موضوعات أزلية
في تصريح للإعلام، أوضحت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أن الجولة التي قامت بها على المعروضات أظهرتها وكأنها تعيش لحظات تنفيذ هذه السكيتشات وإنجازها، وأنها أحست نفسها وكأنها تجلس في المكان الذي كان فيه كل من أدهم ونعيم إسماعيل ورأتهما وهما يرسمان ويقومان بالتحضير والتنفيذ، فقدم كل منهما السكيتش النتاج الأول العفوي التلقائي للفنان، علماً أن هذه السكيتشات فيها الكثير من الدراسة والتأني والبحث والتقصي والإبداع، مبينةً أنها ليست سكيتشات عادية نضع فيها أي موضوع وحسب، بل هو سكيتش مدروس.
وتابعت "مراحل عطاء أدهم إسماعيل كانت قليلة نظراً لقصر سنوات حياته، على حين أن نعيم إسماعيل عاش فترة أطول نسبياً، فكان نتاجه الفكري والإبداعي أغزر من ناحية السكيتشات وبالتالي الجهد الذي بذل بالتأكيد كان غزيراً، وعليه أنا أتوجه بالتحية للقائمين على هذه الصالة لدأبهم وشغفهم وحبهم لهذا الفن وحبهم للتوثيق الذي بوساطته نستطيع رؤية الواقع، وأن ندرس تطور المراحل الفنية في سورية، ولعلنا من خلال هذه اللوحات نستطيع أن نرصد تطور الحياة الثقافية والاجتماعية والتأثر بالمدارس الفنية الأخرى، وقد لاحظنا التفاعل مع القضية الفلسطينية والأمومة والكثير من الموضوعات الأزلية، ومجمل الموضوعات التي قدمها الفنانان جميلة جداً وطريقة العرض مميزة وكل ما نراه يثبت أن سورية ولادة وتبشر بإبداع مستمر".
فخر واعتزاز
من جانبها، ابنة الفنان نعيم إسماعيل الفنانة هيما إسماعيل أبدت سعادتها العارمة بما شاهدته في المعرض، مشيرة إلى أن كونها ابنة نعيم إسماعيل فإن ذلك يعد مصدر فخر واعتزاز لها، وأكدت أن المعروضات ليست إلا جزءاً يسيراً من نتاج والدها الفني ومن إبداعه، وحول ما يجذبها في موضوعاته نوهت بأن اقترابه من الطبقة الفقيرة ومحاولته نقل معاناة وهموم الأم والفلاح وما إلى ذلك كان أكثر ما يجذبها في فنه، مؤكدة أنها لا تتذكر من حياتهما معاً أي شيء ولاسيما أن نعيم غادر الدنيا قبل أن تتم العام من عمرها.
دعوة للتعلم
وعن رأيه في المعرض يخبر الفنان التشكيلي محي الدين الحمصي أننا اليوم في حضرة معرض شامل لأيقونات فنية عريقة في سورية، وهذه الأيقونات عاصرت فترة الاستعمار الفرنسي وقدمت موضوعات تعيدنا كثيراً للتاريخ السوري في القرن الماضي، واللوحات المقدمة هي مجموعة من الأعمال الجميلة والدراسات الرائعة التي تعيدنا إلى الرؤية البصرية الراقية التي نفتقدها كثيراً في طلاب المستقبل، فهذه الدراسات تأخذنا إلى عوالم فنية أخرى مختلفة عما نألفه، إذ إنها دراسات ومداخل لمدارس مختلفة ومتنوعة.
وأشار الحمصي إلى أن ما نراه اليوم وما هو معروض يأخذنا من أيدينا إلى حميمية التاريخ والماضي، فلا تخلو أعمالهما مما يدل على المرأة ومعاناتها ونشاطاتها وغير ذلك، وكذلك لا تخلو من مظاهر الطبيعة والإنسان بكل صراعاته وانفعالاته وتقلباته وخيره وشره، وهو ما يسمى "المدرسة الدادائية" كما أن هذه الأعمال توحي للكثير بأنها شكل بدائي ولكنها عكس ذلك، فهي تقدم رؤية فنية وتشكيلية عميقة بحيثياتها كاملةً، فكانت هذه الأنماط والنماذج والمناهج مدرسة تعليمية ومؤسسة لأجيال قادمة.
عن أدهم ونعيم
مارس أدهم إسماعيل التصوير الزيتي، ومن التراث العربي أوجد أسلوباً حديثاً في التلوين، وعمل مدرساً للتربية الفنية بدمشق وأقام العديد من المعارض في دول عربية وأجنبية عدة علاوة على أنه كان مستشاراً فنياً في وزارة الثقافة بالقاهرة خلال فترة الوحدة بين سورية ومصر.
أما عن نعيم فغلب على منجزه الفني الشاعرية العالية والتغني بالبيئة الريفية، وأعماله تشير إلى استمرارية العطاء الفني الذي يظهر كل أشكال البيئة الشعبية في القرى والأرياف، وقدم برؤيته الخاصة الذكريات التي بقيت عالقة في مخيلته من أرض القرية والحياة البسيطة في الريف البعيد الهادئ.
المصدر: الوطن