حول الجديد المنتظر تحدث المايسترو أندريه المعلولي لصحيفة الثورة بداية عن الحفل الذي سيقام في الكويت، يقول "بعد انتهاء مساري الوظيفي في دار الأوبرا، تفرغت لنشر ثقافة الموسيقا السورية، خاصة أن الموسيقيين السوريين لهم سمعة طيبة واسم لامع، وإمكانيات كبيرة في العزف والأداء الموسيقي، وهو أمر مشهود له على مستوى العالم وليس على مستوى الوطن العربي فقط".
ويشير المعلولي إلى أن الاوركسترا قدمت منذ تأسيسها الكثير من الأعمال الهامة، يقول "تم اختيارها لتكون مرافقة في حفلات أوبرا الكويت، حالياً مع المطربة عبير نعمة، ولاحقاً ربما مع أسماء أخرى. حيث بدأنا مع شركة الرتاج للإنتاج الفني وبات هناك تعاون طويل الأمد معها، سيثمر لاحقاً جهوداً هامة مع أسماء كبيرة. وحالياً لدينا عدة حفلات مع عبير نعمة يتم التحضير لها، ليس في الكويت فقط وإنما في "بروكسل، جنيف، باريس".
ويبيّن أنه سبق لعبير نعمة أن قدمت عدة حفلات ناجحة في دمشق، وهي صوت مهم، وفيما يتعلق ببرنامج الحفل أكد أنهما تناقشا حوله، موضحاً أن عدد عازفي الأوركسترا سيكون 45 عازفاً، وسيتم تقديم عملين خليجين تم توزيعهما للأوركسترا، متوقعاً أن يقدموا في الحفلين بصمة مهمة على المستوى الأدائي والثقافي.
وحول الأمسية الموسيقية التي يقيمها كورال الكنارة الروحية بالتعاون مع أوركسترا "أروفيوس"، يشير المايسترو أندريه المعلولي إلى أنها تُقام بمناسبة عيد "الكرسي الانطاكي الرسولي"، مؤكداً أنه حدث وطني قبل أن يكون ديني، فأن يكون مقر الكرسي الانطاكي في دمشق هو حدث مهم على مستوى العالم، يقول:
"سبق لأوركسترا أورفيوس أن تعاونت عدة مرات مع جوقة الكنارة الروحية بقيادة الأب ملاتيوس شطاحي المتخصص بالموسيقا البيزنطية، واليوم يتم دمج "الموسيقا الآلية" مع "الموسيقا البيزنطية" التي تعتمد على الصوت البشري فقط. فدخول الآلات الموسيقية أمر جديد، ولكننا حافظنا على قدسية اللحن والأداء، إلا أننا سنقدمه بطريقة مختلفة وفيها نوع من الثقافة التي تعتمد على حفظ التراث، لأن أساس ظهور الموسيقا البيزنطية كان في سورية، من هذه الأرض انتشر، ومؤسس و واضع الموسيقا البيزنطية هو يوحنا الدمشقي الذي كان وزيراً للمال في العهد الأموي".
وحول خصوصية الموسيقا البيزنطية وما يمايزها عن الموسيقا الغربية، يقول "الموسيقا البيزنطية تعتمد على ربع الصوت وتُسمى بسالتيكا، وهي مختلفة عن النوطة الموسيقية الغربية "الصولفيج"، وربع الصوت ليس من ثقافة الموسيقا الغربية وهو يؤدى من قبل "الأرثوذكس" في العالم ولكن ليس بالروح نفسها التي تُؤدى من قبل المرتلين في سورية، لأن هذا "الربع" موجود في الجينات. والفرق كبير بين أن تؤدي بحرفية فقط، وبين أن يكون هناك إحساس، وهذا ما يميزنا عن الغرب.
وعن التنويط الموسيقي من البيزنطي إلى الصولفيج الغربي، ليتم عزف اللحن من قبل الأوركسترا في الأمسية، يقول "هذه الحرفية التي أحكي عنها للموسيقي السوري، وأذكر عندما كنت عميداً للمعهد العالي للموسيقا تم الحديث حينها عن تقسيم المعهد إلى معهدين، معهد للموسيقا العربية وآخر للموسيقا الكلاسيكية، وكان لدي تعقيب بأننا في المعهد العالي للموسيقا نحن الوحيدون في العالم الخريج عندنا يًتقن علوم الموسيقا العالمية والعربية بآن واحد، لذلك نستطيع كتابة موسيقا سيمفونية ونكتب هارموني للموسيقا العربي، لأن كل موسيقي يُتفن علوم الموسيقا العالمية كما يتقن الموسيقا العربية للمقامات الشرقية".
ويشير إلى أنه عندما تُكتب هذه الموسيقا إلى موسيقا أوركسترالية فإننا نقوم بدور كبير جداً بنقل الموسيقا السورية من المحلية إلى العالمية، لأنه بذلك يمكن لأي أوركسترا عالمية استهوت هذا اللحن أن تعزفه لأنه مكتوب بطريقة أكاديمية .
ويختم قائلاً "يقع على عاتقنا كموسيقيين وفنانين سوريين أن تقوم بالحفاظ على هذا التراث وتوثيقه وتطويره وتنويطه وكتابته بشكل أكاديمي لنستطيع نقله إلى العالم ، لأنه من خلال ما نقدم للمجتمع العالمي من موسيقا وألحان يستطيع المجتمع التعرف عليها وان يقوم بالتواصل وبناء الجسور معنا" .
المصدر: صحيفة الثورة