وترتفع تكاليف الطاقة عادة في فصل الشتاء، ووسط استمرار القلق حيال إمكانية دخول الاقتصاد العالمي في ركود وعدم وضوح الرؤية والتوترات الجيوسياسية المستمرة التي يعيشها العالم على خلفية الحرب في غزة وتداعياتها على أمن الملاحة في البحر الأحمر أو الحرب الروسية على أوكرانيا.. تظل أسعار الطاقة (الكهرباء والغاز) مرتفعة، وربما تحمل أخبارا غير جيدة للمستهلكين في بعض الدول.
ولا يزال كثير من الناس يكافحون من أجل تغطية فواتير الطاقة الخاصة بهم، والتي لا تزال تتجاوز ما كانت عليه العام الماضي، ومع ارتفاع تكاليف التدفئة وتوقعات استمرارها في الارتفاع، فإن الحفاظ على الدفء سيكون أكثر كلفة بالنسبة للمستهلكين هذا الشتاء الذي يُتوقع أن يكون أكثر برودة من المتوسط.
,يعتمد المبلغ الفعلي الذي تدفعه على مقدار الطاقة التي تستخدمها، وهذا يعني أن أولئك الذين يعيشون في منازل أكبر أو عقارات غير موفرة للطاقة يمكن أن يدفعوا أكثر، في حين يحصل الذين يستخدمون طاقة أقل على فواتير أقل.
وفي كل الأحوال، ربما يتجاوز ما تدفعه مستقبلاً -أيا كان المنزل الذي تسكن فيه- فواتير التدفئة المعتادة. ففي الولايات المتحدة مثلاً، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يدفع صاحب المنزل العادي 30% أكثر مقابل الغاز الطبيعي و6% أكثر مقابل التدفئة الكهربائية.
وسيضع هذا الارتفاع ضغوطا إضافية على العديد من الأسر، إلا أن هناك طرقا عملية يمكنك التخطيط بها مسبقا للبقاء دافئا خلال أشهر الشتاء الباردة والطويلة، مع توفير الطاقة والحفاظ على الراحة وتقليل التكاليف.
حان الوقت لتغيير مصابيح منزلك
الجزء الممتع في فصل الشتاء هو رؤية جميع الأضواء من حولك، وبالتالي يمكن للبعض استهلاك الكثير من الطاقة، وهنا يأتي دور استبدال المصابيح الكهربائية الخاصة بمكافئات منخفضة الطاقة، وهو ما يمكن أن يُحدث فرقا كبيرا في فاتورة الطاقة الخاصة بك.
ولخفض تكاليف الطاقة، استخدم الأضواء التي تعمل بالبطارية أو مصابيح إضاءة ليد، وهي من أكثر تقنيات الإضاءة كفاءة في استخدام الطاقة وأسرعها تطورا اليوم، حيث تعيش فترة أطول، وتوفر جودة إضاءة قابلة للمقارنة أو أفضل من أنواع الإضاءة الأخرى.
وتنبعث من مصابيح "ليد" السكنية طاقة أقل بنسبة 75% على الأقل من المصابيح الكهربائية القياسية، وتستمر فترة أطول بما يصل إلى 25 مرة من الإضاءة المتوهجة، وهي أقل عرضة لخطر الحريق وأقل عرضة للتحميل الزائد على مقبس الحائط.
والاستخدام الواسع النطاق لتقنية "ليد" له تأثير محتمل كبير على إحداث تغيير جذري في مستقبل الإضاءة، ففي الولايات المتحدة مثلاً، من المتوقع أن تستخدم غالبية منشآت الإضاءة تقنية "ليد"، ويمكن أن يصل توفير الطاقة من إضاءة "ليد" إلى 569 تيراواطا في الساعة سنويا بحلول عام 2035، أي ما يعادل إنتاج الطاقة السنوي لأكثر من 92 محطة طاقة بقدرة 1000 ميغاوات.
