نشأ محمد العابد في دمشق، وتعلم القراءة والكتابة في معاهدها الابتدائية ثم انتقل إلى ليكمل دراسته في بيروت، وبعد أن نال شهادتها انتقل إلى الأستانة لاحقاً بأسرته، فدخل مدرسة غلطة سراي، ثم أُرسل إلى باريس فدخل كلية الحقوق ونال شهادتها. عاد إلى الأستانة فعُين في قلم المستشار القضائي لوزارة الخارجية. ثم درس أصول الفقه الإسلامي بعدما درس الفقه الروماني والتشريع الأوروبي، وظل يتدرج في مناصب وزارة الخارجية بفضل نفوذ والده وقربه من السلطان حتى عُين سنة1908م وزيراً مفوضاً للدولة العثمانية في واشنطن، فقصدها مع زوجته وأولاده.
لم تطل إقامة محمد علي العابد في واشنطن، بل اضطر أن يغاد
ها على أثر إعلان الدستور العثماني يوم 23 تموز عام 1908م، وفرار والده من الأستانة بباخرة خاصة خوفاً من فتك الشعب به، وشعر محمد علي وهو في واشنطن بما شعر به والده من الخوف من الأستانة فغادرها سراً، ومنها قصد كاليفورنيا وركب البحر متخفياً وانضم إلى والده وظلا يتنقلان مع أسرتيهما بين سويسرا انجلترا ومصر حتى وضعت الحرب العالمية أوزارها، فقدما مصر وفيها توفي والده.
انتقل محمد علي إلى دمشق في صيف 1920م بعدما تم للفرنسيين الاستيلاء عليها، ولما أنشأ الجنرال غورو الاتحاد السوري سنة 1922م عينه وزير مالية له، فظل في هذا المنصب نحو سنة ثم غادره لإلغائه.
أجاد العابد عدا لغته العربية اللغتين التركية والفرنسية إجادة تامة، وهو محيط بتاريخ الأدب الفرنسي وبالعلوم الاقتصادية فلا يكاد يفوته الإطلاع على شيء، يكتب في جميع هذه العلوم تقريباً. وكذلك فهو يفهم الإنجليزية والفارسية ويستطيع التفاهم بهما.
انتخب محمد علي العابد في 30 نيسان 1932م نائباً عن دمشق بصفته أحد مرشحي السلطة الفرنسية وفي يوم 11حزيران من السنة نفسها انتخب رئيساً للجمهورية السورية وقد تميز عهده بخضوع الدولة للسلطات الفرنسية، حيث كانت الإرادة الشعبية والوطنية مغيبة.
ظل محمد علي العابد رئيساً للجمهورية السورية حتى عام 1936م حيث استقال ثم غادر البلاد إلى باريس.
توفي في عام ذ1939م فنقل جثمانه إلى دمشق. وقد استمر في منصبه رئيساً للجمهورية أربع سنوات وست أشهر وعشرة أيام.