وعمل المتحف الوطني العماني على تسيلم القطع الأثرية من خلال التنسيق مع عدد من الجهات المعنية بالشؤون الأثرية المحلية والدولية، وفي إطار جهود الوساطة التي يتبنّاها المتحف، ودعمه لجهود حفظ وصون التراث الثقافي السوري المتضرر خلال سنوات الحرب، حيث أجريت مراسم تسليم القطع الأثرية بين المتحف الوطني العُماني وسفارة الجمهورية العربية السورية في سلطنة عُمان.
ووجهت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمة لها عبر الفيديو الشكر لسلطنة عُمان وللجهات التي شاركت في عملية استعادة ونقل الآثار المسروقة من بريطانيا، مشيدةً بالمتحف الوطني العُماني الذي ساهم في إعادة قطع من آلاف القطع التي امتدت إليها أيادي العابثين ولصوص الآثار في المناطق التي عاث فيها الإرهابيون وشذّاذ الآفاق تخريباً وتدميراً.
وأكدت مشوح أن لهذا الاسترداد رمزيته الخاصة، كونه انتصاراً للحضارة على التخلف، كما أنه تكلل بالنجاح بعد جهود بذلتها عدة أطراف لسنوات، دفعها إدراكها للقيمة الإنسانية الحضارية لهذه الآثار.
بدوره قال الأمين العام للمتحف الوطني العماني جمال بن حسن الموسوي: “إن مبادرة استرجاع القطع الأثرية السورية إلى موطنها، هي نتاج التعاون الثلاثي بين المتحف الوطني والمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، ومتحف الأرميتاج في روسيا الاتحادية، واستكمال لمسيرة التعاون في شأن حفظ وصون التراث السوري الذي تضرر خلال سنوات الأزمة”.
وأعرب السفير السوري لدى سلطنة عُمان الدكتور إدريس ميا عن شكره وامتنانه لسلطنة عُمان قيادةً وشعباً على هذه المبادرة الكريمة التي تعكس حرصهم الشديد على التراث الإنساني بشكلٍ عام والسوري بشكلٍ خاص، وجهودهم في إعادة هذه القطع الأثرية إلى موطنها الأصلي سورية.
كما ألقى أيضاً “عبر الفيديو” ميخائيل بيرتروفسكي مدير متحف الأرميتاج بموسكو كلمة أشاد فيها بالجهود التي بُذلَت للوصول إلى الآثار المسروقة واستعادتها إلى سورية.
وفي تصريح لـ سانا قال مدير عام مديرية الآثار والمتاحف محمد نظير عوض: “إنه في إطار التعاون بين المتحفين الوطنيين في دمشق ومسقط قام المتحف الوطني العماني بتسليم قطع أثرية سورية في غاية الأهمية كانت قد هربت إلى الخارج منذ سنوات وعثر عليها في بريطانيا وتكفل المتحف الوطني العماني بنقلها من بريطانيا إلى سورية على نفقته، حيث جرت مراسم تسليم هذه القطع في السفارة السورية بسلطنة عمان ليتم فيما بعد تسليمها إلى المتحف الوطني بدمشق”.
وبين عوض أن هذه البادرة من قبل المتحف الوطني العماني ومساهمته في استرداد القطع الأثرية ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة في تقديم العون والمساعدة للمتحف الوطني في دمشق، وإنما هناك جملة من المبادرات منها مساهمته في ترميم قطع أثرية سورية تضررت خلال الحرب.
الجدير بالذكر أن القطع الأثرية المعادة هي “ساكف” حجري، وأجزاء من مبنى أثري مصنوعة من الحجر الصابوني تعود لمنتصف القرن الرابع الميلادي ويعود أصل القطع الأثرية إلى موقع نوى الأثري، في جنوب سورية.
حضر مراسم تسليم القطع الأثرية الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد نائب رئيس جامعة السلطان قابوس لشؤون التعاون الدولي رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني العُماني، والدكتور خالد بن هاشل المصلحي وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشؤون الإدارية والمالية، والدكتور حمد بن علي المعني مدير دائرة الشؤون العالمية بوزارة الخارجية العُمانية، وعدد من سفراء وممثلي البعثات العربية والأجنبية في السلطنة وبعض أعضاء السفارة السورية بمسقط.