بين الحداثة والعراقة.. كيف سيبدو فندق "البارون" لو أُدخِلت إليه التكنولوجيا الحديثة؟

الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 08:46 بتوقيت غرينتش
بين الحداثة والعراقة.. كيف سيبدو فندق "البارون" لو أُدخِلت إليه التكنولوجيا الحديثة؟

ضمن دراستها لإمكانية إدخال التكنولوجيا الحديثة في التصميم الداخلي، لا سيما للأماكن التاريخية، وتلبية لمتطلبات الحصول على درجة ماجستير تأهيل وتخصص في العمارة الداخلية، قدّمت المهندسة المعمارية رزان بشور تصميماً مقترحاً لفندق "البارون" التاريخي في حلب.

يتم تصميم المشروع تحت إشراف المهندس حازم صدقي، فيما تمت مناقشته أمام لجنة تحكيم تضمّ نخبة من أساتذة كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، والذين بدورهم، صوّبوا المشروع بجملة من الملاحظات التخصّصية.

أما عن سبب اختيارها لموقع فندق "البارون" للعمل على دراسته، أكدت بأن الاهتمام الملحوظ بحلب القديمة وأسواقها وخاناتها دفعاها للبحث عن مواقع تاريخية مميزة لم تحظَ باهتمام كافي بعد، وكان البارون أحد أهم هذه المواقع.

من هنا بدأ اهتمامها بدراسة فندق البارون ومحاولاتها بتقديم تصميم معماري له، والذي كان بهدف إعادة الانتباه إلى أهمية هذا المكان، الذي ربما سيكون مرجعاً لعدد من المعماريين في المستقبل.

التحدّي الأبرز

يحظى فندق "البارون" بخصوصية فريدة، لاستقباله على مدى عصور، أشهر الشخصيات العربية والعالمية، كما أقام فيه ملوك ورؤساء من بينهم الراحل جمال عبد الناصر.

الحرص الشديد للحفاظ على هوية المكان شكل أبرز الصعوبات لدى المهندسة "بشور"، حيث أنه ليس بالإمكان إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى الأماكن التاريخية إلا بحدود معينة، كالإضاءة وأنظمة التكييف والألوان المناسبة للطراز، مع ضرورة الحفاظ على الطراز المعماري للمكان.

ولأن فندق البارون ينتمي إلى الطراز الكلاسيكي الحديث، حافظت على الزخارف والبلاط الموجود، واختارت في التصميم المقترح مجموعة من الألوان الفاهية والكلاسيكية التي تناسب هذا الطراز.

ومن الأقسام الهامّة التي قدّمت "بشور" تصميماً لها هو بهو المدخل الرئيسي للفندق، موضحة توظيفها التكنولوجيا الحديثة كالإضاءة الحسّاسة، في تحديد البهو بمحور بصري، ليصبح وكأنه ممر تاريخي ينقل الزائر بتجربة فريدة إلى داخل الفندق.

كما ترافقت الصور مع لمحة تعريفية عن فترة ومكان إقامة تلك الشخصيات في الفندق، وذلك بهدف تعريف الزائر الجديد بخصوصية هذا المكان واطلاعه على التاريخ الفريد للفندق بمجرد دخوله إليه.

البارون والطاووس

اختارت المهندسة رزان بشور في تصميمها المقترح، الطاووس كشعار جديد للفندق، مستخدمة ألوان البيج، الخمري، الأزرق الشاحب مع لمسة ذهبية، وهي من بين مجموعة الألوان التي تتماشى مع الطراز.

كما حرصت على إضافة الطاووس كجزء من الهوية البصرية للمكان، لا سيما في صالة الطعام بتفاصيلها المختلفة.

أما في تصميم غرفة الطعام، حافظت بشور على البلاط واستفادت من الزخارف الموجودة بالأصل، وذلك في تصميم ورق جدران معتّق يتماشى مع روح المكان.

وتابعت بشور بالقول: أضفتُ الزجاج المعشّق لنوافذ غرفة الطعام، واخترت ألوان الخمري والأزرق وغيرها من مجموعة الألوان المناسبة للطراز الكلاسيكي الحديث، فالورق المعتّق والزجاج المعشّق من العناصر المساعدة على حفظ هوية المكان.

وعن سبب اختيار الطاووس أوضحت م. "بشور" أن: اسم البارون بالفرنسية يعني النبيل، وهي رتبة أو لقب شرف كان يمنح في البلدان الأوروبية، فيما يعدّ الطاووس من أنبل الطيور ويعطي سمة الفخامة بألوانه الفريدة، ومن هنا جاءت فكرة الربط ما بين الاسم والشعار.

وضمن تجربتها الغنية، دعت المهندسة الشابة رزان بشور أبناء جيلها من المعماريين إلى إعطاء المساحة الأكبر من اهتمامهم لدراسة المواقع التاريخية، لما تتضمنه من تجربة ميدانية واقعية، لا سيما وأن سورية غنية بالمواقع التي يجب أن تحظى باهتمام الجيل الجديد ورؤيته الحديثة.

المصدر: تلفزيون الخبر

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019