لقد تفاجأوا، لكنهم اعتبروا أن تلك الظاهرة عشوائية، وأرصادهم معزولة.
وفي أقل من 20 عاما، انتشرت "الموضة" إلى مجتمع الحيتان الحدباء بأكمله. وأصبحت الآن الحيتان التي ترتدي تلك القبعات في كل مكان. أفاد بذلك في مجلة Journal of Marine Science and Engineering أولاف مينيكي وهيلا كيلا الباحثان من مركز البحوث الساحلية والبحرية التابع لجامعة "جريفيث" في كوينزلاند بأستراليا.
وقام الباحثون بتحليل ما يقرب من 100 رصد علمي تمتد من شمال شرق المحيط الهادئ وشمال المحيط الأطلسي إلى السواحل الغربية والشرقية لأستراليا، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن الحيتان ترتدي القبعات بكل سرور، ولكن على ما يبدو ليس من أجل الجمال.
وقال العلماء إن هناك ثلاثة أسباب لذلك، وهي:
أولا، تستمتع الحيتان بلمسة الطحالب على جلدها، وهي حساسة بشكل خاص في منطقة فروة الرأس،
ثانيا، الطحالب لها خصائص مضادة للميكروبات، أي أنها بمثابة وسيلة للوقاية من العدوى،
ثالثا، الطحالب هي أيضا مقشر فعال للبشرة. وقد لوحظت الحيتان وهي تجر مآزرها بزعانفها من وقت لآخر، أي أنها تزيل بها طفيليات وأصدافا من الجلد. وفي بعض الأحيان، في غياب الطحالب، تستخدم الحيتان لهذا الغرض شباك الصيد.
على الأرجح، تضع الحيتان الحدباء الطحالب لأغراض صحية على بعض الأجزاء الأخرى من أجسامها على الرغم من أن عناقيدها تبدو وكأنها زخارف.
ولا تصنع الحيتان قبعاتها بنفسها، بل تستخدم القبعات "الجاهزة". وتجد الأعشاب البحرية العائمة، وتغوص فوقها، وترفع رؤوسها وترتديها. ومادة الغطاء الأكثر شيوعا هي طحالب بنية كبيرة تنمو على طول ضفاف المياه الضحلة نسبيا. ومع ذلك، إذا لم تجد الحيتان ما تستخدمه الأغلبية، فإنها تختار بعض الطحالب الأخرى.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا