لكن ما الفرق بين كامالا هاريس ودونالد ترامب من حيث التعامل مع منطقتنا وقضايانا؟، هاريس أعلنت أنها ستكمل نهج بايدن في المنطقة، وهو النهج القائم على دعم "إسرائيل"، والدفاع عنها، واعتبار أمنها جزءاً من الأمن القومي الأمريكي، وكما قال هو أي "بايدن" إنه أكبر صهيوني في أمريكا، فإن هاريس تكرر وراءه تصميمها على دعم "إسرائيل"، وإذا أخذنا ما صدر عن بلينكن عندما زار الكيان الصهيوني مع بدء العدوان على غزة انتقاماً من "طوفان الأقصى"، حيث سأل بلينكن نتنياهو "ماذا ستفعل بأهل غزة الفلسطينيين؟" فأجابه نتنياهو "سنطردهم أو نقضي عليهم"، فعقب بلينكن بـ "حماس" "نحن معكم، نحن معكم"، هذه المحادثة أوردها الصحفي الأبرز بوب ودوورد في كتابه الأحداث "الحرب".
أما ترامب فقد أبلغ نتنياهو بإلحاح "عليك القضاء عليهم الفلسطينيين، وإنجاز مهمتك هذه، قبل أن أدخل البيت الأبيض"، ترامب مستعجل للقضاء على الفلسطينيين، وتأكيداً على هذه المعلومة، فإن ترامب أنتقد إدارة بايدن مراراً، أنها لم تقدم لنتنياهو و"إسرائيل" ما يكفي لإنجاز حربها بالقضاء على الفلسطينيين، صحيح ترامب وعد بعض المسلمين بـ "إنهاء الحرب"، لكنه لم يخبرهم بأي نتيجة سينهي الحرب ولمصلحة من، أليس هو صاحب تشريع "القدس كعاصمة أبدية لـ "إسرائيل"، وصاحب "صفقة القرن" المضيعة للحقوق الفلسطينية والعربية؟!!
كامالا هاريس ستستمر بدعم "إسرائيل"، والحرب معها بالسلاح والمعدات وبالسياسة، للقضاء على القضية الفلسطينية، مع استمرار ادعاء العمل من أجل "حل الدولتين"، ترامب من جهته مستعجل للقضاء ليس على القضية الفلسطينية فقط، بل القضاء على الفلسطينيين أصحاب الأرض أيضاً، باختصار نحن أمام هاريس وترامب، كأننا أمام درجتين من السرطان الخبيث، وكلاهما قاتل للحق الفلسطيني، ومجرم بحق العرب والعروبة، وخائن لدوره ووظيفته كرئيس للدولة العظمى عليه العمل لتحقيق استقرار وأمن وتعاون العالم.
المصدر: صحيفة تشرين