وجمع المعرض العديد من الأعمال والتجارب الخاصة للراحل، والتي تنوعت ما بين الغرافيك والطباعة على الحجر والمعدن والخشب وفن الكولاج الحديث، مزينة أروقة المركز بالألوان الأبيض والأسود والبني وبالحبر المتناثر على الورق، والزخارف المحفورة على الخشب والنحاس.
كما جسدت لوحات أخرى الطبيعة الريفية بمكنوناتها وعناصرها على لوحات الكولاج الملون، لتختصر مسيرة فنية مشبعة بالدراسات الأكاديمية وتجارب أغنت الحياة التشكيلية السورية.
خلاصة تلك التجارب قدمت في المعرض كتحية محبة لروح الفنان التشكيلي الراحل عبد الكريم فرج بمناسبة ذكرى رحيله الأولى، هذا ما أوضحته مديرة المركز الثقافي العربي الفنانة التشكيلية رباب أحمد في تصريح لمراسلة سانا، مشيرة إلى أن المعرض يهدف إلى تعريف الجمهور وخاصة الجيل الجديد على ذلك الإرث الثقافي الغني، والذي تفرد في مزج الخامات التشكيلية على سطح اللوحة الواحدة.
وأكد أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أن المعرض هو رؤية داعمة لفن الحفر على الخشب والمعادن والورق، وفن الكولاج الذي تميزت به لوحات الراحل الكبير، والتي تشكل كنزاً فنياً يثري الحركة التشكيلية ويعرف الجيل الشاب بأساليب مبتكرة للمزج بين اختصاصات متنوعة من فنون الحفر والغرافيك، ويقدمها لأوسع شريحة مجتمعية ممكنة لتنغرس في الذاكرة التشكيلية السورية.
أما الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم فرأى أن الراحل خسارة لا تعوض في الحركة التشكيلية السورية، وأن منجزه الثقافي مؤثر لما قدمه من أعمال متعددة، إضافة إلى أنه أستاذ مخضرم في كلية الفنون الجميلة وأغنى المكتبة العلمية للفن التشكيلي السوري بأبحاثه ودراساته، ناهيك عن كونه كاتباً له كتب وترجمات وأبحاث ونقد ودراسات نشرت في عدد من الصحف والمجلات، وله تجربة فريدة في مجال التصوير.
وأوضح الفنان التشكيلي نشأت الزعبي أن تجربة الدكتور الراحل بدأت من بيئته الريفية في السويداء، التي كان يعشقها حتى صنع من روحها لوحات طباعية مليئة بالحوار اللوني ما بين الأبيض والأسود، والتي شحنت بوسائل استخلصها بحدسه من قريته ومكوناتها البازلتية الصماء، حيث فجر ضمن الأسود ألواناً زاهية، ترجم فيها شهيته اللونية باستخدامه قطع القماش الملون في لوحات الكولاج، كما عبر عن مكنونات نفسه بطريقة معاصرة مزجت ما بين ارتباطه بأرضه ومواكبته للحداثة، وهو ما أعطاها الغنى والتنوع.
ما بين القديم والمعاصر تباينت الألوان في لوحاته فطغى الأبيض والأسود والبني في السبعينيات والثمانينات، وتراقصت الألوان في زمن المعاصرة ما بعد عام 2004 عبر مشروعه بفن الكولاج، هذا ما بينته ابنة أخت الراحل مي فرج، مشيرة إلى أنه كان بالنسبة لها القدوة والمثل الأعلى.
يذكر أن المعرض مستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي.