وخلال كلمة متلفزة ألقاها الرئیس روحاني الیوم الاربعاء اشار الى قرار التوقف عن العمل ببعض التعهدات المدرجة في الاتفاق النووي وقال، انه وفقا لقرار المجلس الاعلى للامن القومي اليوم، قمت بارسال 5 رسائل الى رؤساء الدول الخمس المتبقية في الاتفاق النووي.
واضاف، لقد اعلنا في هذه الرسائل باننا صبرنا عاما حسب توصياتكم، وان صبرنا هذا يعد قوة وطنية ومعنوية وطنية كبرى في التاريخ، فمثلما مقاومتنا تاريخية ومثلما دبلوماسيتنا تاريخية فان صبرنا استراتيجي ايضا، لقد صبرنا عاما ونفذنا جميع تعهداتنا.
وتابع الرئيس روحاني، اننا لا نريد اليوم الخروج من الاتفاق النووي، فليعلم شعبنا والعالم كله بان اليوم ليس نهاية الاتفاق النووي بل هو يوم خطوة جديدة في الاتفاق النووي وطبقا للاتفاق النووي وفي اطار الاتفاق النووي.
وقال، ان الاتفاق النووي اعطانا الحق في البنود 24 و 26 و 36 ، بانه فيما لو نقض الطرف الاخر تعهده ان نقوم نحن بطرحه في اللجنة المشتركة وحددنا جدولة زمنية قد تجاوزناها.
وقال الرئيس روحاني، لقد عقدت اللجنة المشتركة سواء على مستوى الوزراء او مساعدي الوزراء، وللاسف رغم ان الاوروبيين واصدقاءنا اكدوا مرارا بانهم سيقومون بالتعويض عن خروج اميركا من الاتفاق النووي بصورة ما وسيعملون بتعهداتهم لكننا لم نشهد ذلك على المستوى العملي.
وتابع قائلا، لقد اعلنا اليوم لرؤساء الدول الخمس باننا سوف نتوقف عن تنفيذ الاجرائين اللذين كنا نقوم بهما، وهذان الاجراءان بعبارة بسيطة هما في الواقع عمليتا بيع، اي انه كلما تجاوزت موادنا المخصبة 300 كغم نقوم ببيع الفائض لدولة اخرى ونتسلم الكعكة الصفراء بدلا عنه.
واضاف، ان عملية البيع الثانية هي بيع الماء الثقيل، اي ان نبيع الفائض كلما زاد عن 130 كغم، لذا فاننا توقفنا من اليوم عن عمليتي البيع هذه وهما اليورانيوم المخصب الفائض والماء الثقيل الفائض.
واوضح بان هذا الاعلان هو لفترة 60 يوما، وقد اعلنا للطرف الاخر بانه لو جاءت الدول الخمس للتفاوض معنا وتوصلنا الى نتيجة وحققنا مصالحنا الرئيسية خاصة بيع النفط والبنك كمصدرين من مصادرنا المهمة فاننا سنعود لنقطة البداية.
وقال الرئيس روحاني، انه لو لم نصل الى نتيجة معهم في غضون 60 يوما فاننا سنبدا في تنفيذ اجرائين اخرين؛ الاول سوف لن نلتزم بنسبة التخصيب المتفق عليها وهي 3.67 بالمائة اي انه سوف لن تكون لنا نسبة محددة للتخصيب ، والثاني انه كان من المقرر تحديث مفاعل اراك للماء الثقيل بمشاركة دول "5+1" في اطار الاتفاق النووي ، الا اننا وبعد 60 يوما سنتخذ القرار لمواصلة برنامجنا الذي كان لنا قبل الاتفاق النووي.
واشار الى انه سيتم منح فرصة 60 يوما وفيما لو لم نصل الى نتيجة سنتخذ الاجراء اللاحق وقال، لقد قلنا صراحة للدول الخمس بانهم لو ارادوا اختلاق الذرائع بسبب هذه الخطوة واعادوا ملف ايران الى مجلس الامن الدولي فانهم سيواجهون اجراء حازما جدا ، وقد اوضحت لرؤساء الدول الخمس كيفية هذا الاجراء.