ولتوفير المزيد من الطاقة والمال، اعتد على إيقاف تشغيل الأجهزة والإضاءة التي لا تستخدمها. أطفئ الأضواء عند الخروج من الغرفة أو أثناء النهار ولا تترك الأجهزة مثل مراوح الحمام تعمل لفترات طويلة لأنها تستهلك الكثير من الطاقة.
تقليل تيارات الهواء.. العزل هو الحل
يمكن أن تؤدي الرياح الشتوية القوية إلى تيارات هواء مزعجة داخل المنزل عبر تسريب النوافذ للأمطار والغبار والبرد الذي يكون سببه الأكثر شيوعا العزل السيئ للجدران والأرضيات والسقف أو قِدم النوافذ أو تلف الأجزاء الرئيسية مثل الأختام (حشوات مطاطية ملائمة) بمرور الوقت.
وفي كثير من المنازل، وخاصة القديمة، يكون الجو باردا رغم تشغيل التدفئة باستمرار، وهذا يرجع إلى عدم إحكام إغلاق النوافذ بشكل جيد، فقد تسمح الشقوق الموجودة في النوافذ والأبواب للحرارة بالخروج بسهولة، وهو ما قد يؤدي إلى صعوبة الحفاظ عليها دافئة وارتفاع فاتورة التدفئة.
بالتأكيد، لا أحد يريد دفع فاتورة طاقة تتضمن ثمن الحرارة المتسربة من المنزل، لذلك يُعد تحييد الطقس طريقة ممتازة للحفاظ على الهواء الدافئ في منزلك وإبعاد الهواء البارد، وتوفير المال خلال أشهر الشتاء.
ووفقًا لمنظمة "إنيرجي سيفينغ ترست" البريطانية المعنية بتعزيز كفاءة الطاقة والحفاظ عليها، يمكن أن تبلغ تكلفة العزل الاحترافي للنوافذ والأبواب وسد الشقوق في الأرضيات وألواح الحواف نحو 250 جنيها إسترلينيا، ولكنها يمكن أن توفر نحو 95 جنيها إسترلينيا سنويا على فواتير الطاقة.
وهناك طرق بسيطة لمنع دخول الهواء البارد وتسرب الحرارة، ومنها استخدام مادة مانعة للتسرب من السيليكون لملء أي فجوات أو شقوق، وتشمل المناطق التي يجب التحقق من تسرب الحرارة منها الطابق السفلي والأبواب والنوافذ، كما أن عزل جدران الأسقف بشكل جيد وإجراء الصيانة الدورية لأجهزة التدفئة له دور كبير في الحفاظ على الحرارة وخفض التكاليف. وتعتمد التكلفة على المناطق التي تريد تهيئتها وكيف تريد القيام بذلك.
وبينما يكلف إصلاح النوافذ واستبدالها رسوما باهظة، فإن إغلاق النوافذ بغشاء بلاستيكي يعد وسيلة فعالة من حيث التكلفة لمنع تيارات الهواء، لكن لا تسد مراوح الشفط وفتحات الحائط، فهي ضرورية لتهوية غرف معينة مثل المطبخ والحمام.
وهناك أيضا عدة أنواع من أدوات الحماية من الطقس وأجهزة استبعاد تيارات الهواء المتوفرة في متاجر أدوات البناء، منها الشرائط العازلة وأختام الأبواب والنوافذ الخشبية، أو يمكنك صنعها بنفسك باستخدام منشفة ملفوفة أو وسائل أخرى.
إذا كان بإمكانك العثور على مثل هذه الأدوات رخيصة ومستعملة، من المفترض أن يساعد ذلك أيضا في الحفاظ على الحرارة داخل منزلك. أضف هذه القطع إلى طول حواف النوافذ والأبواب الخارجية وإضافة فرشاة في الأسفل لمنع تسرب الهواء للداخل أو الهواء الدافئ إلى الخارج.
