بدأ كل شيء –كما أوردت مجلة لوبوان الفرنسية- في أوائل الثلاثينيات عندما ضرب الكساد الكبير الزراعة بشدة في غرب أستراليا، مما أدى إلى إغراق المزارعين في أزمة عميقة بعد انهيار سعر القمح، ومما زاد الوضع تدهورا قدوم موجة هجرة طيور الإيمو العملاقة إلى المنطقة.
نزل أكثر من 20 ألفا من طيور الإيمو، التي يصل طول الواحد منها إلى متر و90 سم ويمكنه تجاوز سيارة تسير بسرعة 50 كم في الساعة، وداست المحاصيل وأكلت كل شيء في طريقها، مما شكل ضربة حقيقية للأستراليين.
إعلان الحرب على الإيمو
في هذه الظروف اختارت الحكومة الأسترالية، بحثا عن الشعبية، حل هذه المشكلة جذريا، وذلك بإرسال الجيش، ونشر جنود مجهزين ببنادق لويس الآلية و10 آلاف طلقة للقضاء على هذه المخلوقات المخربة، على أن تمول الحكومة حركة الجنود وتترك للمزارعين تزويدهم بالطعام والسكن، وما يكفي لدفع ثمن الذخيرة.
لاقت المبادرة ترحيبا من قبل السكان المحليين، وظن الجيش أن 3 جنود يكفون لإسقاط العدو، خاصة أن الإيمو طيور لا تستطيع الطيران، ولكن الجيش أخطأ في التقليل من ذكاء هذه الوحوش وسرعتها.
يقول العميد جوينيد بورفيس، الذي "قاتل" في هذه العملية "لقد أثبت طائر الإيمو أنه لم يكن غبيا كما يعتقد الناس. لكل مجموعة قائدها الذي يقف للحراسة ليعتني أقرانه بالقمح، وعند أول إشارة مشبوهة يعطي الإشارة وتخرج عشرات الرؤوس من المحصول".
وتسببت طيور الإيمو المنظمة والمتفاعلة في هزيمة لأستراليا، دون أي خسائر في جيشها، لتكون العملية عرضة للسخرية على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، بقدر ما بدت إهدارا كبيرا، حيث استُخدم 2500 طلقة ذخيرة مقابل قتل حوالي 100 من طيور الإيمو.
وقد لخص عالم الطيور الأسترالي دي إل سيرفينتي حرب الإيمو بشكل جيد في الموسوعة البريطانية، وكتب "يبدو أن قيادة الإيمو قد تبنت تكتيك حرب العصابات، وسرعان ما انقسم جيشها الذي لا يستطيع المناورة كثيرا، إلى وحدات صغيرة لا حصر لها مما جعل استخدام المعدات العسكرية غير مربح، ولذلك انسحبت القوة الميدانية الساخطة من منطقة القتال بعد حوالي شهر"، ليعدّ ذلك هزيمة للجيش الأسترالي أمام آلاف من طيور الإيمو.
المصدر : لوبوان