المشروع الياباني المسمى اختصارا "سليم" SLIM، كان المقرر أن يطلق معه كذلك قمرا اصطناعيا للتصوير بالأشعة السينية والتحليل الطيفي لاستكشاف الظواهر الكونية. ومن المقدر أن تصل المركبة الفضائية إلى مدار القمر بعد حوالي 3 إلى 4 أشهر من إطلاقها، ثم تدور حول القمر لمدة شهر واحد، وبعد ذلك ستحاول الهبوط السلس على مدى عدة أسابيع.
أهداف دقيقة
وتهدف المهمة القمرية "سليم" إلى الهبوط في محيط دائرة قطره 100 متر والاستقرار على سطح القمر لمدة 20 دقيقة، كاختبار تقني يهدف إلى تأكيد دقة التقنيات المستخدمة، ثم بعد ذلك تُطوَّر مهام مستقبلية لدراسة سطح القمر بصورة دقيقة.
ولهذا السبب تحديدا فإن المهمة لها اسم آخر أعلنته وكالة استكشاف الفضاء اليابانية وهو "القناص"، لأن المركبة تستهدف تحقيق إنزال دقيق جدا لمركبة خفيفة، ونجاح هذه التقنيات يفتح الباب لتطوير كبير في المستقبل لكل الرحلات القمرية بشكل عام.
وستهدف المهمة "سليم" كذلك إلى النزول في موقع قرب حفرة صدمية قمرية صغيرة تسمى "شيولي" قريبة من بحر الرحيق القمري، وتهتم وكالة استكشاف الفضاء اليابانية بهذه المنطقة لأنها تنوي فحص تكوين نوع من الصخور سيساعد علماءها في فهم أصول نشأة القمر.
أما القمر الاصطناعي المرافق فيهدف إلى فهم ديناميكيات الحركة في مجموعات المجرات الضخمة، والتركيب الكيميائي للكون بشكل عام، وكيفية تدفق المادة حول الثقوب السوداء الهائلة في مراكز المجرات، من بين العديد من الأهداف الأخرى.
والقمر الاصطناعي تحديدا هو مهمة مشتركة بين وكالة استكشاف الفضاء اليابانية ووكالة ناسا، إلى جانب وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية.
بعد نجاح وفشل
تأتي المحاولة اليابانية في سياق نجاح هندي كبير في إنزال المهمة تشاندريان-3 قبل عدة أيام قرب القطب الجنوبي للقمر، لتصبح أول دولة تنزل إلى القطب الجنوبي، ورابع دولة على الإطلاق تحقق هبوطا ناجحا لمركبة قمرية، بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والصين.
وجاء نجاح الهند بعد أيام من فشل المهمة الروسية لونا-25، حيث خرجت مركبة الهبوط عن نطاق السيطرة واصطدمت بالقمر في مرحلة الاستعداد لاتخاذ مدار للهبوط على القمر.
وكانت اليابان قد حاولت العام الماضي إجراء الهبوط بمسبار قمري يُدعى "أوموتيناشي" -الذي كان محمولا على متن مركبة "أرتميس 1" التابعة لوكالة لناسا- لكن المهمة باءت بالفشل لأسباب غير معروفة بعد، حيث فقدت الاتصالات بالمهمة.
يأتي كل ذلك في سياق تصاعد النشاط العلمي والتقني العالمي في نطاق دراسة القمر وإنزال المركبات عليه، حيث تنوي بعض الدول مثل الولايات المتحدة والصين إقامة محطات دائمة على القمر، والبحث عن موارد مفيدة اقتصاديا على سطحه.
المصدر : مواقع إلكترونية