ونظرا لجدوى هذه الطريقة في توفير الطاقة، أعلنت الحكومة البريطانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تخصيص مليار جنيه إسترليني إضافية لمساعدة الأسر البريطانية على عزل ممتلكاتها. وتستهدف الأموال المنازل التي لديها أسوأ أداء للطاقة. ووفقا لتقديرات الحكومة، يمكن للأسر المشاركة أن توفر نحو 310 جنيهات إسترلينية سنويا من فواتيرها.
استخدم الماء البارد.. قلص فواتيرك وليس ملابسك
يمكن أن يؤدي الماء الساخن إلى بعض تكاليف الطاقة الخفية، خاصة خلال فصل الشتاء، ووفقًا لموقع إنيرجي غوف، فإن ضبط سخان المياه على 48 درجة مئوية يمكن أن يساعد في خفض التكاليف والأضرار التي تلحق بالجلد بسبب الماء الساخن. فقط حاول غسل معظم ملابسك عند درجة حرارة 20 أو 30 درجة بدلاً من 40 درجة، لأن ذلك قد يوفر عليك 24 جنيها إسترلينيا سنويا، وفقا لجمعية المستهلكين البريطانية "ويتش".
ومن خلال عدم تسخين المياه نهائيا في غسالتك، يمكنك تقليل تكاليف الطاقة في كل مرة، إذ يذهب ما يقدر بنحو 90% من إجمالي الطاقة التي تستخدمها غسالتك لتسخين المياه، لذا فإن التحول إلى الماء البارد يمكن أن يُخفض فاتورة الغاز أو الكهرباء، وفقا لشركة "جي إي أبلاينسيز" الأميركية المصنعة للأجهزة المنزلية.
وحسب التصميم، فإن الغسالات الحديثة مجهزة جيدا للتعامل مع المياه الباردة، ليس هذا فحسب، بل تحتوي العديد من المنظفات على إنزيمات يمكن أن تبدأ العمل في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 15 درجة مئوية، كما تعمل منظفات الماء البارد على تحسين النتائج.
وسيساعدك هذا أيضا على الاعتناء بملابسك فترة أطول ويوفر لك المال، فالماء البارد مناسب لمعظم الملابس والأشياء الأخرى التي يمكن وضعها بأمان في الغسالة، ويمكنه إزالة العديد من البقع من الملابس، في حين لا تستجيب جميع البقع للماء الدافئ. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يلتصق الدم والعرق بالقماش في الماء الساخن.
وتعمل الأقمشة الرقيقة (الدانتيل والحرير) والداكنة الملونة بشكل أفضل في الماء البارد، كما أن الغسيل بالماء البارد يعني أن الملابس أقل عرضة للانكماش أو البهتان والإتلاف والتجاعيد، مما يوفر تكاليف الطاقة والوقت المرتبطة بالكي.
وبعد الغسيل، يأتي دور تجفيف الملابس. وأرخص طريقة لذلك هي استخدام جهاز التهوية أو حبل الغسيل، أو بشكل طبيعي عن طريق تعليقها حيثما أمكن في أنحاء المنزل. وبالمقارنة مع استخدام مجفف الملابس، من المفترض أن يوفر هذا حوالي 40 جنيها إسترلينيا سنويا في المتوسط، وفقا لصندوق توفير الطاقة. وعوضا عن ذلك، يمكنك استخدام مزيل الرطوبة لتسريع العملية وتوفير المال مقارنة باستخدام مجفف الملابس.
قد لا يبدو هذا بمثابة توفير كبير بالنسبة للبعض، ولكن إذا قمت بدمج محاولة تقليل عدد مرات الغسيل والتجفيف التي تقوم بها كل أسبوع، وارتداء ملابسك كثيرا في فصل الشتاء قبل وضعها في سلة الغسيل، فيمكنك توفير مبلغ لا بأس به.
كن ذكيًا.. استخدم منظمات الحرارة الذكية
قد يكون من المغري رفع درجة الحرارة في منزلك بضع درجات، ولكن إذا خفضت درجة الحرارة لثماني ساعات يوميا، فيمكنك توفير ما يقرب من 10% من تكاليف الطاقة كل عام، وتكون نسبة التوفير أكبر بالنسبة للمباني ذات المناخ المعتدل مقارنة بتلك الموجودة في المناخات الأكثر قسوة.
