وفقا للمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي (AMNH)، يُطلق على المجرة اسم "ميلكي واي" وهي ترجمة للتعبير الإغريقي (Galaxias Kiklos) الذي يعني الدائرة اللبنية.
ويذكر موقع "سبيس" (Space)، أن هذا الاسم جاء بسبب مظهر المجرة الأبيض اللبني الظاهر الذي يمتد عبر سماء الليل.
أما بالنسبة للتسمية العربية "درب التبانة"، فقد جاءت نتيجة تشبيه المجرة بطريق أبيض من التبن مثل الذي تسقطه المواشي خلفها أثناء حمله على ظهرها، وبالتالي يظهر أثره على الأرض كأذرع ملتوية تشبه أذرع المجرة.
في ذلك الوقت لم يكن أحد يعرف أن ما يشاهدوه في سماء الليل المظلمة هو خصلة من ملايين النجوم المنفصلة التي تشكل جزءا ضئيلا من المجرة التي يوجد بها نظامنا الشمسي.
مجرة درب التبانة
يقدر عمر مجرة درب التبانة بـ13.2 مليار سنة، وهي واحدة من مليارات المجرات الموجودة في الكون المعروف. وقد تكون المجرات الأخرى أكبر وأقدم إلا أن مجرة درب التبانة فتنت البشر منذ فترة طويلة، وقد تم التعرف عليها من قبل علماء الفلك منذ آلاف السنين ووضعتها الحضارات القديمة في أساطيرها.
ووفقا لموقع "لايف ساينس" (Live Science)، يبلغ قطر مجرتنا 100 ألف سنة ضوئية، ويُعتقد أنها تحتوي على 100 مليار نجم على الأقل وربما 400 مليار أو أكثر. وهي مجرة حلزونية تحتوي على 4 أذرع رئيسية. وتقع شمسنا ونظامنا الشمسي على هيكل صغير يعرف باسم ذراع الجبار، على بُعد حوالي 26 ألف سنة ضوئية من مركز درب التبانة.
ولكن كيف ومتى حصلت هذه المجرة على اسمها؟
يقول ماثيو ستانلي، أستاذ تاريخ العلوم بجامعة نيويورك لموقع "لايف ساينس" العلمي إنه ليس من الواضح بالضبط متى ظهر الاسم. ولكن يمكن إرجاع الإشارات المبكرة لمجرة درب التبانة إلى الإغريق القدماء (800 قبل الميلاد إلى 500 قبل الميلاد).
يقول ستانلي "كان المصطلح شائع الاستخدام في علم الفلك الغربي منذ 2500 عام"، في إشارة إلى مراقبي النجوم في الدول الأوروبية، لذا لا توجد طريقة لمعرفة من صاغها وكيف نشأت. إنها أحد تلك المصطلحات القديمة جدا لدرجة أن أصلها أصبح الآن منسيا بشكل عام.
وأضاف ستانلي أن مجرة درب التبانة قدمت لعلماء الفلك الجذر اليوناني للمصطلح الفلكي "مجرة"، وتعني كلمة (Galactos) حرفيا "الشيء اللبني في السماء".
وعلى الرغم من أن علماء الفلك الأوائل ربما لاحظوا مجرة درب التبانة، فإنهم لم يعرفوا ماهيتها حتى وجه عالم الفلك الإيطالي غاليليو غاليلي تلسكوبه إلى السماء عام 1609، واكتشف أن بعض سحب الغبار الكوني المحيرة التي لاحظها الجميع من قبل تتكون من نجوم متقاربة معا.
كيف تتم تسمية المجرات؟
يقدر العلماء وجود 100 مليار إلى 200 مليار مجرة في الكون المعروف، لذا سيكون من الصعب الحصول على أسماء وصفية مثل أندروميدا ودرب التبانة وغيرهما لكل منها، لذا تتم تسمية الغالبية العظمى من المجرات برقم يتبعه حرف أو أكثر مثل "M51″ و"GN-z11″ و"IOK-1". وقد تشير الأرقام التي تلي تسمية الحروف إما إلى الترتيب في القائمة أو موقع المجرة بالسماء.
ويذكر موقع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنه بالنسبة للمجرات التي يتم منحها أسماء وصفية مثل "أندروميدا" فهي عادة ما تكون مميزة بشكل خاص في الموقع أو المظهر.
وقد تم تسمية معظم المجرات في القائمة التي وضعها عالم الفلك تشارلز ميسييه، وهي من بين الأقدم في مجال رصد الأجسام في السماء، فقد كان ميسييه يبحث عن المذنبات في القرن الـ18 الميلادي، لكنه استمر في العثور على أشياء أخرى غير المذنبات تبدو غامضة لذا أنشأ فهرسا لهذه الأشياء وسرد مواقعها حتى لا ينخدع مرة أخرى ويظن أنها مذنبات.
وتم تحديد عدد من الأجسام الغامضة التي رصدها ميسييه على أنها مجرات في وقت لاحق. ومع ذلك فإن نظام الفهرسة الذي وضعه ميسييه اكتمل بطريقة عشوائية، لذا ستجد أن M1 (سديم السرطان في كوكبة الثور) لا يقع بالقرب من M2 (كتلة كروية في برج الدلو).
ومع نمو قدرة التلسكوبات، تم إنشاء قوائم كبرى مثل "إن جي سي" (New General Catalogue NGC)، والذي يعد أحد أقدم القوائم للسدم والعناقيد النجمية وقد نشره عالم الفلك الدانماركي جون لويس إميل درير في عام 1888، ولا يزال مستخدما على نطاق واسع.
وفي قائمة "إن جي سي"، يتم ترقيم الأجسام في السماء من الغرب إلى الشرق، بحيث تكون لجميع الأجرام الموجودة في نفس المنطقة من السماء أرقام مماثلة.
لماذا تتعدد أسماء المجرة الواحدة؟
وفقا لموقع "يونيفرس توداي" (universetoday)، تتعدد أسماء المجرة الواحدة فمجرة أندروميدا على سبيل المثال سميت بهذا الاسم لأنها تقع في كوكبة أندروميدا. وقد تمت تسمية العديد من المجرات على اسم الكوكبة التي تقع فيها.
وتحمل أندروميدا أيضا التسمية "إم 31" (M31)، أو "ميسييه" Messie) 31)، نظرا لأنها الكائن الـ31 في قائمة ميسييه للأشياء التي تشبه المذنبات، ولكنها ليست مذنبات. وتم تصنيف أندروميدا أيضا باسم "NGC 224" في قائمة "إن جي سي".
وهناك أيضا قوائم متخصصة تصف الأشياء بأطوال موجية أخرى، مثل الأشعة السينية وحتى أشعة غاما. والعديد من المجرات ستكون لها أسماء في تلك القوائم، وبالتالي يمكن أن تحمل المجرة العديد من الأسماء، ويعتمد الأمر فقط على الاسم الذي تريد استخدامه والسياق الذي يأتي فيه.
أما في حال قمت باكتشاف مجرة جديدة فلن يمكنك تسميتها على اسمك أو أن تطلق عليها أي اسم آخر تريده، لأن الاتحاد الفلكي الدولي يحتفظ بالأسماء الرسمية للأجرام الفلكية.
المصدر : لايف ساينس + مواقع إلكترونية + ناسا