درجتان من السرطان الخبيث!!‌‌‏.. كتب د. فؤاد شربجي

الأربعاء 6 نوفمبر 2024 - 09:26 بتوقيت غرينتش
درجتان من السرطان الخبيث!!‌‌‏.. كتب د. فؤاد شربجي

العالم منشغل بالانتخابات الأمريكية، لا لأن أمريكا تقوم بعملها الطبيعي كدولة عظمى ‏في ‌‏إرسال الاستقرار والسلم والتعاون الدولي، بالعكس، الاهتمام الدولي بالانتخابات ‏الرئاسية ‌‏الأمريكية سببه أن الإدارة الأمريكية تتصرف تجاه الآخرين كـ "قرصان" ‏يريد نهب ‏ثروات ‏وموارد الأمم، ولأن هذه الإدارة تعمل كـ "سمسار" يستخدم الهيمنة ‏والسيطرة ‏لإبرام الصفقات ‏لمصلحته، وعلى حساب حياة ومعاش واستقلال وحرية ‏الآخرين، بالنسبة ‏لنا نحن العرب، فإن ‏ما يهمنا من الانتخابات، موقف الرئيس القادم ‏من قضايانا، وخاصة ‏القضية الفلسطينية، وما ‏سيفعله في الحروب الدائرة ضدنا في ‏غزة ولبنان، كتكثيف ‏للعدوان "الإسرائيلي" ضد منطقتنا ‏كلها.‌‌‏ ‏

‌لكن ما الفرق بين كامالا ‏هاريس ودونالد ترامب من ‏حيث التعامل مع منطقتنا وقضايانا؟، ‏هاريس أعلنت أنها ‏ستكمل نهج بايدن في ‏المنطقة، وهو النهج القائم على دعم "إسرائيل"، ‏والدفاع عنها، ‏واعتبار أمنها جزءاً من الأمن ‏القومي الأمريكي، وكما قال هو أي "بايدن" إنه ‏أكبر ‏صهيوني في أمريكا، فإن هاريس تكرر ‏وراءه تصميمها على دعم "إسرائيل"، وإذا ‌‏أخذنا ما صدر عن بلينكن عندما زار الكيان الصهيوني ‏مع بدء العدوان على غزة ‏انتقاماً من ‌‏"طوفان الأقصى"، حيث سأل بلينكن نتنياهو "ماذا ‏ستفعل بأهل غزة ‏الفلسطينيين؟" فأجابه ‏نتنياهو "سنطردهم أو نقضي عليهم"، فعقب ‏بلينكن بـ "حماس" ‌‏"نحن معكم، نحن معكم"، هذه ‏المحادثة أوردها الصحفي الأبرز بوب ‏ودوورد في ‏كتابه الأحداث "الحرب".‌‌‏ ‏


‏‌‏ ‏أما ترامب فقد أبلغ نتنياهو بإلحاح "عليك القضاء عليهم الفلسطينيين، وإنجاز مهمتك ‌‏هذه، ‏قبل أن أدخل البيت الأبيض"، ترامب مستعجل للقضاء على الفلسطينيين، ‏وتأكيداً ‏على هذه ‏المعلومة، فإن ترامب أنتقد إدارة بايدن مراراً، أنها لم تقدم لنتنياهو ‏و"إسرائيل" ما ‏يكفي ‏لإنجاز حربها بالقضاء على الفلسطينيين، صحيح ترامب وعد ‏بعض المسلمين بـ‌‏ "إنهاء ‏الحرب"، لكنه لم يخبرهم بأي نتيجة سينهي الحرب ولمصلحة ‏من، أليس هو صاحب ‏تشريع "القدس كعاصمة أبدية لـ "إسرائيل"، وصاحب "صفقة ‏القرن" المضيعة للحقوق ‏الفلسطينية ‏والعربية؟!!‌‌‏ ‏


‏‌‏ ‏كامالا هاريس ستستمر بدعم "إسرائيل"، والحرب معها بالسلاح والمعدات ‏وبالسياسة، ‌‏للقضاء على القضية الفلسطينية، مع استمرار ادعاء العمل من أجل "حل ‏الدولتين"، ‏ترامب ‏من جهته مستعجل للقضاء ليس على القضية الفلسطينية فقط، بل ‏القضاء على ‏الفلسطينيين ‏أصحاب الأرض أيضاً، باختصار نحن أمام هاريس ‏وترامب، كأننا أمام ‏درجتين من السرطان ‏الخبيث، وكلاهما قاتل للحق الفلسطيني، ‏ومجرم بحق العرب ‏والعروبة، وخائن لدوره ووظيفته ‏كرئيس للدولة العظمى عليه ‏العمل لتحقيق استقرار ‏وأمن وتعاون العالم.‏

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019