خسارة الجليد
تتخذ البطاريق من القارة القطبية الجنوبية مسكنًا وموطنًا، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة، نتيجة الاحترار العالمي، يذوب الجليد؛ فمنذ عام 2015، انخفضت مستويات الجليد في سجل الأقمار الصناعية خلال آخر 45 عامًا، ووصل إلى أدنى مستوياته في ديسمبر/كانون الأول 2022. وهذا يقلل المساحة التي يمكن للبطاريق الحركة عبرها بحرية.
ما علاقة هذا بتكاثر البطريق؟
يضع البطريق البيض بين شهري مايو ويونيو، ويفقس البيض بعد 65 يومًا، وتنضج البطاريق الصغيرة بين ديسمبر ويناير، هذه هي دورة تكاثر البطاريق. ولأن البطريق يعيش في مناطق يستقر فيها وضع الجليد البحري، لكن مع ذوبان الجليد؛ يفقد البطريق مأواه، وتتأثر عملية تكاثره؛ إذ يصعب عليه كل فترة أن يجد المكان المناسب لعملية التكاثر؛ لمحدودية الأماكن المتاحة. كانت البطاريق تستجيب لفقدان الجليد البحري عبر الانتقال إلى مواقع أكثر استقرارًا في العام التالي، لكن هذه الاستراتيجية لن تنجح في حالة تأثر الجليد البحري في المنطقة.
لذلك، استخدم باحثون من «هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا»، صورًا من القمر الصناعي «سينتينيل-2B»؛ وراقبوا تحركات البطاريق على مدار 14 عامًا، في 5 مستعمرات، وهي: جزيرة روتشيلد، فيردي إنليت، جزيرة سمايلي، بفروجنر بوينت، شبه جزيرة بريان؛ للبحث في مدى تأثر البطاريق بالحرارة المرتفعة، اتضح أنّ 4 مستعمرات منهم، تتأثر بفقدان الجليد. وقدروا أننا بصدد الشهادة على سلسلة من انقراضات البطاريق.
ليس لأنه في القطب الجنوبي؛ فلا نحتاج إلى الاهتمام به، على العكس تمامًا، إنّ دور هذا الكائن، ليس فقط نشر الابتسامة على وجوهنا؛ فقد يتسبب غيابه في خراب نظام بيئي بأكمله؛ إذ تُمثل البطاريق جزءًا منهمًا من النظام الغذائي للحيوانات الأخرى في القطب الجنوبي، كما أنه يتغذى على أنواع معينة من الأسماك، وغيابه عن المنطقة، قد يتسبب في أزمات كثيرة.