وبدأت الفرقة أمسيتها بعزف افتتاحية أوبرا “قوة القدر” للمؤلف الموسيقي الإيطالي جوزيبه فيردي الذي يعد من أكثر الملحنين تأثيراً في القرن التاسع عشر.
باحترافيتهم المعهودة قدم أعضاء السيمفونية السورية “قوة القدر”، ونقلوا من خلالها ملحمة درامية بما حملته من قوة التعابير وقسوتها وما تميزت به من العمق والتعقيد والصراع الأبدي بين الظلمة والنور ليصنعوا بحوارية موسيقية عبر آلات الأوركسترا انسجاماً يمثل تحد كبير للوصول إلى انفراج كامل للروح الإنسانية من خلال الأمل والسلام.
أما المقطوعة الثانية التي عزفها الموسيقيون السوريون كانت “سيمفونية البطولة” للموسيقار الألماني الشهير لودفيغ فان بيتهوفن أحد أهم عباقرة الموسيقا في جميع العصور.
“سيمفونية البطولة” اعتاد المتلقي سماعها عبر شاشات التلفزيون أيام الحداد الوطني في أي بلد وتحديداً الحركة الثانية منها والتي تعرف بحركة مارش الجنائزية وتستخدم للتدليل على الحزن والموت، لتقرر الفرقة عزفها كاملة بما يقارب الساعة على خشبة مسرح الدراما بدار الأسد.
وصاغت الفرقة عبر أداء العمل كاملا حالة الصراع نحو البطولة بما تحمله من حالات نفسية وروحية عميقة وبأحاسيس مليئة بالحياة وتناقضاتها من الحزن والموت والألم والغضب والعنف والصعاب لتكون الكلمة الأخيرة ليس للحزن والألم وإنما للأمل القادم.