البزنس الدرامي و السوشيال ميديا .. ما الذي يخبئه المستقبل للدراما العربية؟

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 10:39 بتوقيت غرينتش
البزنس الدرامي و السوشيال ميديا .. ما الذي يخبئه المستقبل للدراما العربية؟

القادم أسوأ بكثير مما نعتقد، طالما استقال العرب من المواكبة ولم يتمكنوا حتى الآن من تأسيس منابر خاصة بهم، وهذا طبيعي لأنهم غير متفقين على مشروع ورؤية واحدة تجاه مستقبلهم والظروف التي تحيط بهم.

ومثلما أزاحت صفحات السوشيال ميديا، الإعلام التقليدي، ستفعل مع الدراما القديمة. فالأهداف الموجودة في السلة متكاملة وواضحة المعالم لا يختلف عليها أحد. هنا سيرضخ المنتجون والكتاب والممثلون لشروط النشر في قنوات اليوتيوب وغيرها، وستتحكم شركات التكنولوجيا بالأفكار التي تطرحها المسلسلات لتقول إنّ هذه الحلقة تعارض شروط النشر على القناة، أو إنّ فكرة المسلسل تحرّض على الكراهية.

إلا أن ثمن ذلك سيكون غالياً جداً، عند اكتشاف حقيقة أن تراثهم وثقافتهم ستخضع لشركات التكنولوجيا المؤسسة لصفحات السوشيال ميديا، التي قد تطالب بحذف مراحل من تاريخنا أو تعديل لغتنا وأفكارنا، لأننا الطرف الأضعف، فنحن المستهلكون الذين لم نشارك في صناعة المشهد وبالتالي علينا دفع الضريبة.

مقارنة بسيطة

لنقارن الأفكار التي تعرضها الدراما العربية، ومدى نزوعها للدراما المعربة من أجل المال، فنحن على الأرجح لن نرى مسلسلاً في المستقبل من وزن “التغريبة الفلسطينية”، بل إنّ فلسطين ستصبح تهمة يتم حجبها، من قبل يوتيوب وفيس بوك وإكس وانستغرام..
التغيير بالقوة الناعمة هو السلاح الأخطر مستقبلاً، ومن لم تنفع معه الطائرات والمسيّرات والقصف، سينصاع عبر السوشيال ميديا، التي ستتحكم بالأفكار وأساليب الفنون، ولن يكون بإمكان أي كان، أن يسوق لعمله وفكرته إذا لم يوافق على شروط النشر التي تضعها شركات التكنولوجيا.

وفي حال تتبعنا الخط البياني للأفكار التي تناولتها المسلسلات قبل نحو عشر سنوات إلى الآن، سيظهر ما نتحدث عنه بشكل علمي لا يقبل الجدل، فالاستثمار طغى على المشهد، والرغبة في جذب الجمهور، صارت هي المقياس، كما احتلت الواجهة عارضات الأزياء ونجمات الاستعراض اللواتي اقتحمن الدراما بثقة، بعدما غاب الكتّاب والمخرجون الكبار والممثلون القادمون من عظمة المسرح. القضايا الكبيرة ستصبح تهمة في المرحلة القادمة، وسيتم تعميم التسطيح والتفاهة، وكل هذا بفضل السوشيال ميديا التي تصنع استبداداً شديداً تجاه كل ما هو حقيقي في هذا العالم.
المسألة ليست محاربة للتطورات، لكن بقاءنا كمستهلكين في هذا الفضاء، سيضطر معظم الناس لمراعاة الشروط الجديدة، وسيسود نوع معين من الأفكار التي لن تقيم وزناً لقضايا الشعوب والخصوصيات، أما الضربة الكبرى فستكون بالأجيال غير المنتمية التي ستتصدر المشهد في المرحلة القادمة!. هل تعرفون أننا سنتحول لخزان بشري يستخدموننا في الحروب وتجارب اللقاحات واختبارات الفايروسات؟ وإن لم تصدقوا انظروا ماذا يجري على صعيد الثقافة والفنون، فهنا يتضح كل شيء بالتفاصيل.. الدراما ليست إلّا الزبد، أما ما يجري في الأعماق، فأكبر بكثير!.

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019