يمكنك القيام بذلك أثناء نومك أو إذا كنت بعيدا عن المنزل أثناء النهار لفترات طويلة من الوقت، وفي هذه الحالة، يعد تركيب منظمات حرارة ذكية طريقة رائعة للحفاظ على عمل درجة حرارة منزلك بكفاءة، حيث يمكنك ضبط أوقات تشغيل التدفئة أو تكييف الهواء وفقا لجدول زمني محدد مسبقا.
خفض منظّم الحرارة يمكن أن يكون وسيلة سريعة لتوفير المال، ووفقًا لبعض التقديرات يمكن أن يوفر خفض منظم الحرارة بمقدار درجة واحدة فقط (من 19 درجة مئوية إلى 18 درجة) نحو 113 جنيها إسترلينيا سنويا وفقا لموقع "وارم آند ويل" المعني بتقديم نصائح مجانية حول الطاقة المنزلية، ويُوصي البعض بدرجة حرارة للغرفة لا تقل عن 18 درجة مئوية، فقد يحتاج كبار السن والمرضى أو المعاقون إلى أن يكونوا أكثر دفئا.
ووفقًا لموقع "إنيرجي غوف"، فإن ضبط منزلك على درجة حرارة منخفضة يمكن أن يمنع أيضا فقدان الحرارة من منزلك خلال فصل الشتاء، لذا كلما بقي منزلك في درجة حرارة منخفضة لفترة أطول، وفرت المزيد من الطاقة، لأن منزلك فقد طاقة أقل مما كان سيفقده في درجة الحرارة المرتفعة.
وفي فصل الصيف، يمكنك اتباع نفس الإستراتيجية مع تكييف الهواء المركزي من خلال الحفاظ على منزلك أكثر دفئا من المعتاد عندما تكون بعيدا، وضبط منظم الحرارة على إعداد مرتفع مناسب لك عندما تكون في المنزل وتحتاج إلى التبريد والتدفئة. فارتفاع درجة الحرارة الداخلية سوف يبطئ دخول الحرارة إلى منزلك، مما يوفر الطاقة في تكييف الهواء.
الاستثمار في خفض درجة حرارة سخان المياه
تسخين المياه هو ثالث أكبر استهلاك للطاقة في منزلك. وفي المتوسط، تمثل سخانات الماء الساخن 15% من المرافق المنزلية. وهناك طريقة سهلة وغير مكلفة لتوفير الطاقة وهي خفض درجة حرارة سخان الماء إلى الوضع الدافئ.
وخفض درجة حرارة سخان المياه هو مجرد طريقة واحدة لجعل سخان المياه الخاص بك فعالاً في استخدام الطاقة، وتشمل الطرق الأخرى استخدام كميات أقل من المياه، وإضافة مواد عازلة لتنعكس الحرارة المولدة مرة أخرى.
وإذا كان سخان المياه الخاص بك من الطراز الأقدم وقد تجاوز فترة صلاحيته، فقد يكون الوقت حان للاستثمار في نموذج أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
ويمكنك أيضا الاستثمار في رأس دش استحمام أكثر كفاءة في استخدام المياه، والذي يعمل على تقييد كمية المياه التي تمر عبره، مما يعني أنك تستخدم كمية أقل من الماء لنفس مدة الاستحمام، ويمكن أن يوفر لك نحو 71 جنيها إسترلينيا سنويا من فواتير الطاقة على مدار العام، وفقًا لتقرير نشره موقع بي بي سي.
قد يستمتع البعض منا بالاستحمام فترة طويلة، لكن يمكنك أيضا توفير نحو 61 جنيها إسترلينيا عن طريق تقليل مدة الاستحمام من 7 إلى 4 دقائق فقط. وسيؤدي القيام بالأمرين معًا إلى توفير المزيد، على الرغم من أنه أقل قليلا من المجموع الكلي لأنك ستستخدم كمية أقل من المياه بشكل عام.
