ترامب والطفولة السياسية
ترامب بدأ بتصريحاته من يوم الثلاثاء 17/6/2025، عندما وجّه تهديداً علنيّاً، لقائد الثورة الإسلامية، السيد علي خامنئي، معتبراً بأنّهم (الأمريكان والصهاينة)، يعرفون مكان إقامة السيد خامنئي، ولكنّه بحسب تعبيره لم ينفذ عملية استهداف له "في الوقت الحالي".
وأكد ترامب على طفولته السياسية، حيث أنّه طلب من إيران "الاستسلام غير المشروط"، محاولاً إلباسها ثوب المعتدي لا العكس!.
وأضاف ترامب في التأكيد على طفولته السياسية، عندما خلع ثوب الرئيس وارتدى ثوب المتحدث باسم الكيان الصهيوني، حيث وجّه دعوة لسكان العاصمة الإيرانية طهران لمغادرتها، كتصريح يصدر أول مرة عن رئيس دولة، ومن المتعارف عليه، بأنَّ دعوات الإخلاء "الخلبيّة" يتبعها الكيان الصهيوني من خلال المتحدث باسمه "أفيخاي أدرعي".
وكشفت تصريحات ترامب الكذب الذي يقوم بتصديره إلى العالم بأسره، حيث أنّه ومع انطلاق العدوان الصهيوني على إيران، خرج ليقول بأنَّ إدارته ليس لها أي صلة بهذا الموضوع، وأنَّه
لا يريد هذه الحرب.
الإمام الخامنئي يرد كقائد
بالرغم من التهديدات الأميركية والإسرائيلية، ومحاولة وضع إيران تحت ضغط الآلة العسكرية والحربية، وتوزيع الأدوار ومهل الوقت على الدولة الإيرانية، إلّا أنَّ قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي كان له رأي آخر.
وخرج تصريح للسيد الخامنئي اليوم الأربعاء 18/6/2025 يرد من خلاله على تهديدات ترامب وقال، "الأشخاص الأذكياء الذين يعرفون إيران والشعب الإيراني وتاريخها لن يتحدثوا مع هذه الأمة بلغة التهديد أبداً، لأن الشعب الإيراني لن يستسلم، وعلى الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سيكون مصحوباً بلا شك بأضرار لا يمكن إصلاحها".
وأكد الإمام الخامنئي، أنه "كان من المتوقع منذ البداية أن تكون أمريكا ضالعة في هذا العدوان الخبيث من قبل الكيان الصهيوني، وهو ما تؤكده يوماً بعد يوم التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأميركيين".
وبيّن قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، أنَّه بمجرد دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط الحرب مع الكيان الصهيوني، فهذا يدل على ضعفه وعجزه.
وأكد الإمام الخامنئي أنّه، "بشكل قاطع أن أي تدخل عسكري أميركي في هذه الساحة ستكون عواقبه وخيمة، وسيُلحق بالأميركيين خسائر لا يمكن تعويضها".
الدبلوماسية الإيرانية ترفض كل الضغوط
ومن جهتها تابعت الدبلوماسية الإيرانية عملها على عدة جهات، وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، فيمَعرَض ردها على ترامب، أنه "لم يسبق لأي مسؤول إيراني رسمي أن توسل على أعتاب البيت الأبيض، والشيء الوحيد الأكثر حقارة من أكاذيبه هو تهديده الجبان باغتيال المرشد الأعلى خامنئي".
وأكدت البعثة أن "إيران لا تفاوض تحت الضغط، وبالتأكيد ليس مع محرض على الحرب يتمسك بأوهام الشرعية".
وأوضحت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أنّه "سترد إيران على كل تهديد بتهديد مقابل، وعلى كل عمل بخطوات مماثلة".
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أنَّ العملية التفاوضية مع الولايات المتحدة توقفت بسبب العدوان الإسرائيلي، مضيفاً أنَّ العدوان الإسرائيلي ما كان ليحدث دون موافقة أميركية، كنا نسير على طريق الدبلوماسية، ومن بدأ الحرب إسرائيل بدعم أميركي.
وبيّن بقائي، أنَّه على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل غروسي" تحمل مسؤولياته، وتصريحاته بشأن منشآتنا جاءت متأخرة. تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعطى ذريعة لعدوان "إسرائيل".
شائعات وضغوط على إيران
لم تكتفي آلة الإجرام الصهيونية والأميركية بالقصف العشوائي على المدنيين والمستشفيات، بل ذهبت لتلفيق اتهامات وإشاعات عن الحكومة الإيرانية، لإظهار ضعفها أمام شعبها بالدرجة الأولى.
وانتشرت إشاعة تقول أنَّ وفد تفاوضي إيراني ذهب إلى سلطنة عمان للدخول في
عمليات مفاوضات، بالرغم من تصريحات القيادة الإيرانية بأنّه "لا تفاوض تحت العدوان".
وصرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بحسب قناة العالم الإخبارية، أنّه "لم نرسل وفداً تفاوضياً إلى سلطنة عمان، ولم أغادر طهران على رأس وفد تفاوضي وهذه معلومات غير صحيحة".
يُذكر أنّه ازدادت الضغوط الأميركية على الحكومة الإيرانية بعد القصف الإيراني المستمر للكيان الصهيوني، وتحقيقه إصابات مباشرة وتدمير في البنى التحتية التابعة له، وإبطاله لكذبة "الدفاعات الجوية المحصّنة".