واكد الرئيس روحاني بان ايران لم تخرج من الاتفاق النووي بل خفضت تعهداتها باعتبار ان هذا الامر حق لها وفق البندين 26 و 36 من الاتفاق النووي في حال عدم التزام الطرف الاخر بتعهداته واضاف، اننا وبلغة بسيطة شعرنا بان الاتفاق النووي بحاجة الى عملية جراحية وان الاقراص المسكنة خلال العام الاخير لم تكن كافية ، وهي في الحقيقة عملية جراحية لانقاذ الاتفاق النووي وليس لتقويضه ، وانني اعتقد بانه لو تحرك الشعب والدولة متلاحمين في هذا المسار فان العالم سيستلم رسالة الشعب الايراني جيدا.
واكد الرئيس الايراني، نحن مازلنا رجال سلام، ومازلنا رجال اعتدال، لم نكن البادئين بنقض التعهدات ، ولن نكون البادئين باي حرب، لكننا لم ولن نرضخ للغطرسة وسنرد بحزم على اي معتد، هذه هي ثقافتنا نحن الايرانيين، وهو طريق النبي الاكرم (ص) والائمة وطريق شهدائنا.
واضاف، انني اعلن هنا للدول الصديقة لنا والدول الخمس المتبقية في الاتفاق النووي باننا جاهزون للتفاوض في اطار الاتفاق النووي، بلا زيادة او نقصان.
*دور ايران في امن المنطقة
وذكّر الرئيس روحاني الاطراف الاخرى في الاتفاق النووي بدور ايران في امن المنطقة؛ من الخليج الفارسي الى الشرق الاوسط، ومن بحر قزوين الى البحر الاحمر، و"تدركون مستوى دور ايران في مكافحة الارهاب في المنطقة ولو لم يكن دورنا لكان الارهاب يصول ويجول في عواصم الدول الاوروبية".
كما نوه الرئيس روحاني بدور ايران في احتضان ملايين المهاجرين الذين كان من الممكن ان يتجهوا نحو اوروبا، فضلا عن جهود ايران في مكافحة المخدرات حيث قدمت في هذا السبيل اكثر من 4 آلاف شهيد كي لا تعبر المخدرات الحدود نحو اوروبا.
وخاطب الاوروبيين، انكم تعلمون بان هذه الاجراءات بحاجة الى مليارات الدولارات لا يمكننا تغطيتها في ضوء الظروف التي اختلقتها اميركا.
*يريدون ان يكونوا تحت ظل الاتفاق النووي على ان ندفع نحن الثمن فقط
واعتبر الرئيس روحاني الاتفاق النووي بانه اتفاق يخدم الامن والسلام والتنمية في المنطقة وعلى الجميع ان يدفع الثمن وليس نحن فقط، واضاف مخاطبا الاوروبيين، ان هنالك مسؤوليات ملقاة على عاتقكم للحفاظ على امنكم وشبابكم امام المخدرات وتدفق المهاجرين ومجالات التعاون الاخرى التي كانت ايران تقوم بها لغاية الان، وفيما لو استمر الحال على هذا المنوال فان هذا التعاون سيتوقف.
*الاتفاق النووي ، إما "الجميع رابح" وإما "الجميع خاسر"
وقال الرئيس الايراني، ان طريقنا اليوم ليس المواجهة او الحرب مع العالم بل طريق الدبلوماسية مع لغة ومنطق جديد، لقد قلت منذ اليوم الاول واكرر بان الاتفاق النووي هو اتفاق على قاعدة "الجميع رابح" ولن نسمح لاميركا بان تحول هذا الاتفاق الى اتفاق يكون احد طرفيه رابحا والطرف الاخر خاسرا بل اما "الجميع رابح" واما "الجميع خاسر" ، داعيا الاوروبين كي لا ينخدعوا باميركا.