نعم, هو ربع الساعة الأخير من العدوان على سورية, سبع من السنوات الأكثر عجافاً ليس في تاريخ المنطقة بل العالم, والأكثر جاهلية وتخلفاً وبؤساً، لحد القول إنها سنوات العري العالمي, وفضح الأضاليل والمصطلحات التي تاجر بها الغرب ردحاً من الزمن, وما زال يفعل ذلك, لايخجل ما دام يجد أن القوة هي التي تقوده إلى حيث أطماعه ومغرياته, ولكنه في النهاية بعد هذا التيه كله, أمام الجدار الذي لايمكن اختراقه, وتحطيمه .
نجح لفترة ليست قصيرة باختراق الكثير من الحواجز، وقدم معطيات مزورة على الأرض، ومارس تضليله من على منابر أممية متعددة, يفترض أنها لصون السلم والأمن العالميين والدفاع عن شرعة حقوق الإنسان لكن الواقع كان يقول غير ذلك, فهي ليست إلا منصات للتضليل وممارسة التزييف واستلاب حقوق الآخرين, طوعاً، رغبة، إكراهاً, لايهمهم الأمر, المهم أن يمضي في ركابهم حيث يريدون, يصفق لكل ما يفعلونه .
هذا كله حصل وترسخ لفترة من الزمن ظن المعتدون أنها تجذرت، ويمكن لها أن تبقى إلى أبد الآبدين, لكنهم أمام جبروت وإرادة وبطولات وتضحيات الجيش السوري, وفعل الشعب المقاوم بكل ما لديه, أمام ذلك كانوا في حالة أخرى, ربما اعتقدوا أنها سوف تكسر بعد فترة من الزمن, ومع زيادة النزعة العدوانية, لكن الواقع قال غير هذا, زاد الثبات والصمود, واتضحت خيوط المؤامرة أكثر فأكثر، وبدا واضحاً وجلياً لكل ذي عقل وقلب أن الأمر ليس كما حاولوا أن يصوروه, الفعل المتجذر عند السوريين, فعل المقاومة, والقدرة على كشف الزيف, وبطولات لن يجود التاريخ بمثلها, غيّرت العالم كله, أضف إلى ذلك القدرة على نقل الرسالة إلى العالم, والصرخة السورية المزودة بالحقائق والوقائع ومن على منصة مجلس الأمن ومنابر الأمم المتحدة, كانت الفعل الآخر الذي زاد قوة وبلاغة بانتصارات الميدان السوري, وليس في سورية وحدها تغيرت الأحوال والوقائع، بل في الكثير من دول العالم, كان الصوت السوري مسموعاً وواضحاً وجلياً, الجميع ينصت لما يقوله, والعدو قبل الصديق, لأنه يعرف أن المعادلة تغيّرت, وأن سورية إذا قالت فعلت, وإذا وعدت وفت, الصوت السوري من الميدان العسكري إلى الفعل السياسي راسخ بقوة الفعل والعطاء.