ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن هندرسون قوله في نص التقييم الهندسي حول مزاعم استخدام الكيميائي في سورية إن “الاختبارات التي تم إجراؤها في موقعين للحادث إلى جانب التحليل اللاحق تشير إلى أنه من المحتمل أن تكون الأسطوانات الكيميائية قد وضعت على الأرض ولم تسقط من الهواء” وهذا ما يدحض كليا تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ويشير التقرير الذي أعده مجموعة من الخبراء بقيادة هندرسون إلى أنهم أجروا سلسلة من الاختبارات التي تحاكي الموقف وخلصوا إلى أنه في إحدى الحالات المزعومة لا تتطابق آثار الهجوم الكيميائي مع حجم التأثير المزعوم والذي كان من المفترض أن تكون فيه مادة سامة مع تلف السقف الخرساني في مكان الحادث.
كما أوضح التقرير ان تحليل المكان الثاني حيث تم العثور على حاوية فيها غاز على سرير في أحد المباني أظهر أن “صمام الأسطوانة ظل على حاله وهو أمر مستحيل عند اصطدامه بالسقف”.
كما بين التقرير أنه في هذه المرحلة لا يمكن للمجموعة الفرعية الهندسية التابعة لبعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التأكد من أن الأسطوانات الموجودة في موقع الحادث قد أسقطت من الجو وأن حجم وخصائص وظهور الأسطوانات والمشهد لا تتوافق مع ما كان الخبراء يتوقعونه حول معرفة ما إذا كانت الاسطوانات سقطت من الجو.
وكانت الصحفية الاسترالية المستقلة كاتلين جونستون كشفت على مدونتها على الانترنت الدور الذى لعبته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في التكتم على تقرير لخبراء مهندسين اكتشفوا بأن العبوات التي تحوى المواد الكيميائية “لم تلق من الجو” وهو ما يفند الاتهامات التي سيقت للجيش بشن هجوم كيميائي ويشير بوضوح إلى مسؤولية التنظيمات الإرهابية عن ذلك.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسام الصباغ خلال مؤتمر صحفي نظمته البعثة الروسية في لاهاي في آذار الماضي أن التقرير النهائي لبعثة تقصي الحقائق بشأن ادعاء استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما يوم السابع من نيسان 2018 تضمن تحريفا خطيرا للحقائق على الأرض والكثير من التناقضات وعدم الاتساق مشيرا إلى التسييس الواضح الذي ظهر في التقرير من خلال بعض الإيحاءات ضد الحكومة السورية في الوقت الذي أهمل تماما دور منظمة “الخوذ البيضاء” ذراع “جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي لعبت دورا في تطبيق أجندة الدول التي وقفت وراء الحرب ضد سورية.
يذكر أن تحقيقات نشرها مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ريام دالاتي في شباط الماضي واستغرقت أشهرا حول المشاهد التي قيل إنها صورت في مستشفى مدينة دوما بالغوطة الشرقية يوم الهجوم الكيميائي المزعوم أثبتت أنها “مجرد مسرحية” موضحا أن كل ما قيل حول هجوم باستخدام السارين في دوما كان مفبركا “كي يكون لديه أكبر قدر ممكن من التأثير” وأنه توصل إلى ذلك استناداً إلى مقابلات مع نشطاء وعناصر مما يسمى “الخوذ البيضاء” وسكان في المنطقة.