بدائل للطهي
تعد العديد من مقالي الهواء وأجهزة الميكروويف أرخص في الاستخدام من أفران الغاز، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها تستغرق وقتا أقل في مساحة أصغر لطهي أشياء مثل الوجبات المجمدة.
ووفقًا لموقع "يوزويتش" لمقارنة الأسعار، قد يكلف طهي الدجاج في الفرن حوالي 12 بنسا، مقارنة بنصف هذه الكمية في المقلاة الهوائية. ويقول الموقع إن كلفة طهي البطاطا المخبوزة في الفرن تبلغ نحو 27 بنسا مقارنة بـ3 بنسات فقط في الميكروويف.
وعوضا عن ذلك، حاوِل استخدام جهاز طهي بطيء، فرغم أنه سيعمل لفترة أطول من الفرن، فهذا لا يعني أنك ستنفق المزيد من المال على فواتير الطاقة، لأنه يُستخدم أقل بكثير. كما أنه رائع لطهي قطع اللحوم والاستفادة من الخضراوات. ومع ذلك، فإن جهاز الطهي الأرخص استخداما سيعتمد على ما تطبخه، وتصنيف كفاءة استخدام الطاقة في جهازك وحجمه.
ضع في اعتبارك أيضا أنه اعتمادا على الطرازات المحددة، قد لا تتمكن مقالي الهواء وأجهزة الميكروويف من استيعاب كمية كبيرة من الطعام مثل الفرن، لذلك قد تحتاج إلى استخدامها عدة مرات لتناول وجبة واحدة.
إذا كنت قد استخدمت الفرن لطهي شيء ما، فاترك باب الفرن مفتوحا إلى أن يبرد لتتسرب الحرارة إلى منزلك، أو أوقف تشغيل الفرن قبل 5 إلى 10 دقائق من نهاية وقت الطهي المطلوب لوجبات مثل الخضار والفطائر مع استخدام الأوعية المقاومة للحرارة، حيث يمكن للطعام إنهاء الطهي في الحرارة المتبقية. ومع ذلك، يعتمد نجاح هذه الإستراتيجية على ما تطبخه، حيث تتطلب بعض العناصر مثل الخبز أوقات طهي محددة.
فكر في كيفية طهي أطباقك لتقليل الوقت الذي تقضيه في استخدام الفرن. فعلى سبيل المثال، يمكنك طهي بعض العناصر جزئيا -مثل رقائق البطاطس- في الميكروويف قبل نقلها إلى الشواية أو المقلاة الهوائية. وبالمثل، يمكنك تحمير النقانق أو الدجاج على الموقد قبل الانتقال إلى الطاهي البطيء.
عند استخدام الفرن أيضا، قم بزيادة مساحته إلى أقصى حد. ولا تكتفي بطهي صنف واحد فحسب، بل فكر فيما ستأكله لبقية الأسبوع، وما إذا كان بإمكانك طهيه بكميات كبيرة لتوفير تكاليف الطاقة. فأي شيء لا تخطط لتناوله في ذلك اليوم يمكن تجميده أو تبريده وإعادة تسخينه عند الحاجة. وعوضا عن ذلك، فكر في التحول إلى الطعام الذي لا يتطلب استخدام الطاقة.
وعندما تقوم بغلي الماء للشاي أو القهوة في الصباح، قم بغلي الكمية التي تحتاجها بالفعل فقط. وعوضا عن ذلك، يمكنك غلي إناء كامل ونقل الماء المتبقي إلى دورق لإبقائها دافئة لبقية اليوم لتناول المزيد من المشروبات الساخنة، مما يمكن أن يوفر الكثير من المال.
