وتحرص الأوركسترا التي جمعت عازفي الآلات النفخية في سورية على محبة تلك الآلات وشغفهم بالتعريف عنها بأسلوب معاصر على تقديم مضمون يجذب أنظار الجمهور إليها ضمن قوالب موسيقية جديدة.

وقدمت الأوركسترا بقيادة الموسيقي إيهاب القطيش في الأمسية باقة من المؤلفات العالمية برفقة كل من عازف الكلارينيت باسم صالحة وعازف الساز هوشنك حبش حيث حاكى العرض أشكالا موسيقية تقدم في العالم من خلال العديد من التشكيلات المميزة.

وبدأت الأمسية على إيقاع سنونتاريني رائعة الموسيقار اليوناني العالمي ياني وعلى أنغام آلة الكلارينيت عاد الجمهور لعام 1999 حين ألف الموسقي التركي عمر فاروق “أحبك”.

وتتالت بعدها المعزوفات وحملت الحضور على متن رحلة بين اليونان وتركيا وتمحورت حول الموسيقا التقليدية والرقصات الغجرية لشعوب جنوب شرق أوروبا وتحديداً البلقان بمشاركتين لآلة الساز التي ألقت نظرة عميقة على العلاقة بين الشعوب وموسيقاهم وقدرتها على مد الجسور بين الثقافات المختلفة.

وقدمت الأوركسترا “أهزوجة” من تأليف وألحان عازف العود كنان أدناوي واختتمت بتوليفة ألحان مميزة من سورية وبلاد الشام التي أثارت الحماس في نفوس الحاضرين وأضفت أجواء من الفرح.

وفي تصريح لـ سانا لفت الموسيقي إيهاب القطيش إلى أن الموسيقا البلقانية التي ميزت العيد الرابع للأوركسترا تعزف للمرة الأولى في سورية وثمن الجهود الاستثنائية التي بذلها عازفوا الآلات النفخية الذين يثبتون دائماً قدرتهم على التلوين في أنماط الموسيقا العالمية والعزف على آلات خارج سياق الثقافة العربية.

عازف الكلارينت باسم صالحة أشار إلى أنه حل على الأوركسترا ضيفاً وقدم برفقتهم ثلاث مقطوعات الأولى تركية والأخرى من التراث الأرمني فيها الكثير من التنوعات التي تظهر براعة العازف وتمكنه من التنقل بين النغمات بخفة ورشاقة أما الأخيرة كانت من خلال الميدلي التراثي الشرقي.

الدمج بين الساز والآلات النفخية شكل توليفة فريدة من نوعها في سورية هكذا عبر عازف آلة الساز الدكتور هوشنك حبش عن سعادته بمشاركة أوركسترا النفخيات السورية احتفالية عيدها الرابع آملاً بمزيد من التجارب النوعية التي توضح ماهية هذه الآلة وقدرتها على التناغم مع ألوان الموسيقا كافةً.