وتصاب النساء بنوبات الشخير لمدة 17 دقيقة تقريبا أثناء النوم، فيما يعاني الرجال من نوبات الشخير لمدة تصل إلى نحو 24 دقيقة، وقد تحدث هذه النوبات عدة مرات في الليلة الواحدة، مما يسبب إزعاجا كبيرا للزوج أو الزوجة، وتكمن المشكلة في أن 59% فقط من الذين يشخرون يدركون ذلك، فيما لا يعرف الباقون بالمشكلة أصلا.

ويحدث الشخير بسبب اهتزاز الأنسجة الموجودة بالقرب من مجرى الهواء في مؤخرة الحلق حيث ترتخي العضلات ويضيق مجرى الهواء أثناء النوم، وعندما يشهق الشخص ويزفر يتسبب الهواء المتحرك باهتزاز الأنسجة المرتخية في الحلق، مما يؤدي إلى صدور صوت غير طبيعي نسميه الشخير، وفق منصة "مايو كلينيك" (mayoclinic.org).

ويشخر جميع البشر تقريبا بين الحين والآخر، لكنه قد يصبح حالة مزمنة تشير إلى الإصابة بحالة طبية خطيرة تستدعي العلاج، وقد يكون الشخير مزعجا لشريكك ويؤدي إلى مشكلات كثيرة بين المتزوجين ويعكر صفو علاقتهم، وله تأثيرات سلبية بالغة الخطورة عليهم.

 آثار مدمرة

يؤثر الشخير في الصحة الجسدية والنفسية والعاطفية للأزواج، إذ يتسبب اضطراب النوم في التوتر والقلق وعدم الشعور بالراحة، كما يصبح المتزوجون أقل تقديرا واحتراما لبعضهم بعضا، وله تأثيرات طويلة المدى على علاقتهم الخاصة، وكذلك على الحب والمودة والسكينة بين الطرفين ومشاعرهما المتبادلة.

وفي دراسة نشرت في 2017 وركزت على دور النوم المضطرب في السلوك الزوجي السلبي أو العقابي، كشف الباحثون أن الأزواج الذين ينامون أقل من 7 ساعات في الليلة أكثر عرضة لأن يكونوا عدائيين تجاه بعضهم بعضا مقارنة بالأزواج الذين ينامون بشكل طبيعي.

ووجدت دراسة بريطانية أخرى نشرت نتائجها عام 2019 درست حالة ألفي شخص في المملكة المتحدة أن 18% قالوا إن الشخير هو سبب الخلافات المنتظمة والمتكررة في علاقتهم، وبمرور الوقت تتسبب قلة النوم في زيادة المشاعر السلبية بين الشريكين، مما يؤدي إلى زيادة التوتر وعدم الرضا، بحسب مجلة "نيوزويك" (Newsweek) الأميركية.

وثمة آثار أشد خطورة، فالنوم الكافي أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة والعافية، وترتبط قلة النوم ارتباطا وثيقا بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسمنة ومرض السكري.

وقد يؤدي اضطراب النوم إلى الوفاة في بعض الحالات، لذا يُجمع الخبراء على أهمية حصول الإنسان على فترة نوم ما بين 7 و9 ساعات يوميا للحفاظ على صحته ونشاطه.

وإلى جانب الآثار الصحية والنفسية والعاطفية الضارة فإن الحرمان من النوم يحمل تكاليف اقتصادية باهظة، إذ يكلف نحو 400 مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، و60 مليار دولار في ألمانيا، وتساوي التكلفة المباشرة وغير المباشرة لاضطرابات النوم في أستراليا 1% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق منصة "ماكينزي" (mckinsey).

 هل من حل؟

لحل مشكلة الشخير فإن أول شيء يجب فعله هو تحديد سببه، إذ عادة ما يكون بسبب حدوث انسداد في مجرى تدفق الهواء، وقد تكون هناك أسباب أخرى لحدوث هذا الانسداد، مثل أن تصبح أنسجة الحلق أثقل بسبب زيادة الوزن، واسترخاء العضلات بعد تعاطي بعض أنواع المشروبات أو الأدوية، أو وجود خلل في خط الفك أو ممر الهواء.

وأوصت منصة "ماريج" (marriage.com) ببعض الخطوات الفعالة للتغلب على مشكلة الشخير التي تقض مضاجع الأزواج نجملها في الخطوات الأربع التالية:

1- استخدام وسائد خاصة

يشخر الناس بأعلى صوت عندما ينامون على ظهورهم، لذا فإن الحل الأول لمكافحة مشكلة الشخير عند زوجك هو منعه من النوم على ظهره، وتشجيعه على النوم على أحد جانبيه، فمن غير المرجح أن يشخر إذا نام على جانبه، أو على الأقل لن يشخر بصوت عال كما يفعل عادة عندما ينام على ظهره.

وهنا يمكن استخدام وسادة خاصة للجسم لمنع زوجك من النوم على ظهره، وهذه الوسائد موجودة في السوق وهي مريحة وفعالة، وقد تكون وسادة الرقبة فعالة أيضا لمن يعانون من الشخير المزمن، وفي هذه الحالة يجب ضبط الرأس بطريقة تجعل ممر تدفق الهواء مفتوحا عندما ينام الشخص.

2- بخاخ أو شريط الأنف

تعمل شرائط وبخاخات الأنف على فتح انسداد ممر تدفق الهواء، وتسمح بمرور كمية كافية من الهواء عبر الفم والأنف إلى الرئتين، وهذه الشرائط والبخاخات متوافرة وميسورة التكلفة وفعالة حقا لمن يعانون من الشخير الخفيف إلى المتوسط.

3- تجنب الحبوب المنومة

استهلاك الحبوب المنومة يتسبب في ارتخاء عضلات الجسم، بما فيها عضلات الحلق، ويؤدي هذا إلى تقييد مجرى الأنف، مما يقود إلى الشخير.

4- إنقاص الوزن

تعد زيادة الوزن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشخير، لذا فإن ممارسة التمارين الرياضية أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مع اتباع حمية خاصة لفقد الوزن الزائد قد تكون طريقة في غاية الفعالية للتغلب على الشخير.

وهذا الحل قد يكون صعبا، لأنه يتطلب الانضباط والمثابرة وتوافر الإرادة، ومع ذلك فإنه حل فعال للقضاء على المشكلة، فإذا كنت تشخر وتحب زوجتك فإن حقها عليك أن تبذل بعض التضحيات من أجل استمرار المودة والسكينة بينكما.

المصدر : مواقع إلكترونية