وقالت المصادر إن المقر الذي وقع فيه الانفجار هو أحد المقرات المخصصة لتعديل القذائف الصاروخية وتذخيرها بالمواد الكيميائية السامة، مشيرة إلى أن الانفجار أدى إلى نسف المقر بشكل كامل، وانتشار رائحة كيميائية غريبة في المنطقة.
وأكدت المصادر أن عناصر الخوذ البيضاء الذين توجهوا على الفور إلى موقع التفجير تمكنوا من انتشال ستة جثث وثلاثة مصابين من تحت أنقاض المقر الذي ذكرت صفحات موالية لهيئة تحرير الشام على وسائل التواصل الاجتماعي أنه كان "مستودعا مخصصا للأدوية الكيميائية" يحمل اسم مستودعات الخليل.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت في مؤتمر صحفى الخميس أن "الارهابيين جنبا الى جنب مع جماعة الخوذ البيضاء يستعدون لاستفزازات أخرى بهدف اتهام الحكومة الشرعية في سوريا باستخدام المواد السامة"، مشيرة الى اجراء تدريبات مشتركة حول تغطية الاحداث في وسائل إعلامية إضافة إلى تمارين عملية على التخلص من عواقب استخدام المواد السامة.
كما أعلنت زاخاروفا منتصف شهر مارس آذار الماضي أن موسكو تراقب الوضع في إدلب عن كثب، لافتة إلى أن هناك معطيات تشير إلى أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" يحضرون لـ"مسرحية" هجوم كيميائي وأن الإرهابيين الناشطين هناك (هيئة تحرير الشام) من حلفاء "النصرة" لا يتوقفون عن الاستفزازات ضد القوات الحكومية".
وتابعت: "تم تسجيل 460 حادثة منذ بداية العام وضحايا هذه الاستفزازات 30 شخصا و100 مصاب".
وأضافت:
ومما يثير القلق الشديد التقارير الجديدة التي تفيد بأن مقاتلي هيئة تحرير الشام، بمساعدة "الخوذ البيضاء"، يجهزون "مسرحية" جديدة باستخدام المواد السامة ليلقوا فيما بعد مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية على عاتق القوات الحكومية.
وكشفت العديد من الوثائق التى عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الارهاب حيث تعمل (الخوذ البيضاء) ارتباطها العضوي بالتنظيمات الارهابية ودعمها لها وخصوصا (جبهة النصرة) بالتحضير والترويج لاستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق مرات عدة، وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش العربي السوري.
وكان مسلحو تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي شنوا هجوما بالغازات السامة شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي على حي الخالدية بحلب شمال سوريا ما أدى لإصابة نحو 100 مدني بحالات اختناق.
ورجح مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا الدكتور زاهر حجو في تصريح أن يكون الغاز المستخدم في الهجوم الإرهابي هو غاز الكلور، وهذا ما يبدو واضحا من الأعراض الظاهرة على المصابين من سيلان الأنف وتخريش العيون والإقياء وانخفاض ضغط الدم.
ولفت الدكتور حجو إلى أن حدة الإصابات تراوح بين الخفيفة إلى المتوسطة نافيا وقوع أي وفيات بين صفوف المصابين.
وقامت هيئة تحرير الشام بالاشتراك مع الفصائل الموالية لها، ومع تنظيم الخوذ البيضاء، بنشر عبوات "الكلور والسارين" على جبهات المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، وفي ريف إدلب الشمالي الشرقي عند الحدود الإدارية مع محافظة حلب، وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، من خلال تسليمها هذا السلاح لتنظيمات داعش و"فرخه" أنصار التوحيد، والحزب الإسلامي التركستاني، ولواء صقور الغاب، وغيرها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في الـ 29 من الشهر الماضي تلقي معلومات تفيد بوصول عملاء من المخابرات الفرنسية والبلجيكية الى محافظة ادلب للتحضير لاستفزاز باستخدام مواد كيميائية سامة والتقائهم مع متزعمين ميدانيين من تنظيمى جبهة النصرة وما يسمى (حراس الدين) وممثلى تنظيم (الخوذ البيضاء) الارهابيين لتنسيق كيفية تنفيذ تمثيلية كيميائية جديدة.