق.
المصدر: الوطن