وقال عراقجي، اليوم الأربعاء، خلال الملتقى الوطني "أذربيجان، الدبلوماسية ووحدة أراضي إيران" في جامعة تبريز (بمحافظة اذربايجان الشرقية - شما غرب ايران ) : إن كوادر السلك الدبلوماسي عبر العصور صانوا الهوية المشتركة للإيرانيين ودوّنوا صفحات مشرّفة في تاريخ الدبلوماسية.
وأضاف : إن الإرادة والروح التي تتصدر عملنا اليوم، يجب أن تبقى نبراس هداية في الدفاع عن الهوية الوطنية والاستقلال ووحدة الأراضي، ولا سيما خلال المرحلة التي تعرضت فيها البلاد لعدوان "العدو الغادر" في الحرب الـ 12 يوماً؛ مؤكداً بأن تضحيات المدافعين والدبلوماسيين اليوم امتداد لعزيمة القادة الإيرانيين في الماضي.
وأشار وزير الخارجية إلى مكانة الحوار في التقاليد السياسية الإيرانية، موضحاً أن الدبلوماسية لم تكن أداة مؤقتة لتجاوز الأزمات فحسب، بل مظهراً من مظاهر العقلانية الراسخة، مؤكداً، ان "الإيرانيين يؤمنون بأن الحوار جزء من القوة، وليس بديلاً عنها".
وبيّن عراقجي أن مبادئ "الكرامة، والصبر، والتوازن تشكل ركائز الحوار في التراث الإيراني؛ فالكرامة ترتبط بصون العزة الوطنية، والصبر بالتأمل وحسن التدبير، والتوازن بتحقيق التقاء بين العزة والمصلحة".
كما لفت إلى استراتيجية "الدبلوماسية الإقليمية" التي تعتمدها الخارجية الايرانية بهدف تعزيز الروابط بين ممثليات البلاد في دول الجوار ومراكز المحافظات شمال غربي البلاد، بما يسهم في دفع التجارة والتبادل الشعبي والتعاون الثقافي.
وقال عراقجي : إن تجربة إيران أثبتت بأنه لا أزمة مطلقة ولا انسداد دائم، فنافذة الدبلوماسية تبقى مفتوحة حتى في أشد العواصف؛ مؤكداً أن قوة الخطاب الدبلوماسي تنبع من الثقة بقدرة الحوار و"الصبر الستراتيجي.
كما شدد على، أن "الدبلوماسيين يتحركون انطلاقا من عناصر القوة الوطنية، وأن الدبلوماسية بلا قدرة دفاعية غير قادرة على تحقيق نتائج فعالة".
وتابع قائلا : إن ما يحفظ البلاد في نهاية المطاف، هو القوة الوطنية والقوات المسلحة، بينما تعمل الدبلوماسية إلى جانبها؛ مضيفاً أنه "في الحرب الأخيرة تحرك الميدانان العسكري والدبلوماسي في اتجاه واحد".
وأوضح، أن "الصواريخ الإيرانية شكلت أكبر عامل ردع، فيما تمكنت الدبلوماسية من إضفاء الشرعية الدولية على هذا الرد الدفاعي، ما أدى إلى صمود أثمر بأن طلب العدو بعد 12 يوماً وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة".
واختتم وزير الخارجية بالقول : إن الذين كانوا يبعثون، في الأيام الأولى، رسائل داعين فيها إلى التفاوض وربما وقف إطلاق النار، هم أنفسهم قالوا في اليوم الأخير، "نحن نوقف الحرب وأنتم أوقفوها أيضاً"، مؤكدا، بان "هذه العزة صنعتها قوة الصواريخ الدفاعية، وثبّتتها الدبلوماسية في الساحة الدولية".