تداعيات سلبية اقتصادية وتجارية كبيرة لحقت بالعديد من دول العالم جراء الحرب التجارية التي افتعلتها الولايات المتحدة ضد الصين وعدد من الدول الأخرى وذلك عقب فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جائرة على واردات وبضائع من الصين تصل قيمتها إلى 250 مليار دولار وفي محاولة لاحتواء هذه التداعيات عقدت عدة جولات من المحادثات بين واشنطن وبكين.
واليوم تقترب الصين والولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى من التوصل ل
اتفاق ثنائي ينعش الآمال في إطفاء فتيل تلك الحرب عقب الجولة الأخيرة من المحادثات التجارية والتي انتهت أمس بإعلان الجانبين عن تحقيق تقدم كبير في موضوعات محددة مثل نقل التكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية والعوائق التجارية غير المتعلقة بالرسوم وقطاع الخدمات والزراعة وأسعار صرف العملات فيما أعلن ترامب في الوقت ذاته في تغريدة على تويتر تأجيل زيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية كانت مقررة في الأول من آذار المقبل ما يعكس الأجواء الإيجابية التي سادت خلال المحادثات.
الصين أعلنت مرارا عدم رغبتها في
الحرب التجارية مع أمريكا كما أبدت في كل جولات المحادثات التجارية الست السابقة استعدادها وجديتها لإيجاد الحلول للقضايا الخلافية بين الجانبين حرصا منها على استقرار الاقتصاد العالمي كما كانت النوايا الحسنة والجهود العملية التي بذلتها عاملا رئيسيا لتحقيق التفاهم مع الولايات المتحدة وخاصة بعد قمة الرئيسين الصيني شي جين بينغ ونظيره الامريكي على هامش قمة مجموعة العشرين في الإرجنتين في كانون الأول الماضي والتي تمخضت عن التوقيع على تفاهم يقضي بوقف تطبيق رسوم جمركية جديدة لمدة 90 يوما للسماح بتكثيف المحادثات بين البلدين.
إدارة ترامب كانت فرضت رسوماً جمركية العام الماضي على البضائع الصينية بقيمة 250 مليار دولار ودخلت حيز التطبيق في تموز وايلول الماضيين فيما ردت بكين على الفور بتطبيق رسوم جمركية مماثلة على واردات من المنتجات الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار لتتسع بذلك دائرة حرب تجارية اشعلها ترامب نفسه بحجة حماية الإنتاج الأمريكي.
الإدارة الأمريكية لم تكتف بافتعال
الحرب التجارية مع الصين بل وسعتها لتشمل دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك واستراليا وغيرها حيث فرض ترامب في سياق تلك السياسات رسوما بنسبة 25 بالمئة و10 بالمئة على واردات بلاده من منتجات الصلب والالمنيوم من تلك الدول متذرعا بحماية إنتاج شركات بلاده من هاتين المادتين وهو ما أثار مخاوف جدية من تأثيرات ذلك على الاقتصاد العالمي والأسواق العالمية.
مجلة نيوزويك الأمريكية ذكرت في وقت سابق أن
الحرب التجارية بين امريكا والصين اللتين تمتلكان أكبر اقتصادين في العالم لا فائز فيها وكلفت كل دولة نحو9ر2 مليار دولار في عام 2018 فيما يرى مراقبون أن هذه
الحرب التجارية إن استمرت فإنها ستقود إلى انعكاسات خطيرة على الاقتصاد العالمي وستؤثر بشكل كبير على الأسواق في العالم.