استجابات الناس بإزاء الأزمات والتهديدات الكبرى التي تواجه البلدان والمجتمعات، سواء أكانت ذات طبيعة إنسانية (اقتصادية – سياسية – اجتماعية) أم ذات منشأ حيوي وبيولوجيّ، كما هو الحال مع فيروس كورونا المستجد والمعروف علمياً باسم COVID-19.
وفي محاولة لالتقاط الفرصة الملازمة لحدث كورونا، قام مركز مداد بتصميم استبيان الكتروني يهدف إلى التعرّف على اتجاهات وآراء السوريين وكيفيات تفاعلهم مع الفيروس، وتأثيره في أنماط عيشهم وتفكيرهم والسلوكيات الفردية والجمعية التي ميّزت تعاطيهم مع المشكلة، وصولاً للتأثيرات والتبعات النفسية والمعيشية التي ألقت بظلالها على حياتهم. هذا، فضلاً عن معرفة مصادر معلوماتهم الطبية ودرجة تمثّلهم والتزامهم بإجراءات وقواعد التباعد الاجتماعي والحظر، وصولاً إلى درجة تقيدهم بقواعد النظافة والتعقيم وتجربتهم مع واقعة الحجر المنزلي وتغير نمط الحياة العادي والمألوف، وآرائهم وانطباعاتهم أخيراً في ما يتعلق بضرورة التعاون الدولي لمواجهة مثل هذه الجوائح والمخاطر وتصورهم للعالم ما بعد كورونا.
تم اختيار الاستبيان الإلكتروني كوسيلة لجمع البيانات والحصول على المعلومات اللازمة نظراً لخصائصه الإيجابية ومنها اختصار الوقت والكلفة والجهد، فضلاً عن إتاحته لكل الناس الراغبين في المشاركة، مع معرفتنا المسبقة بنقاط ضعفه وعيوبه مقارنةً مع البحث الميداني الواقعي الذي يتطلبُ فرقَ جمعِ بياناتٍ مدرّبة، ووقتاً ونفقاتٍ أعلى، إلا أنه يتيح إمكانية اختيار مفردات العينة بصورة أكثر تمثيلية للمجتمع الأصلي.
وعليه، تتوضح معاني ودلالات رصد استجابة السوريين لوباء كورونا المستجد ومخاطره، ذلك لأن الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومة، وعلى أهميتها، كانت ستبقى محدودة التأثير ما لم تلقَ استجابةً وتفاعلاً في تطبيقها من قبل الناس. فالوعي بخطورة الفيروس والتعامل معه بجدّية من قبل أفراد المجتمع بمبادرات فردية أو جمعية يصبح ضرورة لمحاصرة المرض والتهديد وهو الكفيل بالحيلولة دون انتشاره.
اعتمد البحث المنهج الوصفي في التعرف على استجابات السوريين لوباء كورونا ومخاطره وذلك باستخدام الاستبيان الإلكتروني، حيث تمّ جمع وتحليل معلومات عينة بلغت (1022) مفردة شملت المحافظات السورية كافة، وقد استمرت عملية جمع البيانات من 30-4-2020 وحتى 8-5-2020.
للإطلاع على نتائج الاستبيان أضغط هنـــــا