وفي الواقع، حسب مجلة “فورين أفير” الأميركية، يعتقد علماء المناخ أن شهر تموز ربما كان الشهر الأكثر سخونة خلال الـ120 ألف سنة الماضية، حيث شهد تحطيم أرقام قياسية يومية، وأن متوسط درجة الحرارة العالمية بلغ أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق في درجات الحرارة، لافتين إلى أن تغير أزمة المناخ يمكن أن يغير طقسنا بطرق غير مفهومة، حسب ما أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وتقول المجلة الأميركية: إذا لم تقم الحكومات والمجتمعات بالاستعدادات الكافية، فإن الآثار الضارة لتغير المناخ ستسحق الأرواح وسبل العيش والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، مضيفة: لكن نظراً للوتيرة السريعة لتغيّر المناخ، فإن شهر تموز لم يكن سوى مجرد لمحة من الحرارة المقبلة. ويتوقع العلماء أن يكون 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق.
وتشير المجلة إلى أن الانفجار المفاجئ لدرجات الحرارة القياسية يحمل تحذيراً للبشر، التكيف أو الموت، وأن اشتعال الكوكب هذا الصيف يؤكد حجم الكوارث المناخية هذا العام، وأنه لم يعد كافياً للحكومات وصانعي السياسات التركيز على التخفيف، وبعبارة أخرى تطوير استراتيجيات للحد من الملوثات الضارة المنبعثة في الغلاف الجوي، ويجب على العالم أيضاً أن يولي المزيد من الاهتمام للتكيف وتحديث البنية التحتية والسياسات لتحمل الأحوال الجوية القاسية.
وأشارت المجلة إلى أن إحصائيات الحرارة وحدها، على الرغم من كونها صادمة، لا تحكي القصة الكاملة للتأثيرات المناخية، موضحة أن ارتفاع درجات الحرارة يعني فيضانات أكبر، وموجات حر أكثر سخونة وأطول، وحرائق غابات أكثر تدميراً، وموجات جفاف أعمق، وعواصف أكثر شدة، مؤكدة أن هذه الأحداث تأتي بتكلفة بشرية واقتصادية باهظة، فقد دمرت المنازل، وتعطلت المدارس، وانكسرت سلاسل التوريد، والبشر هم الذين تسببوا في مثل هذه المعاناة لأنفسهم، فالحرارة التي دمرت أوروبا وجنوب غرب الولايات المتحدة هذا الصيف كانت ستصبح “شبه مستحيلة” في ظل غياب حرق الوقود الأحفوري من قبل البشر.
وخلصت المجلة إلى أن الجهود المبذولة يجب أن تتركز على احتواء ارتفاع درجة حرارة الكوكب دائماً وتحتل مركز الصدارة في مفاوضات المناخ الدولية.. والحد من التلوث الضار هو السبيل الوحيد لتجنب أسوأ الآثار المناخية. لكن يتعيّن على المفاوضين أن يوسعوا المرحلة لتشمل التكيف وأن يتأكدوا من أن هذين النهجين يسيران جنباً إلى جنب.