وخلال إمامته للصلاة ذرف الامام الخامنئي دموع الفقد وبملامح قوية تدعم طريق النصر الذي خطه الشهيد البطل وتخذل العدو وتكسر شوكته بصلابتها، هي دموعٌ تختزن الحب لنموذج بارز من الناهلين من فيض الإسلام ومدرسة الإمام الخميني (قدس) كما قدمه الإمام الخامنئي في بيان نعيه له.
وأجهش المصلون بالبكاء وفاء وحبا وتقديراً لبطولات الشهيد قاسم سليماني وقادة الحشد الشعبي، وكانت شوارع العاصمة طهران قد غصت بحشود الجماهير المليونية التي خرجت من بيوتها للمشاركة في الصلاة ومراسم تشييع ابطال المقاومة.
لكن مهلاً، لم تنتهِ الصلاة بعد دعاء أخير قبل الرحيل للسيد علي الخامنئي امام نعوش الشهداء داعيا لهم بـ "إعلاء درجاتهم وحشرهم مع محمد واله الطاهرين والحقنا بهم وارزقنا الشهادة في سبيلك يا مولاي"
القائد الشهيد الذي لم يعرف الجلوس خلف طاولة مكتب، دأب على العمل العسكري الميداني، متنقلاً من جبهة إلى أخرى طوال 40 عاماً، باحثاً ومتمنياً أن يتوفاه الله شهيداً مقاوماً، وكان له ما تمنى حين اغتالته الولايات المتحدة برفقة رفاقه الشهداء .