ولدت فروغ عام 1934 في طهران. أصدرت فروغ خلال حياتها القصيرة خمس مجموعات شعرية هي «الأسيرة» (1952)، «الجدار» (1957)، «تمرد» (1959)، «ميلاد آخر» (1962) و مجموعتها الأخيرة «فلنؤمن بحلول الفصل البارد» و لكنها توفيت قبل أن تنهيها.
و لها تجارب في حقل السينما أيضاً، فقد قامت بإخراج الفيلم الوثائقي «البيت أسود» الذي يعتبر من أهم الأفلام الوثائقية الإيرانية، يتحدث عن حياة المجذومين في بيت خصص لهم، و قد حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مهرجان «أوبير هاوزن» في ألمانيا، كما أنها شاركت في إعداد أفلام ناجحة أخرى. و في عام 1965 أخرج برناردو برتولوتشي فيلماً في نصف ساعة عن حياة فروغ فرخ زاد بطلب من منظمة اليونسكو.
نرى في ديوانيها الأخيرين أن نصها أصبح مؤثراً أكثر من كونه متأثراً. على سبيل المثال، كانت فيما سبق تتأثر في اختيار المفردات بشعراء عصرها أو باللغة الشعرية السائدة في ذلك الوقت، إلا أنها بدأت تختار المفردات في مرحلتها الشعرية الثانية بطريقتها الخاصة، غير آبهة إن كانت الكلمة دخلت النصوص الشعرية من قبل أم لا، أو بسيطة مستمدّة من قاموس الحياة اليومية.
وردًا على ما قيل عن النوع الأول الذي تكتبه قالت: «إن الكلمات حتى وإن كانت أدوات الشاعر ليست مهمة بقدر المحتوى وإن تكن المفردات مكررة إلا أنها فوران عشق كان مؤثرًا بالنسبة لي في تلك الحقبة».
لم تكن فروغ فرخزاد مع مصطلح الشعر الحديث والقديم بل الشعر هو ذاته في كل العصور، لكنه يختلف من جيل إلى آخر والفرق – فقط – في المسافات المادية بين العصور. فالشاعر الذكي يجب أن يواكب عصره ويتخذ معاناة الفترة التي يعاصرها مصدر إلهام لإبراز طاقته على كشف الحقائق المختبئة وإشهار الظلم والزيف، كما تعتقد أن فعل الفن هو بيان لإعادة ترتيب الحياة، والحياة لها ماهية التغيير والتوسع والنمو، بالنتيجة البيان أو الفن في كل فترة له روح خاصة به وإن كان عكس ذلك فهو مزيف ومقلد.
تقول الشاعرة: «إن عالمي – مثلاً - يختلف تماماً عن عالم حافظ الشيرازي أو سعدي حتى يختلف عن عالم أبي، طريقة تلقي الشاعر والقارئ في فهم مفاهيم عدة كالعشق والشجاعة والمعتقدات تختلف عن الأمس»، وتذكر مثالاً عن «مجنون» في الأدب: «إن مجنون هو أيقونة للعشق وفداء المحبوب في قصائد العصور الماضية»، اليوم – على حد رأيها – تغيرت هذه الرؤية، فبتحليل الأطباء النفسيين شخص «مجنون» مريض يجب أن يكون تحت سيطرة معاناة دائمة خاضعًا للعذاب غير ساع للحرية.
توفيت فروغ عام 1966 إثر حادث سيارة في أحد شوارع طهران.
و من أشعارها:
ربما الحياة
شارع طويل تمرّ منه امرأة كل يوم حاملةً سلة بيدها
وربما الحياة
حبل يعلّق به رجل نفسَه من الأغصان
الحياة ربما طفل يعود من المدرسة
أو عبور دائخ لعابر
يرفع قبعته
وبابتسامة عديمة المعنى يقول لعابر آخر:
"صباح الخير"
الحياة ربما تلك اللحظة المسدودة
التي تحطم فيها نظرتي نفسها في بؤبؤ عينيك
وثمة شعور في ذلك
سأمزجه باستيعاب القمر ودرك الظلام.