وفي التفاصيل، كانت عصابة "ترين دي أراغوا" تدير سجن توكورون الواقع في ولاية أراغوا، وكان بمثابة مقرها الرئيسي لإدارة أعمالها الإجرامية.
وظل السجن -الذي يعد أحد أكبر السجون في فنزويلا بطاقة استيعابية تقدر بـ1600 سجين- لسنوات تحت سيطرة العصابة المتهمة بتنفيذ اغتيالات وتهريب مخدرات وعمليات اختطاف، مما دفع الحكومة الفنزويلية إلى الاستعانة بأكثر من 11 ألف جندي لمداهمته حيث وجدته منتجعا فاخرا كامل الخدمات.
ووصف وزير الداخلية الفنزويلي ريميخيو سيبايوس عملية مداهمة السجن بالناجحة، وقال إنه جرى تفكيك منظمة إجرامية دأبت على ارتكاب جرائم فظيعة.
وأشار سيبايوس إلى نقل السجناء لسجون أخرى مع إلقاء القبض على 88 شخصا من العصابة حاولوا الفرار أثناء العملية، لكنه لم يعطِ إجابة محددة عن زعماء العصابة مكتفيا بأنهم رحلوا.
بدوره، هنأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أكثر من 11 ألفا من القوة الأمنية لتدخلهم الناجح في سجن توكورون، وشدد على أن بلاده تتجه نحو "فنزويلا خالية من العصابات الإجرامية".
قصة مثيرة
وحظيت قصة السجن الفنزويلي باهتمام رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث تباينت ردود الأفعال بشأن القصة المثيرة للدهشة، فيما لم تخل تعليقات كذلك من نبرة ساخرة.
وفضل أحمد تسليط الضوء على واقع القارة اللاتينية وتغلغل العصابات فيها، وقال إن "كثيرا من دول أميركا اللاتينية تحت رحمة عصابات تجارة المخدرات، في فنزويلا وصل الحال إلى أنها تسيطر على سجن وتحتاج الدولة لـ11 ألف جندي وضابط لاستعادته منها".
وفي حين علقت "سبأ" على القصة قائلة إن "بابلو أوسكوبار عجز عنها"، في إشارة إلى تاجر المخدرات الكولومبي الشهير، واكتفى "بروك" بالتعليق "كانت أيام زمان الأفلام مكسيكية.. هسا (الآن) فنزويلية"، في وقت أبدت "عطر الورد" اندهاشها مما حدث متسائلة "كيف هيك؟ وين (أين) النظام؟ وين (أين) مدير السجن عنهم والمسؤولون؟".
أما "شيخة" فاستحضرت الواقع المرير خارج السجون ورغبة البعض في حياة أفضل، وقالت "يبدو أن هذا الرفاه الذي يحيا فيه السجناء قد يغري حتى السوي في سلوكه لارتكاب جنحة أو جرم ما حتى تطول به الإقامة في مثل هذه السجون التي يضمن فيها العيش الكريم والأمن والأمان".
يذكر أن السجن قد تحول خلال فترة إدارته من قبل العصابة إلى مدينة صغيرة متكاملة فيها المطاعم والملاهي والمسابح والملاعب الرياضية وتلك الخاصة بالأطفال وحتى حديقة حيوانات وفق مقاطع مرئية بثها برنامج "شبكات" في حلقته بتاريخ (2023/10/1).
ووفرت تلك الخدمات مستوى عاليا من الرفاهية والمعيشة، لضمان راحة السجناء المجرمين المخلصين من أفراد العصابة التي حولت السجن أيضا إلى مخزن للأسلحة والذخائر والقناصات والرشاشات والبنادق والقنابل وقاذفات الصواريخ وخوادم أجهزة الحاسوب.
المصدر : الجزيرة