وفي الأمثال الشعبية يقولون (فلان حلو اللسان) أو ما شاء الله لسانه لا يدخل فمه.. والمرء مخبوء تحت لسانه.. أو المرء بأصغريه قلبه ولسانه.. وغير ذلك.
ثمة دراسات اجتماعية ونفسية حديثة تابعت ظاهرة طلاقة اللسان ما تحمله، ومنها كتاب “طلاقة اللسان: اكتشف أسرار المحادثة الفعالة” لجيمس بورغ، وفيه يتم الكشف عن أسرار كيفية أن تصبح متحدثًا أكثر جذبًا وإقناعًا، ويقدم للقراء دليلاً شاملاً لإتقان فن المحادثة.
يبدأ الكتاب بالاستكشاف في الأسس النفسية للتواصل. يؤكد بورغ أهمية التعاطف والذكاء العاطفي، موضحًا كيف أن فهم مشاعر وأفكار الآخرين يمكن أن يحسن مهارات المحادثة بشكل كبير. يقترح تمارين عملية لتعزيز هذه المهارات، مثل الاستماع النشط وتقليد لغة الجسد، التي يمكن أن تساعد في خلق اتصال أكثر صدقًا بين المتحدثين.
تتعمق الدراسة في ميكانيكا المحادثة، ويحدد بورغ الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون، مثل الاستئثار بالنقاش أو عدم الانتباه للإشارات اللفظية وغير اللفظية. يقدم إستراتيجيات بسيطة لكنها فعالة لتجنب هذه الأخطاء، مشجعًا القراء على اعتماد نهج أكثر تركيزاً على المستمع. هذا التحول لا يجعل المحادثات أكثر جذباً فحسب، بل يمكن الأفراد أيضاً من التأثير على الآخرين بشكل أكثر فعالية.
بالإضافة إلى ذلك، تعالج تحديات إعدادات الاتصال المختلفة، من الدردشات العابرة إلى العروض التقديمية الرسمية. يقدم بورغ نصائح مخصصة لمجموعة متنوعة من المواقف، ما يضمن أن القراء مجهزون للتعامل مع أي تحدٍ في المحادثة بثقة. سواء أكان الأمر يتعلق بالتفاوض على زيادة في الراتب، أم التواصل في حدث، أم مجرد الدردشة في تجمع عائلي، فإن إستراتيجيات بورغ مصممة لتعزيز الثقة وضمان إيصال الرسائل بوضوح وإقناع.
وأخيراً، لا يعلم "طلاقة اللسان" القراء كيف يتحدثون جيدًا فحسب، بل يعلمهم أيضاً كيفية تكييف أسلوب تواصلهم لتلبية احتياجات جماهير مختلفة. يتمثل نهج بورغ في كل شيء بدءاً من اختيار الكلمات وبنية الجملة إلى إيقاع ووتيرة الكلام. بنهاية الكتاب، لا يصبح القراء على دراية فقط بما يجعل المحادثات تعمل، ولكنهم يكونون أيضًا ماهرين في تعديل تواصلهم في الوقت الفعلي لمواجهة المتطلبات الديناميكية للتفاعلات اليومية.
ويعتبر "طلاقة اللسان" اكتشف أسرار المحادثة الفعالة" مورداً لا غنى عنه لأي شخص يتطلع إلى تحسين مهارات المحادثة. بنصائحه العملية ورؤاه العميقة، يمكّن القراء من تحويل نهجهم في الاتصال، مما يجعل كل محادثة ليست فقط أكثر فعالية ولكن أيضاً أكثر متعة.
إنها الفصاحة التي تخفي وراءها مخزوناً من المعرفة والانتباه وحسن التخلص وثمة دراسات في التراث العربي تحت عنوان الأجوبة المسكتة التي تدل على بلاغة وذكاء من يطلقها.. صحيح أن البلاغة في الإيجاز ولكنها ليست في الصمت عندما يقتضي الأمر الكلام.
المصدر: صحيفة الثورة