وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرت في دورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز"، استخدم الفريق البحثي كاميرا مركبة الاستطلاع المداري القمرية التابعة لناسا لتصوير منطقة "ماريوس هيلز" القمرية 3 مرات، ودراسة البيانات الصادرة عنها.
الصين والكهوف القمرية
وتتراوح درجات الحرارة على القمر بشكل عام بين حوالي 127 درجة مئوية خلال النهار وتبرد إلى سالب 173 درجة مئوية في الليل، ما يجعل هذه الكهوف القمرية فرصة كبرى بالنسبة للدول التي تخطط لبناء محطات على القمر.
والصين من هذه الدول، حيث أعلنت مؤخرا أن وكالتها الفضائية تعمل على دراسة بعض الكهوف القمرية في منطقتي بحر الهدوء وبحر الخصوبة، من أجل بناء محطات ما بين جنبات الصخور في الكهوف القابعة بالفوهات القمرية.
هذه الكهوف هي أنابيب تصريف جرت فيها الحمم البركانية القمرية قبل مليارات السنين، وبمجرد أن يخمد البركان تماما يترك تلك الأنابيب فارغة ومجوفة وممتدة على مسافة مئات الأمتار، وقد يصل عرض هذه الأنابيب إلى 500 متر.
يعطي ذلك فرصة ممتازة بالنسبة للمهندسين الذين يصممون المحطات المتوقع أن تبنى على القمر، فالأمر لا يتوقف فقط على درجات الحرارة المعتدلة، وإنما تحمي تلك الفوهات من الرياح الشمسية حيث لا يوجد للقمر (مثل الأرض) مجال مغناطيسي يحمي منها، وكذلك الضربات النيزكية.
وفي مؤتمر عقد في عام 2022 في الصين، قدم تشانغ تشونغ فنغ من أكاديمية شنغهاي لتكنولوجيا رحلات الفضاء دراسة عن تركيب أنابيب الحمم البركانية تبين إمكانية استخدامها لأغراض بناء محطات القمر المستقبلية.
مشروع واعد
وفي أبريل/نيسان الماضي ذكرت وسائل إعلام صينية أن البلاد تريد البدء في بناء قاعدة قمرية خلال 5 سنوات، وتعتزم الحصول على موارد من تربة القمر لتوفر تكاليف نقلها من الأرض.
وهناك أكثر من 100 عالم وباحث ومقاول فضاء صيني يجهزون حاليا روبوتا هدفه بناء قوالب الطوب من التربة القمرية، وسيتم إطلاقه خلال مهمة "تشانغ آه-8" الصينية في عام 2028، لاختبار قدراته على العمل، وكانت الصين قد استعادت سابقا عينات من تربة القمر في مهمتها "تشانغ آه 5" في عام 2020.
وبدأ البرنامج الصيني لاستكشاف القمر المعروف أيضا باسم مشروع "تشانغ آه" في عام 2007 بإطلاق المهمة "تشانغ آه 1″، ويتضمن هيكل البرنامج بناء تدريجيا للخبرة بالقمر، بداية من المهمات المدارية التي نجحت بالفعل، ومن ثم تطوير مركبات الهبوط على القمر والمركبات الجوالة.
تلت ذلك عمليات ناجحة لجمع العينات القمرية، ثم حاليا دخل البرنامج في مرحلة جديدة وهي تطوير الروبوتات التي ستعمل على القمر من أجل المساعدة في بناء المحطة القمرية الثابتة، وإتمام ذلك ربما بحلول عام 2035.
والنشاط البحثي المتعلق بالكهوف القمرية في أوجه حاليا، في خضم سباق تتنافس فيه كل من الصين والولايات المتحدة.
المصدر : رويترز + مواقع إلكترونية