دفِّئ نفسك وليس المنزل
هناك أعداد كبيرة من قطع الملابس التي يمكنك شراؤها لارتدائها أو لفها حولك أو استخدامها للبقاء دافئًا. فوفقًا لبحث أجرته شركة موني سيفينغ إكسبرت ومقرها لندن، فإن الأجهزة التي يمكن شحنها عبر وصلات "يو إس بي" مثل القفازات وأجهزة تدفئة اليد أرخص في التشغيل، ولكنها تركز عادة على منطقة صغيرة مثل يديك أو قدميك.
يمكنك توفير الطاقة والدفء من خلال ملابس النوم ومفارش السرير والأغطية التي تستخدمها، ويمكن لاختيار المادة المناسبة للفراش أن يُحدث ذلك فرقا أيضا. ويمكن للفراش الصوفي أو البطانية الكهربائية تدفئة سريرك، مع كون هذا الخيار من أرخص الخيارات، فهي تحتوي على جهاز تحكم عن بعد مع إعدادات للحرارة.
والخيار الأمثل هو قماش الفلانيل الذي يُستخدم في صناعة ملابس الطرطان والبطانيات وملاءات السرير وملابس النوم، ويتكون من ألياف ليست مريحة فحسب، ولكنها تمنع دخول الهواء، مما يجعلها المادة المثالية لليالي الشتاء الباردة. ومهما كانت ملابس النوم التي تستخدمها، ضعها في المجفف لبضع دقائق مع زوج من الجوارب قبل النوم مباشرةً للحصول على الدفء الفوري.
ووعوضا عن ارتداء سترة صوفية واحدة، ارتد عدة طبقات حرارية. وهذه هي النصيحة عموما لأولئك الذين يقومون برحلات في البرد أو التزلج، حيث إن ارتداء عدد من الطبقات يحافظ على الحرارة أكثر من طبقة واحدة سميكة.
حيل أخرى للتدفئة والتوفير
إلى جانب إغلاق النوافذ المعرضة للتيارات الهوائية وضبط منظم الحرارة لديك، هناك طرق أخرى منخفضة التكلفة للحفاظ على دفء منزلك، ومنها:
تستهلك تدفئة غرف المنزل طاقة كبيرة، وبدلاً من تشغيل التدفئة لفترة طويلة على حرارة عالية، يُفضل تشغيلها بشكل مستمر خلال النهار على حرارة منخفضة، ورفعها إلى درجة حرارة متوسطة عند الضرورة.
تجديد هواء الغرفة مهم جدا خلال فصل الشتاء لتجنب نمو العفن الذي يجعل الأشخاص أكثر عرضة للمعاناة من أمراض الجهاز التنفسي والالتهابات والحساسية أو الربو، لكن عوضا عن فتح النوافذ بوضعية الإمالة لفترة طويلة، من الممكن فتح جميع نوافذ المنزل لمدة 5 دقائق وتغيير الهواء مع تجنب تبريد الهواء وأرضية المنزل، لأن منزلك إذا كان باردًا جدًا فقد يؤدي ذلك أيضا إلى زيادة الرطوبة التي تحفز العفن على الظهور.
من الأسهل التسخين والحفاظ على درجة الحرارة في غرفة واحدة، بدلاً من منطقة المعيشة بأكملها. هناك عدة طرق للقيام بذلك دون زيادة فاتورة التدفئة. ويمكنك خفض درجة الحرارة في باقي أنحاء منزلك والتركيز على الغرفة التي توجد فيها.
تحتوي العديد من مشعات التدفئة على صمامات تتحكم في درجة الحرارة في كل غرفة. فكر في تشغيل صمام المشعات في الغرف التي تستخدمها بشكل أقل إلى نقطة المنتصف، وغالبًا ما تكون 3 من أصل 5، ومن المفترض أن يؤدي ذلك إلى تسخين الغرفة إلى ما بين 18 و20 درجة مئوية، مع توفير نحو 50 جنيها إسترلينيا سنويا للمنزل النموذجي.
