وسرى الحماس بين أنامل مانوكيان التي تراقصت برشاقة على مفاتيح البيانو ونثرت البهجة بين الجمهور، خلال الحفل الذي أقيم بتنظيم من شركة زوما.
“عندما أدخل إلى سورية.. ومنذ اللحظة الأولى.. ينتابني ذات شعوري حين أدخل بلدي لبنان” هكذا كون مانوكيان مع جمهوره أجواء عائلية صادقة وخصهم بأغنية (حلوة يا بلدي) وباح لهم بين البرهة والأخرى بأسراره وما يجول في خاطره، وعرفهم على عائلته ورفاق حفلاته، وقص عليهم حكاياته قبل كل أغنية طبعت طفولته ومراهقته إلى أن أصبح أباً، وروى تفاصيل صغيرة جمعته بابنته الوحيدة وشرع بعدها يغني أغنية فيروز (قمرة ياقمرة).
وأمتع مانوكيان جمهوره بأغنيات حفظوها واعتبرها مشتركة بين لبنان وسورية وحفرت درب الخلود في الأذهان، فبدأها بأغنية (ليلتنا من ليالي العمر) للمطربة ماجدة الرومي، ووصلها بأغنية (طلوا حبابنا طلوا) للكبير وديع الصافي، ومقطوعة للفنان زكي ناصيف (نقيلي أحلى زهرة) و(طلعت يا محلا نورها) للسيد درويش و(مش وقتك يا هوا) لغسان صليبا، ومن الفولكلور العراقي (مالي شغل بالسوق).
وتتابعت الأغاني المتنوعة التي تنتمي لأجيال فنية متباينة، فحضرت أغنية أم كلثوم (ألف ليلة وليلة) بأسلوب استثنائي ربط بين اللحن الشرقي والموسيقا المعاصرة التي تضج بإيقاعات سريعة، وانتقل إلى أغنية (سلم عليها يا هوى) و(موعدنا أرضك يا بلدنا) للراحل ملحم بركات، و(ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي) للفنانة ماجدة الرومي، إلى أغنية (وحشاني الدنيا ببلدي) للمطربة كارول سماحة.
وحين اقترب الحفل من نهايته روى مانوكيان أن أول شريط مسجل اقتناه كان للفنانة وردة الجزائرية، وغنى بعدها أغنية الألبوم (بتونس بيك) وأطرب الحضور بأغنية (عندك بحرية) إضافة لأغنية (ع العين موليتين) للفنانة سميرة توفيق.
وكان للسيدة فيروز والرحابنة نصيب وفير، فأشعل المسرح بأغنية (كان عنا طاحون)، وختم الحفل بأغنية (نسم علينا الهوى).
يذكر أن غي مانوكيان واحد من أشهر الموسيقيين اللبنانيين، وبدأ العزف على البيانو قبل أن يكمل الرابعة من عمره، حيث تدرب على أيدي أفضل معلمي الموسيقى في لبنان، وعند بلوغه السادسة حل ضيفاً للمرة الأولى على شاشة التلفزيون اللبناني، وبعدها بعام واحد قدم حفلاً في القصر الرئاسي، ولم يكد يبلغ الثامنة حتى فاز بأول جائزة في حياته عن مقطوعة من تأليفه، وعلى مدار دراسته الابتدائية التحق بالنشاط الموسيقي، حيث دأب على المشاركة في حفلات المدرسة، وفي سن السادسة عشرة قدم منفرداً أولى حفلاته الموسيقية، وفي العام 1997 أصبح عازفاً محترفاً.
أما نقطة التحول في مسيرته فحدثت عندما بدأ يدمج الموسيقى الشرقية مع الغربية ويوزعها بأحدث الأساليب المعاصرة.
ووصل مانوكيان إلى العالمية من خلال موسيقاه، حيث أحيا على مدى مسيرته الفنية التي تزيد على أربعة عقود حفلات في أكبر عواصم وبلدان العالم، كما تعاون مع أكبر النجوم والفرق العالمية في مجال الموسيقى.