ولأن السيارة الكلاسيكية بريطانية الصنع، فكر مالكها في قيادتها إلى موطنها الأصلي. والرحلة انطلقت في 28 أغسطس/آب الماضي، ومن المتوقع أن تنتهي في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
3 أجيال وسيارة عمرها 73 عاما
تعدّ هذه الرحلة -التي نظمها 3 أجيال من عائلة واحدة- بسيارة عمرها 73 عاما، الأولى من نوعها تسير من الهند، إلى موطنها الأصلي في بريطانيا.
وروى دامان ثاكوري المالك الحالي للسيارة -التي أطلق عليها اسم "لال باري" (Lal Pari)- تفاصيل رحلة العمر وبداياتها والبلدان التي سوف يزورونها، بالإضافة إلى المدة التي تستغرقها هذه المغامرة.
وقال ثاكوري "اشترى والداي سيارة (إم جي واي تي) (MG YT) موديل 1950، وأطلقنا عليها اسم "لال باري"، الذي يعني (ملاك أحمر).
وشرح أيضا ما تعنيه هذه السيارة له ولعائلته بأكملها، وما رسالتهم إلى العالم أجمع.
وقال ثاكوري في حديثه للأناضول "كانت أمي تروي لي قصصا قبل النوم، إذ كنا نتعرض دائما لمواقف خطيرة، وكانت تأتي سيارة حمراء لتنقذنا خلال السرد".
وفي معرض وصفه لـ"مصدر الفكرة" قال ثاكوري "لأن سيارتنا بريطانية الصنع، فكرنا في قيادتها على طول الطريق المؤدية إلى موطنها الأصلي".
وأضاف "نحن 3 أجيال من عائلة واحدة، نحاول أن نصبح أول هنود يستقلون سيارة تعود إلى عام 1950، مسجلة في الهند للسفر برا إلى العاصمة البريطانية لندن".
سفر 12 ألف كليو متر وعبور 16 دولة
وهذه المرة الأولى التي تسافر فيها سيارتهم الكلاسيكية المحبوبة خارج الهند، في رحلة تستغرق بضعة أسابيع. وتتمثل الخطة في السفر مسافة 12 ألف كليومتر، وعبور 16 دولة.
وانطلق ثاكوري (50 عاما)، من مدينة أحمد آباد في ولاية غوجارات الهندية (شمال غرب)، وتوجه إلى دبي على متن سفينة، ثم عبر إلى إيران ودخل تركيا برا، وتوقف في منطقة كابادوكيا التابعة لولاية نوشهير (وسط تركيا).
وقال ثاكوري "بدأت أنا وأبي وعمي بقيادة "لال باري" تباعا من الهند وحتى الآن، حيث زرنا دبي وإيران، والآن نحن في تركيا".
وبالانتقال إلى محطتهم في أوروبا الشرقية، ستأخذهم مغامرتهم إلى اليونان وبلغاريا ومقدونيا الشمالية وألبانيا، ثم الجبل الأسود وكرواتيا.
وبعد ذلك سيعبرون إيطاليا، وفرنسا وبلجيكا وهولندا وصولا إلى المملكة المتحدة، في مرمى أعينهم.
التبرع بالابتسامات
وقال ثاكوري، واصفا الإثارة التي تلهمها "لال باري" أين ما ذهبوا "لقد قدمنا كثيرا لهذه السيارة لتعمل مرة أخرى".
وبعد أن مر بعديد من المجتمعات خلال هذه الرحلة، قال "إذا قدّم الناس مزيدا من الدعم من أجل الآخرين، فسيكون العالم بحالة أفضل".
وأضاف "إذا كان لديك المال، يمكنك التبرع به، أما نحن لدينا "لال باري" ونتبرع بالبسمة للناس".
ذكريات خالدة
وصف ثاكوري نفسه بأنه "شخص عادي يهدف إلى نشر رسالة الحب والفرح، وتمثيل الوحدة والقيم الهندية، وإيصال رسالة مفادها أن الناس يجب أن يتبعوا أحلامهم ويعتنوا بأحبائهم".
وشدد على أن "الحياة ليست سهلة دائما، ولا يمكنك أن تكون سعيدا على الدوام، لذا يجب على الناس أن يتقبلوها بكل مصاعبها، وأن يتحلوا بالصبر عليها".
واختتم حديثه أن "الرحلة عبر "لال باري" جزء مهم من حياتي، إذ علمتنا جميعا كيف نواجه التجارب المختلفة، بالإضافة إلى الدرس المستفاد، وهو أن الاستكشاف والمغامرة تبقى خالدة على مر الزمن".
المصدر : وكالة الأناضول