وما بين العزف وتدريسه علاقة متباينة رغم انتماء الاثنين للأجواء ذاتها وعن ذلك تقول الموسيقية لين في حديث لسانا: “أحب التدريس وأفرح كثيراً عندما أرى تطور أحد طلابي من مرحلة الطفولة والهواية حتى مرحلة التخرج كعازف متمكن وأجده من أهم إنجازاتي ومع ذلك فإني أفضل أكثر العزف على المسرح الذي يعبر عن شخصيتي بشكل أكمل إما التدريس فيبقى عندي أقرب للهواية”.
وحول واقع التعليم الموسيقي في سورية توضح لين أن الموسيقيين السوريين كانوا ومازالوا ذوي مستوى عال جداً في التدريس الموسيقي الأكاديمي لأنهم يعتمدون مناهج تدريس موسيقي احترافية سواء في معهد صلحي الوادي أو المعهد العالي للموسيقا اللذين تأسسا بوجود خبراء موسيقيين مهمين من روسيا.
ورغم إقرار لين بتأثر التعليم الموسيقي في سورية خلال السنوات العشر الماضية بسفر العديد من الكوادر إلى الخارج “لكننا استطعنا الحفاظ على مستوى التعليم الموسيقي الجيد في معاهدنا الموسيقية”.
ويتجسد استمرار النشاط الموسيقي بحسب لين خلال فترة الحرب عبر حفلات الفرق الموسيقية بمختلف أشكالها ومناسباتها في دار الأوبرا وبشكل ثابت تقريباً ايماناً من الموسيقيين بأهمية ما يقدمون كمساحة للفرح والراحة وإصراراً على أن العلم والموسيقا والحضارة لابد أن تنتصر على الجهل والإرهاب.
وحول تنوع توجه الفرق الموسيقية في الفترة الأخيرة أعادت لين ذلك إلى الاستجابة لتعدد شرائح الجمهور المتابع للنشاط الموسيقي إلا أنه مازالت هناك هوة بين الحفلات الموسيقية التي تقام في دار الأوبرا مع نسبة كبيرة من الجمهور السوري مع انتهاج الطابع المعاصر ليتماشى مع ميول المجتمع بعيداً عن رتابة الكلاسيكيات بهدف تحقيق الاقتراب من الجمهور المحلي بشكل أكبر.
وخلال الفترة الأخيرة المترافقة مع الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا قامت الموسيقية لين بمبادرة فردية منها تمثلت بنشر العديد من التسجيلات على صفحتها على الفيس بوك أثناء عزفها لعدد من المقطوعات الموسيقية المتنوعة على البيانو وعن ذلك تقول: “سعيت من خلال هذه المبادرة إلى التخفيف عن الناس والتفاعل معهم وخلق نوع من البهجة املا بتحقيق القليل من الترفيه الموسيقي وللتأكيد على البقاء في المنزل والتوعية لمكافحة انتشار فيروس كورونا إيمانا بأن لكل منا دوره من مكانه وضمن إمكانياته وبالقدر الذي يستطيعه”.
وتعبر الموسيقية لين عن تفاؤلها بمستقبل الثقافة والفن في سورية وتختم بالقول: “الموسيقا والفن بشكل عام أحد مقاييس حضارة الشعوب منذ القدم ونحن كشعب نحب الفن ونشجع عليه لذلك أتوقع أن السنوات القادمة ستحمل الكثير من التقدم بمختلف الصعد لأني مؤمنة بأن الجيل القادم المتعلم والمثقف سيكمل ما بدأناه”.
الموسيقية لين جناد درست في معهد صلحي الوادي للموسيقا وتخرجت منه عام 2003 وتابعت دراستها في المعهد العالي للموسيقا تحت إشراف الخبير فلاديمير زاريتسكي وتخرجت منه عام 2009 باختصاص العزف على البيانو بدرجة امتياز وأحيت عدة حفلات منفردة لآلة البيانو وشاركت بعدة حفلات مع فرق وتشكيلات مختلفة في داخل وخارج سورية وهي عازفة البيانو الرئيسية في عدة حفلات لأوركسترا ماري وشغلت رئيسة قسم البيانو في صلحي الوادي وحاليا هي أستاذة في المعهد العالي للموسيقا كما تحمل إجازة في اللغة الفرنسية من جامعة دمشق.