ويهدف المشروع إلى تفعيل دور الشباب في التوثيق والتعريف بالحرف اليدوية التراثية، من خلال القيام بجولات ميدانية وبناء قاعدة بيانات موحدة لجميع الحرف متضمنة التعريف بالحرفيين، وتاريخ كل حرفة ومنتجاتها.
كما يسعى إلى تعريف المجتمع المحلي والدولي بأهمية هذه الحرف وتاريخها المرتبط بالهوية التراثية السورية عن طريق التوءمة مع الغرف الفتية في دول أخرى، كونها تعتبر فرصةً لتعزيز التفاهم الثقافي وتبادل الخبرات بين الحرفيين في مختلف الدول.
والحرف التي عملت الغرفة على توثيقها إلى الآن حرف عائلة الزجاج وهي “الزجاج المنفوخ، والزجاج المعشق الدمشقي، والزجاج المعشق بالرصاص، والرسم على الزجاج”، وحرفة عائلة الخشبيات “الخيزران والموزاييك وتطعيم الخشب بالصدف والحفر على الخشب والنقش والخيط العربي والمقرنصات”، وحرف عائلة النحاسيات “النقش على النحاس والطرق على النحاس والسيف الدمشقي”، وحرفة عائلة النسيجيات ومنها صناعة البسط.
ولرصد خطوات المشروع رافقت سانا أعضاء فريق مشروع “حرفة” في إحدى جولاته الميدانية بمدينة دمشق القديمة، أثناء توثيقهم حرفتي البسط وصناعة السيوف والخناجر.
نائب رئيس الغرفة الفتية الدولية لنطاق التأثير المجتمعي محمد شهاب الدين حسن، بين الأسباب التي دفعت الغرفة لاختيار الحرف التراثية كأحد التوجهات الأساسية لها في عام 2023، وقال: “إن الدافع الأساسي هو تسليط الضوء على أهمية التراث الثقافي اللامادي ممثلاً بمشروع حرفة، لما للحرف التراثية من أهمية ثقافية واقتصادية في التاريخ السوري”.
وعن مراحل العمل قالت مديرة مشروع حرفة، رنا أبو راشد: “إن المرحلة الأولى هي تسليط الضوء على الحرف اليدوية التراثية، وتعريف جيل الشباب بأصالة وتاريخ هذه الحرف من خلال جولات ميدانية، وتنتج عن هذه المرحلة صناعة “فيديوهات” تعريفية تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي”.
والمرحلة الثانية “بحسب أبو راشد” هي إقامة معرض حي للحرفيين لعرض طريقة صناعة الحرفة، بهدف الوصول إلى أكبر فئة من الشباب السوري وإلهامهم الاهتمام بالحرف التقليدية وتنميتها وصونها، وتأتي بعد ذلك المرحلة الثالثة، وهي تفعيل الدور التكنولوجي من خلال تصميم وإعداد موقع إلكتروني يكون قاعدة بيانات عن الحرف والحرفيين، ليصبح مرجعيةً للمهتمين بهذا الشأن محلياً ودولياً.
وعن تجربتها التطوعية في مشروع حرفة كمسؤولة تصوير وصناعة وتصميم للفيديوهات قالت حنين طرابلسي: “إن جميع الحرف التراثية لها جاذبية، وخاصة عندما يروي أصحابها حكاياتهم عن حرفتهم، فالحرفي عندما يتحدث عن حرفته فهو يتحدث عن كيانه ووجوده، ما عمق في داخلي هذا المعنى وجعلني أحب ما أفعل، وأعطي قيمةً أكبر لما أقوم به من عمليات توثيق وتصوير ومونتاج، فمن خلال عملي هذا لا أوثق حرفةً فحسب، بل أصور حياةً كاملةً، وهذا ما يجعل عملية إخراج الفيديو بشكله النهائي صعبةً للغاية، فاقتطاع أي جزء منه كأنه اقتطاع جزء مني “.
ويضيف نوار جرماني وهو طالب اقتصاد ومتطوع في مشروع حرفة: “ما لفتني من خلال زياراتنا الميدانية للحرفيين الدمشقيين استطاعتهم أن ينهضوا ويستمروا بحرفهم رغم كل الصعوبات التي تعرضوا لها”.
وأشار الحرفي وعضو لجنة دعم الحرف بوزارة الصناعة جوني غربيان إلى أن معيار اختيار الحرفيين في هذا المشروع دون غيرهم هو وجودهم تحت مظلة وزارة الصناعة والجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في دمشق، إضافةً إلى كونهم نخبة الحرفيين الموجودين في مدينة دمشق والقادرين على أن يمثلوا حرفهم وينقلوها ويوثقوها.
يذكر أن الغرفة الفتية الدولية تأسست عام 2004 بالتعاون مع غرفة التجارة الدولية في سورية، وهي شبكة عالمية تطوعية من المواطنين الفعالين من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 40 عاماً، وتهدف إلى النهوض بالمجتمعات وتوفير فرص التنمية لتمكين الشباب ومنحهم القدرة على خلق الأثر الإيجابي.