إبقاء ستائرك مفتوحة للسماح لأشعة الشمس بالدخول خلال النهار يمكن أن يساعد في الحفاظ على دفء منزلك، لكن تذكر أن إغلاقها ليلا يمكن أن يساعد أيضا في منع الهواء البارد من الدخول إلى منزلك وزيادة الأداء الحراري.
قم بتشغيل غسالة الأطباق فقط عندما تكون ممتلئة لتقليل كمية المياه التي تستخدمها، ويمكن لتقليل استخدامها بمعدل تشغيل واحد أسبوعيا لمدة عام أن يوفر لك 14 جنيها إسترلينيا. إذا لم تكن تعتمد على غسالة الأطباق، فيمكن أن تستخدم وعاء لغسل الأطباق عوضا عن وضع الأطباق تحت الصنبور لتوفير الطاقة والمياه.
أبقِ أبواب الأقبية والغرف الاحتياطية مغلقة عند عدم استخدامها، ومن المفيد أيضا إغلاق الشبكات والفتحات التي تؤدي إلى الغرف الاحتياطية لتقليل تكاليف الحرارة.
تحتوي العديد من مراوح السقف على خيار "عكسي" على جهاز التحكم عن بعد أو مفتاح على جسم مروحة السقف. ويساعد تغيير حركة شفرات المروحة في اتجاه عقارب الساعة (الاتجاه المعاكس) في الشتاء على سحب الهواء البارد إلى السقف وإجبار الهواء الدافئ على الهبوط مما يسمح لك بخفض درجة الحرارة وتوفير الطاقة.
وإذا كان لديك مدفأة مفتوحة أو موقد حطب، فقد ترغب في التفكير في تخزين الخشب والفحم في أشهر الربيع والصيف لاستخدامهما عندما يصبح الطقس أكثر برودة في الشتاء المقبل، وهناك العديد من الأنواع المختلف من الفحم، فقط ضع في اعتبارك أن حرق بعض أنواع الوقود في المنزل مثل الخشب والفحم، يؤدي إلى إطلاق دخان وملوثات ضارة في الجو مما قد يؤدي إلى الإضرار بالبيئة.
أثبتت الكثير من الدراسات دور نباتات الزينة المنزلية في تحسين جو الغرفة وزيادة التدفئة من خلال زيادة الرطوبة، لكن من المهم اختيار النباتات المنزلية الملائمة للغرفة مثل نباتات العنكبوت.
يمكنك أيضًا التفكير في تركيب جهاز تهوية مياه دوَّار على صنبور المطبخ الموجود لديك لتقليل كمية المياه الخارجة دون التأثير على كيفية غسلها أو شطفها. هذا الجهاز عبارة عن أداة ذات ثقوب صغيرة، يتم تثبيتها على الصنبور، وهي رخيصة الثمن وسهلة التركيب.
ويتم توفير العدادات الذكية من قبل معظم شركات الطاقة، ويمكنك استخدامها لمشاهدة ما تستخدمه وتنفقه في الوقت الفعلي، ويمكنها أن تمنعك من أن تتحمل تكاليف أقل أو زائدة عن الحد بسبب الفواتير المقدرة.
ابق نشطا قدر الإمكان، فإذا كنت تعمل من المنزل تحرك مرة واحدة على الأقل كل ساعة وحاول تجنب الجلوس فترات طويلة، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز الدورة الدموية، ويساعدك على البقاء دافئا وصحيا. ومع ذلك، قد يكون من الصعب العثور على الدافع للبقاء نشيطا في الأشهر الباردة.
وتشمل أرخص طرق التدفئة أيضا استخدام الستائر الحرارية التي تتوفر في المتاجر، وهي أكثر سماكة من الستائر العادية، والسخانات الرخيصة المحمولة التي يمكن نقلها في جميع أنحاء المنزل وتُبقي منظم الحرارة منخفضًا.
وعلى الرغم من ارتفاع سعر المضخات الحرارية فإنها توفر الطاقة على المدى البعيد وتلائم البيئة، وكذلك استخدام قربة ماء ساخن وشموع يقلل استخدام الطاقة.
المصدر : الجزيرة