ومع أن الفيضانات ظاهرة تحدث من حين لآخر في المناطق الساحلية، فإنها باتت أكثر شدة وتكرارا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يرجعه العلماء إلى ظاهرة الاحترار العالمي.
أثر التغير المناخي
وبحسب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عن الظواهر المتطرفة، فإنه بات من الواضح بشكل متزايد أن التغير المناخي أثر بشكل ملحوظ على العديد من المتغيرات المرتبطة بالمياه مثل هطول الأمطار ونشاط الرياح الشديدة، وهي ظواهر ترفع من شدة وسرعة وتيرة الفيضانات.
ويتسبب احترار الغلاف الجوي لكوكب الأرض في زيادة نسبة الرطوبة في الهواء، مما يزيد من احتمالية هطول الأمطار. إلا إن هطول الأمطار في هذه الحالة يحمل بعض الجوانب السلبية؛ إذ يتسبب ارتفاع درجات الحرارة أيضًا في زيادة جفاف التربة، لتقل نسبة امتصاصها لمياه الأمطار، وتسهم بالتالي في انتشار المياه إلى مناطق أبعد من المعتاد.
كما يمنح ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والمسطحات المائية، طاقة أكبر للعواصف الساحلية والأعاصير، فتهب بدرجات أقوى ومعدلات تزداد عامًا بعد عام، وتزيد بالتالي من شدة وسرعة وتيرة حدوث الفيضانات.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية يرفع من مستويات سطح البحر عالميًا، حيث أصبحت محيطات الأرض وبحارها أعلى بنحو 20 سنتيمترا مقارنة بما كانت عليه في عام 1900، وهو المعدل الأعلى للارتفاع في قرنٍ واحد خلال الألفي عام الماضية.
الوضع في شمالي أفريقيا
وبحسب دراسة نشرت في العام 2021، فإن السواحل القاحلة في شمالي أفريقيا، والتي تمتد لمسافة تزيد عن 4633 كيلومترًا من خليج تونس إلى دلتا النيل، شهدت تصاعدا في نسبة الفيضانات الساحلية نتيجة للارتفاع المستمر في مستوى سطح البحر الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويؤكد تقرير للبنك الدولي على تلك النتائج، مشيرًا إلى أن ارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن تغير المناخ يجعل دول شمال أفريقيا الأكثر عرضةً للمشكلات المناخية في القارة الأفريقية.
ويضيف تقرير بحثي صادر عن المفوضية الأوروبية، أن أضرار الفيضانات الساحلية السنوية بشكل عام قد تزيد بمقدار 20 إلى 50 ضعفًا بسبب تغير المناخ فقط، في حال لم يتم اتخاذ تدابير مناسبة للتكيف مع الفيضانات وضبط متوسطات درجات الحرارة عالميًا.
المصدر : مواقع إلكترونية