ليس في أفضل أيامه طالما أن الأنظار كلها باتجاه روسيا لأجل الحدث الأهم، على مستوى الاقتصاد الاجتماعي، بلى بهذه الطريقة يمتلأ الرئيس الأميركي حسدا وغيرة، ليذهب من اليمين إلى الشمال بوزن خفيف سلب الثقل من السياسة الأميركية، لذلك على العالم أن ينتظر تعويضا عن النقص بمزيد من الغباء والحماقات التي من الممكن أن يرتكبها رئيس الولايات المتحدة جزافا في الأوقات السابقة.
ما يدور في ذهن ترمب، تفجير الموقف في مضيق هرمز، حتى الآن لم يتعلم ذلك الذي يدير دولة كانت عظمى في وقت سابق قبل مغامرات الحرب في الشرق الأوسط، من الدرس الكوري الشمالي، لكنه بالطبع لم يعد يستخدم لغة عسكرة الموقف لأن لا أحد حتى لديه في إدارته بات يصدقها او مقتنع بأن هناك قدرة على تنفيذها، فلجأ إلى الكباش النفطي الذي تحرضه عليه منذ وقت بنات العم سام العجائز، السعودية نفسها، لينتظر هو نسبة الأرباح التي يمكن أن يحققها جراء تحقيق حلم الرياض الذي لن يتحقق.
فعالية الملفات تراجعت في هذا الوقت من السنة، ترمب لم يثبت نفسه كسياسي محنك يحكم
الولايات المتحدة والأخيرة أصبحت مثل حظيرة الأبقار التي تنتظر الاستثمارات الخليجية لانتاج الحليب بصلاحية معتبرة قبل أن يجف ضرعها في الشرق الأوسط، ويصبح من الحتمي عليها أن تقبل بالأمر الواقع دون القدرة على المراوغة حتى، طالما أن معركة الجنوب السوري تسير على قدم وساق في إنهاء سيطرة المجموعات المسلحة المتشددة التي بدأت الحرب على سوريا، وكان يؤمل منخا أميركيا وغربيا بأن تكون فاتحة عهد جديد جميع أوراقه مختومة بالحبر الأميركي فلم يحصل ذلك وانقلبت الطاولة.
يأمل ترمب بمزيد من التصعيد أن تشتد شعرات شاربي العنتر الأميركي الذي دخل مرحلة الخرف والعجز، ويبحث عن تصرف أرعن يعيد شد الأنظار إليه بعد أن دخل العالم في موجة عارمة من رفض العنف والتخلص من الحروب التي نشرتها
الولايات المتحدة في أماكن حساسة شغلت بال الكرة الأرضية، لم تفعل واشنطن ما تريد وما خططت إليه ولا هي جنت ثمار الموسم، وبقيت على القارعة المهملة لطريق الشرق الأوسط الجديد الذي فشل وأصبح غير صالح للتداول حتى لدى أكثر مهابيل واشنطن تشددا، وعلى الأرجح فإن الرئيس الأميركي يهذر أمام المرأة في مكتبه البيضاوي لوحده، وينازع كي لا يتم تحويل ملفه إلى مركز الأمراض العقلية أو العصبية، إنها فاجعة كبيرة وجديدة على مستوى هيبة
الولايات المتحدة الأميركية التي أصبحت رثة جدا حد السخرية.